أهدانى الدكتور أحمد بهى الدين رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب الكُتب الجديدة التى أصدرتها الهيئة. الكتاب كتبته أسماء السباعى، وصدر ضمن سلسلة جديدة عنوانها: عقول. تهتم بنشر تراجم شخصيات مؤثرة فى مختلف مجالات العلم والأدب والتاريخ والفنون. رئيس تحرير السلسلة عبد السلام فاروق يقول: - إن أهم ما تتميز به السير الذاتية أنها تثير الحماسة والجاذبية نحو الفعل والتفوق. حتى لو كانت نماذج غير قابلة للتكرار باعتبارها تُمثِّل حالة مُتفردة مُحاطة بظروف اجتماعية ومادية تخص صاحبها فحسب. وهى تُثير التساؤلات والدهشة التى قد تدفع الإنسان لتغيير رؤاه للحياة. ويعترف رئيس التحرير أن السلسلة بطلها الأول هو القارئ. ومن حقه أن يُشارك فى اختيار الشخصيات ويتفاعل معها. لذلك حرص أصحاب السلسلة على أن يكون لهم صفحة خاصة بها على السوشيال ميديا هدفها التواصل مع القُراء. وسيكونون سُعداء عندما يستقبلون رأياً أو مقترحاً أو تساؤلاً يجعل حبل الوداد قائماً بينهم وبين قارئهم العزيز موصولاً باستمرار. اسمها مارى إلياس زيادة. والاسم الذى اشتُهِرت به: مى زيادة. وأول أعمالها ديوان شعر بالفرنسية عنوانه: أزاهير حُلم. نشرته باسمٍ مُستعار: إيزيس كوبيا. وحياتها كرواية من روايات الدراما بما فيها من حكايات. عرفت مى فى حياتها عدداً كبيراً من الصحفيين والأدباء بحكم عملها بالصحافة. وكانت فى الثالثة والعشرين. رغم أن عُمرها الأدبى والصحفى قصير بالقياس بأعمار بعض معاصريها من الأدباء. وبالرغم أن إنتاجها من الكُتب يزيد قليلاً على عدد أصابع اليدين. لكن تأثيرها الفنى والأدبى كان هائلاً. لدرجة أن المؤرخين يتحدثون عن ضخامة تأثيرها لكونها رائدة فى مجالها. حتى قال بعضهم: لو أن مى جاءت فى عصرنا هذا لكانت أديبة عادية بين أديبات كثيرات. ويقال لهم ربما لو جاءت فى عصرنا هذا لتفوقت عليهن ولغدت بينهن رائدة من الرائدات. كان لها صالون أدبى جمع عددا كبيرا من أدباء ومُفكرى عصرها. بدأ انعقاده 1913 فى بيتها الفسيح. وانتظم انعقاده كل ثلاثاء لمدة تزيد على عشرين عاماً كأكثر الصالونات الأدبية عُمراً وشُهرة. وقد انتقل صالونها للأهرام عندما انتقلت للعمل بتلك الجريدة العريقة العظيمة فى أوائل العشرينيات. ورغم أنها نشأت فى لبنان، فإن شُهرتها لم تكن إلا فى مصر. وقد نالت الجنسية المصرية. فباتت مثل خليل مُطران شاعر القُطرين. فكأنها أديبة القُطرين مثله. ولها فى مصر أكثر مما لها فى لبنان. ولكونها نشأت فى مدارس الراهبات عاشت حياتها بلا زواج. كأنها نذرت نفسها وروحها للكتابة والصحافة والأدب. وإلى جوار دورها فى الصحافة العربية، كان لها دورٌ فى الدفاع عن حقوق المرأة قبل إنشاء الاتحاد النسائى على يد هدى شعراوى. وكان لها اتصال برموز هذا الاتحاد، ولها عدد من المؤلفات فى هذا الشأن. كانت أيضاً تُدافع عن اللغة العربية وتدعو لإنشاء المجمع اللغوى فى مصر. وقد أصدرت كتاباً عنوانه: بين الجزر والمد. تناولت فيه هذا الموضوع الذى طالما ذكرته فى مقالاتها الصحفية. وفى آخر حياتها تعرَّضت لمكيدة من أقرب الناس إليها. وكانت فى بداية عقدها الخامس. وحيدة وضعيفة. وقد فقدت أبويها. ومات رفيق رسائلها جبران. وتشتت من حولها الجمع الحاشد من رُفقاء الصالون. وانفرد بها المتآمرون وألقوا بها فى مستشفى الأمراض العقلية لتشويه سُمعتها والاستيلاء على ما بقى لها من إرث. وكانت صدمة كبيرة لها، ومحنة هائلة جعلتها تجتر أحزانها، واحتُجِزت فى مستشفى المعادى أياماً حتى ظلت فى شبه غيبوبة حتى وافتها المنية صباح الأحد التاسع عشر من أكتوبر عام 1941، عن عُمرٍ يُناهز 55 عاماً. وظلت الصُحف فى مصر ولبنان تنعيها لثلاثة شهور كاملة بعد وفاتها. وقد لخَّصت حياتها فى الفصل الأول من هذا الكتاب بعنوان: قصة حياة فراشة. تلاه ستة فصول هى شرح عما توقفت أمامه فى مراحل حياتها. ولأن صاحب الكتاب وناشره يُريد له أن يكون كتاباً مختصراً لا يزيد على مائة صفحة، فقد تم اختصار الكثير مما قيل عنها بعد رحيلها أنه كتابٌ جميل يناسب العصر الذى نُشِر فيه.