مع بداية شهر رمضان المبارك، يُشعِل المسلمون في جميع أنحاء العالم مشاعر الأمل والتفاؤل، ويُحتفل بهذا الشهر المقدس بكل عاطفة واخلاص ولكن ما يثير الاهتمام هو أن كل شعب يمتلك تقاليد الفريدة في رمضان، والتي تعكس ثقافته وتاريخه. ما هي أغرب عادات الشعوب في رمضان بالدول العربية؟ رمضان، ذلك الشهر الاستثنائي الذي خصته الشعوب العربية بمظاهر لم يحظ بها غيره، وهذا الشهر له محوران أساسيان يحددان تميزه كضيف عزيز: أولهما: كونه شهر القرآن الكريم، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. وثانيهما: التقسيم الثلاثي لأيامه، فكما ورد أنه أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، قسمته الشعوب العربية على محور آخر، تقسيم فريد يظهر روح الدعابة والتزين وسمة الإطعام التي تميزه اقرأ أيضا..«الثقافة» تشارك بكورال «سلام» في احتفالية «يوم التراث» بالجامعة العربية أولا: "خيامية" مصر والفانوس تشتهر مصر في هذا الشهر بتقاليد "الخيامية" مع حلول شهر رمضان المبارك، تزين المنازل المصرية بألوانها المبهجة، وتُغطى بأغطية "الخيامية" المميزة. تضفي هذه الأغطية، التي تشمل أيضًا الوسائد، طابعا تقليدًا خاصا، وتشكل نتاج حرفة عريقة تعود إلى أزمنة قديمة في مصر. أصل حرفة "الخيامية" كان صناعة الخيام للجيوش المحاربة، قبل أن تتطور مع مرور الوقت، لتشمل مختلف أنواع الزينة الرمضانية. وتُصنع أغطية "الخيامية" من القماش المزخرف بألوان ونقوش متنوعة، غالبًا تكون مستوحاة من التراث الإسلامي والشرقي. تعد هذه الأغطية رمزًا للبهجة والاحتفال بقدوم شهر رمضان، وتُضفي لمسة مميزة على أجوائه الروحانية. وظهر الفانوس وفقا لعدة روايات أولها: بدأت قصة الفانوس في مصر في عهد الدولة الفاطمية. أمر القائد جوهر الصقلي سكان المدينة، بإضاءة الطريق بالشموع. وضع سكان القاهرة الشموع على قواعد خشبية، وغطوها بالجلود لتجنب انطفائها. كانت هذه بداية ظهور الفانوس كطقس رمضاني ثانيا: "تفقد الولايا" و"الشعبونية" في فلسطين تُعرف فلسطين بالعديد من العادات الرمضانية المميزة، التي تُضفي على الشهر الفضيل نكهة خاصة. من بين هذه العادات: فقدة الولايا: حيث يجول الرجال على منازل شقيقاتهم وبناتهم المتزوجات للاطمئنان على أحوالهن، وتقديم الهدايا والحلويات لهن. الشعبونية: وهي عادة خاصة بمدينة نابلس في الضفة الغربيةالمحتلة، حيث تقام مائدة كبيرة تضم أطعمة تقليدية بدعوة من كبيرة العائلة، وذلك لتعزيز صلة الرحم والتواصل بين أفراد العائلة. تساهم هذه العادات في تعزيز الترابط الاجتماعي والتكافل بين أفراد المجتمع الفلسطيني، وتضفي على شهر رمضان أجواء من البهجة والفرح. ثالثا .. المسحرجي أو "النفار" في المغرب يعد "النفار" من أقدم العادات والتقاليد المغربية التي تمارس خلال شهر رمضان المبارك، حيث يقوم "النفار" أو ما يعرف بالمسحراتي أو المسحرجي بالنفخ في البوق عدة مرات بعد ثبات ظهور هلال رمضان، إعلانًا عن بدء شهر الصوم. وبعد إعلان "النفار" عن بدء رمضان، يتبادل المغاربة التهاني مرددين عبارة "عواشر مبروكة"، وتضفي هذه العادة أجواء من البهجة والفرح على المجتمع المغربي. ويتجول "النفار" في الشوارع ليلاً حاملا بوقه، ويردد بعض الأناشيد الدينية التي تنبه الناس على بدء وقت السحور. رابعا: المشبك اللبناني والسيبانية يتميز لبنان بالعديد من العادات والتقاليد الخاصة باستقبال شهر رمضان المبارك، والتي تضفي على هذا الشهر الفضيل، طابعًا خاصًا يمزج بين الروحانيات والبهجة. من بين هذه العادات: ليلة نصف شعبان: تقام فيها صلاة التراويح، ويُتلى القرآن الكريم، وتعد مأكولات تراثية وحلويات شهية مثل "حلاوة النص" و"المشبك". سيبانة رمضان: وهي جمعة عائلية تقام في آخر أيام شهر شعبان، حيث يجتمع أفراد العائلة لتناول الطعام والاحتفال بقدوم شهر رمضان. المائدة الرمضانية: تتميز بتنوع الأطباق اللبنانية مثل "التبولة" و"الكبة" و"الحمص بالطحينة".