كل الظروف والتكهنات قبل القمة 129 كانت تشير إلى أن الأهلى سيكسب ولكن النتيجة جاءت مختلفة، استطاع الزمالك أن يتعادل فى ظل ظروف صعبة جداً، ربما كانت كلمة السر للأبيض أبوخطين حمر فى هذه المباراة الروح وعدم الخسارة. منذ الدقيقة 72 من مباراة القمة وتحديداً بعد أن نجح بن شرقى فى إحراز هدف من أول كرة يلمسها اللاعب المغربى تباينت المشاعر بين الأحمر والأبيض.. الأهلاوية آخر سعادة لأن الهدف جاء من أول لمسة للنجم الموهوب القادم الذى صال وجال من قبل مع الزمالك ووجوده فى صفوف فريق الأهلى تسبب فى هدوء الأوضاع تماماً داخل القلعة الحمراء، وفى نفس الوقت بدأ الأهلاوية يستعدون لليلة التحفيل وإخراج «القفشات والإفيهات» التى سيكون فيها نجم الشباك الأول هو بن شرقى المرعب والذى استطاع أن يحرز هدفاً جميلاً ماركة المغربى بن شرقى والذى سبق أن أحرز منها بنفس الطريقة أهدافا كثيرة مع الزمالك لأنه من الآخر يجيد المتابعة مهما كانت قوة المدافعين والخصوم وسبحان مغير الأحوال. يظل تفكير الزملكاوية فى القادم والوجع والتحفيل الذى سيكون نتيجة لفرحة الأهلاوية بالهدف وربما كان من الوارد أن يكون هدف الفوز ولكن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن واستطاع بنتايك أحد أبرز لاعبى الزمالك فى المباراة أن يحرز هدف التعادل بعد هدف بن شرقى ب 12 دقيقة وبخطأ شارك فيه محمد الشناوى حارس الأهلى. المؤكد أن ال12 دقيقة كانت الأصعب عند جماهير الزمالك لأن الجهد قل وربما ثقة اللاعبين فى الفوز لم تكن موجودة نتيجة نقص الصفوف ولكن بيسيرو جازف وأحدث تغييرات كانت من الممكن أن تتسبب فى ضياع وسط الملعب بخروج دونجا أحد المسامير القوية فى هذا المكان لأن الظروف خدمت بيسيرو واستطاع الزمالك أن يتعادل ويحفظ ماء الوجه.. برافو لاعبو الزمالك الذين قاتلوا ولعبوا مباراة جيدة فى ظل الظروف القاسية خاصة ان العامل النفسي وكل البرامج والاستديوهات كانت تشير إلى أن المباراة ستشهد هزيمة قاسية للفريق الزملكاوى الذى تعادل فى آخر مباراة مع بتروجت 1/1 بشق الأنفس، وفى نفس الوقت فإن الأهلى أحواله ومعنوياته أفضل إلا أن كولر أحياناً يحدث لخبطة فى التشكيل. بالتأكيد أن كلا الفريقين لن يرضى عن أداء طاقم التحكيم النرويجى الذى أدار القمة كان مقبولاً ومرضى فى مجمله ومقنعا والحكم صاحب شخصية قوية، والمؤكد أن مباريات القمة تحتاج دائماً لوجود حكام أجانب لأن أخطاءهم يتم نسيانها بمجرد مرور ليلة المباراة على خير ولكن يختلف الأمر تماماً مع وجود الحكم المصرى الذى يتذكر له الجميع لشهور وربما سنوات أى خطأ ولو كان بسيطاً. دعم التحكيم المصرى أمرا مطلوبا ولكن المنظومة تحتاج لمعالجة سريعة وناجزة يعمل عليها هانى أبوريدة ومجلسه مع الخواجة الكولومبى أوسكار بيرز وأثق تماماً أن حكامنا بخير والعودة لزمن الهيبة والقوة قادم .. قادم. المباراة وشكل الاستاد والبث التليفزيونى والجماهير فى المدرجات تعد متعة حقيقة، كل شىء كان جميلاً، ستاد القاهرة تحفة فنية يحسب ذلك لوليد عبدالوهاب رئيس هيئة ستاد القاهرة، كما أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية والرياضية تبدع من يوم لآخر وتقدم خدمة فاخرة وأصبح لدينا قناة رياضية قوية أعتبرها قناة المصريين، بالتأكيد النجاح يأتى بالنجاح خاصة أن النقل التليفزيونى قبل ساعات من القمة وتقديم وجبة دسمة وكاملة للمشاهد بدأ قبلها بخمسة ساعات فى شياكة وذوق والأهم أن الضيوف كانوا من النجوم المحبوبين لكلا جماهير القطبين.. برافو المتحدة. القمة فى مجملها فنية ونتيجتها عادلة ورغم كلام كولر وبيسيرو فى المؤتمر الصحفى إلا أن التعادل حافظ على الحالة المزاجية للجماهير الحمراء والبيضاء والأهم جعل المنافسة بينهما مستمرة مع بيراميدز على قمة الدورى وهذا الأمر فى حد ذاته يضفى مزيداً من حلاوة المنافسة فى الدورى المصرى.