مراوغات نتنياهو لن تنتهي لنسف أي محاولة لإنهاء الحرب ولسد الطريق أمام أي خطوة نحو سلام حقيقي في المنطقة. لكن مجرم الحرب لم يعد قادراً على أن يخدع أحدا بعد أن سقطت كل الأقنعة وانكشفت كل أساليب الخداع. حاول مجرم الحرب التهرب من تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة بكل الوسائل، لكنه فشل حتى وصل الى قرب المحطة الأساسية فى الاتفاق وهى الانتقال الى المرحلة الثانية التى ينبغى أن يتم فيها إنهاء ملف تبادل الأسرى والرهائن وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل مواقعها فى غزة وإنهاء الحرب. يلجأ نتنياهو الآن لتعطيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين رغم وفاء المقاومة الفلسطينية بالتزاماتها فى الاتفاق، يحاول «اختراع» أسباب لهذا التصرف لكن الجميع يدركون أنه لا سبب إلا محاولة التهرب من استكمال الاتفاق. وعلى الأرجح سيضطر نتنياهو لإنهاء الأزمة المصطنعة بسبب الضغوط الداخلية ليبدأ معركته الأساسية لمنع الانتقال للمرحلة الثانية باستحقاقاتها الاساسية وأولها وأهمها إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزة. وفى سبيل ذلك يركز نتنياهو على تمديد المرحلة الأولى أو استحداث «فترة انتقالية» بين المرحلتين الأولى والثانية(!!) تمديد المرحلة الأولى يكون لاستكمال التفاوض وليس للتهرب من الاتفاق على المرحلة الثانية(!!) وهو يتم بالطبع فى ظل استمرار وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الانسانية الى غزة، لعبة نتنياهو هنا هى محاولة استئناف تبادل الاسرى والرهائن فى فترة التمديد.. وهو أمر لا يمكن تمريره لأنه يعنى ببساطة أنه لا مرحلة ثانية على الإطلاق، بل استئناف الحرب بعد تسلم الرهائن(!!) ولأن اسرائيل وحدها هى التى عطلت بدء التفاوض حول المرحلة الثانية عمداً ومع سبق الاصرار والترصد من نتنياهو وزعماء عصابات الارهاب المتحالفين فى حكومته.. بينما أغلبية الإسرائيليين ومعها قيادات الجيش والأجهزة الأمنية ترفض كل ذلك!!. تمديد المرحلة الأولى يعنى استكمال التفاوض وليس تمديد الحرب أو التهديد بحرق غزة وقتل كل الرجال فيها، كما طالب بالأمس نائب رئيس «الكنيست» الإسرائيلى (وهو عضو بارز بحزب نتنياهو نفسه!!) والتفاوض أساساً هو لتنفيذ الاتفاق وليس لتعديله أو الانقلاب عليه. نتنياهو يراوغ وينتظر الموقف الأمريكى، والمبعوث الأمريكى «ويتكوف» قادم للمنطقة غداً.. هل سيحمل جديداً.. وأى جديد؟!