رغم كل محاولات مجرم الحرب نتنياهو لإفشال اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، فقد تم تجاوز العقبات واكتملت تقريبا عملية تبادل الأسرى والرهائن المقررة فى المرحلة الأولى ولم يبق إلا الدفعة الأخيرة فى نهاية الأسبوع. ورغم كل محاولات «التشويش»، التى قام بها نتنياهو، فقد كانت عودة الرهائن شهادة جديدة تفضح أكذوبته الكبرى فى تبرير حرب الإبادة بأنها من أجل عودة الرهائن وليست من أجل بقائه فى الحكم وتفادى السجن والمحاسبة، كما يعتقد معظم الإسرائيليين، الرهائن لم يعودوا إلا بالتفاوض، بينما جنون الحرب عند نتنياهو لم تكن نتيجته فقط قتل الفلسطينيين بالآلاف، لكنه أيضا قتل الإسرائيليين من الجنود الذين ألقى بهم فى حرب بلا هدف إلا الدمار، ومن «الرهائن» الذين قتلتهم قنابل إسرائيل ليعودوا أشلاء فى النعوش بقرار مجرم الحرب الهارب من العدالة!! لم تفلح عمليات «التشويش»، التى قام بها نتنياهو، ولا حتى تفجيرات تل أبيب التى تحيطها الشبهات مع اعتقال إسرائيليين متهمين بالتورط فيها!!.. لم تفلح فى تخفيف حصار الفشل الذى وجد مجرم الحرب نفسه يعانيه، خاصة مع تسلم جثث الرهائن الذين قتلهم جيشه. فى الحقيقة هؤلاء قتلهم نتنياهو مرتين وليس مرة واحدة.. قتلهم «كما تقول غالبية الإسرائيليين» أول مرة بالفشل السياسى والعسكرى فى 7 أكتوبر، وقتلهم برفض كل محاولات الاتفاق الذى يضمن عودتهم، والإصرار على الحل العسكرى الذى أودى بحياة العديد من الرهائن، والذى مازال مجرم الحرب يلوح به وهو يراوغ للإفلات من الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق التى تنهى الحرب وتحقق الانسحاب الكامل لقوات العدوان الإسرائيلي، وتعيد باقى الرهائن الذين لا يحفل بمصيرهم نتنياهو وهو يراوغ كعادته طلبا للحرب ليتفادى السقوط الحتمي!! المرحلة الثانية من الاتفاق هى الأخطر والأهم.. ونتنياهو يذهب إليها مرغمًا وبعد مراوغات أخرت بدء التفاوض، لكنه أيضا يفاوض وهو محاصر بالفشل، ومتهم من الجميع بمن فيهم فريق التفاوض الإسرائيلى الذى كان شاهدا على مراوغاته بأنه عطل توقيع اتفاق الهدنة الحالى لأكثر من عام، ثم وقع على نفس النص الذى يحاول التهرب من تنفيذه الآن وهو يعرف أن ذلك معناه هو قتل باقى الرهائن، وإغلاق أى طريق نحو السلام لكى يبقى مجرم الحرب خارج السجن!! أمامنا أيام صعبة من التفاوض، ولا سبيل إلا الالتزام الكامل بالاتفاق وعدم السماح لمجرم الحرب بأن يفلت من مصيره أو يكرر جرائمه!!