اجتماع القمة العربية الذى دعت له مصر واستجابة له الأمة هو الصفعة التى يمكن أن نوجهها لأى طامع أو مبتز يستهدف كيان الأمة بجد ومن القلب وبالقوة والصوت العالى أهتف تحيا مصر،فى كل مكان وفى أى زمان تجدها هناك تناصر الحق وتدافع عنه لاتتغير مواقفها ولاتتراجع عما تجده الواقع الذى يمليه الضمير.مصر التى ضحت من أجل فلسطين ومازالت تقف دفاعا عن حقوق شعب اغتصبت أرضه وشرد بلا وجه حق وترفض كل أشكال الابتزاز لتهجيره،وتعلن ذلك علنا أمام العالم وفى وجة أدوات الشر أمريكا وإسرائيل ومن يناصرهما،وتعلنها صراحة أن إعادة إعمار غزة وعودة أهاليها لمساكنهم فرض عين على أى حر فى العالم. مصر تفرد أجنحتها فى كل منطقة وأسعدنى ذلك اللقاء المثمر الذى شهدته القاهرة من يومين بين وزير الخارجية المصرى د. بدر عبد العاطى ووزير خارجية السودان على يوسف الشريف تحت مسمى آلية التشاور السياسى لبحث التعاون المشترك وكيفية الحفاظ على مقدرات الشعبين المصرى والسودانى،خلال الاجتماعات كان هناك خطوط فاصلة أكدها الجانبان،على رأسها ضرورة الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه والحفاظ على مؤسساته الوطنية وجيشه الدرع الواقية ضد أى مؤامرات أونزاعات ،والتأكيد على أن السودان خط أحمر لن يسمح بالاقتراب منه،ومصر عند كلمتها لاتقول كلاما مرسلا ولكنها تؤكد ذلك بالأفعال فلن تسمح لأى دخيل أن يهدد السودان أو يعبث بمقدراته لأن السودان ومصر حاجة واحدة ونسيج واحد الدفاع عنه واجب وفرض عين على كل مصرى قبل السودانى. أجمل مافى المباحثات وفى البيان الذى صدر عنها كان التأكيد على وحدة وادى النيل وأن مياه النيل وحقوق مصر والسودان باعتبارهما دولتا المصب فى تلك المياة شىء لايمكن التفريط فيه أو المساس به أو أن يترك لعبث العابثين ومن يحرضونهم، وهم للأسف كثيرون على رأسهم دولة الكيان الصهيونى الغاصب التى لاتخجل من أن تجهر بذلك.مصر تعلنها قوية نحن مع السودان الذى تربطنا به أواصر الأخوة والتاريخ ،أشقاء ودولة واحدة منذ بدأ التاريخ يكتب أوراقه،ماتعرض له السودان من مؤامرات تستهدف تقسيمه والاستيلاء عليه والقضاء على مقدراته، شىء وقفت له مصر بكل قوة دعما ومناصرة على الأرض وفى كل المحافل الدولية والإقليمية،وعندما تقول مصر إن السودان خط أحمر فهى تعنى ماتقول، تماما كما تعلنها أمام التهجير للفلسطينيين،وهى تقول نحن مع الإعمار فى غزة وإعادة الأهالى لمساكنهم،وتعلنها هنا كذلك وإعمار السودان أيضا واجب وفرض. مصر هى رأس الأمة العربية وعامود خيمتها وهى التى عندما تتجمع عندها الدول العربية، تتوحد الكلمة وعندما تقول رأيها فهى تقوله عن قناعة أسستها من تجاربها ومواقفها التى تولدت من كل مامر بها وأظهرت فيه شجاعتها وبأسها الشديد،مصر قوية مهابة الكلمة تعرف قدرها ودورها ،لاينبع قرارها إلا من داخلها يحميها جيشها الوطنى القوى الذى يدعمه الشعب. مصر هى درع الأمة العربية ورأس حربتها وينتظر منها العرب الكثير من أجل الحفاظ على وحدة الأمة وسلامة أراضيها فى كل أرض للعرب. اجتماع القمة العربية الذى دعت له مصر واستجابة له الأمة هو الصفعة التى يمكن أن نوجهها لأى طامع أو مبتز يستهدف كيان الأمة أو أراضيها أو ثرواتها وكان للحق موقف الزعماء العرب فى لقاء الرياض برفض المخططات الصهيوأمريكية بالتنازل أو قبول الأمر الواقع بداية لوحدة الموقف والرأي الذي تتزعمه مصر بعنوان «لا للتهجير ولا لتقسيم السودان».