بامتياز نجحت الدبلوماسية المصرية في فرض رؤيتها المستحقة فى أزمة غزة بوجه عام وتداعياتها الخطيرة التى امتدت لخطط التهجير القسري لتهجير أهالي غزة والضفة. الدبلوماسية المصرية والعربية عموماً نجحت فى إيصال رسالة للعالم أجمع برفض الشعوب العربية وقياداتها القاطع لمبدأ تهجير الفلسطينيين عن أراضيهم وبالتالى تصفية القضية الفلسطينية وتغيير شامل في خريطة المنطقة. ذلك المخطط ليس جديداً بل طرح أكثر من مرة فى سرية وعلى استحياء وتم إحباطه لكن الجديد تلك المرة هو طرحه ببجاحة منقطعة النظير وعلانية مفضوحة تكاد تتحدى أصول العقل والمنطق السليم أى بالقوة «هى كده عافية». البلطجة التى تمارسها حكومة الاحتلال بدعم أمريكى محموم لابد من مواجهتها وإلا ستأكل الأخضر واليابس وقد تطول الكرامة العربية فالأرض عرض وشرف. لذا تأتى القمة العربية الطارئة التى تستضيفها القاهرة فى الرابع من مارس المقبل فى وقتها المناسب لوضع الأمور فى نصابها الصحيح. ليس المطلوب من القمة المرتقبة إعلان الحرب أو حتى التلويح بها أو إظهار عداء لقوة عالمية كبيرة لكن المطلوب بدائل عملية لإعمار غزة قابلة للتنفيذ فى أقرب وقت وذلك ما تعمل عليه مصر مع الدول العربية الفاعلة من خلال رؤية شاملة لمسار سلام يقود لدولة فلسطينية مستقلة ولا أشك فى أن تلك الرؤية ستجد تأييداً عربياً مطلقاً على المستويين الشعبى والرسمى. الطرف الآخر يريد بتلك المخططات الشيطانية أن يلقى بالكرة فى ملعبنا لذلك يجب أن تصدر عن القمة قرارات حاسمة ضد التهجير وهدف إعادة رسم خريطة المنطقة. نريد أن تكون قرارات القمة خطوط حمراء تحمى الحق العربى من منطلق «نكون أو لا نكون» تلك هى المسألة.