حكاياتنا التراثية تمثل ذاكرتنا الإنسانية الجميلة .. كثيرًا ما نلجأ إليها ونحن أمام فعل الحكى وكانت الأم عندما يطلب الصغير أن تحكى له حكاية قبل أن يخلد الى النوم، تستدعى الحكايات التراثية الشعبية التى تعرفها، وعندما ينفد الرصيد الجمعى تلجأ الى حيلة الحكى الدائم، حتى ينام الصغير..أدركت بعض دور النشر ذلك منذ فترة فكانت الكتب التى تحمل ألف حكاية وحكاية، وكل يوم حكاية، وكلها محاولات للحد من مشكلة الأم مع طفلها، ولكننا هنا أمام عمل مختلف، صدر حديثًا عن دار بيت اللغات الدولية، جمع فيه مجموعة من المؤلفين أروع القصص على مر العصور، فى تقديم موسوعة تحمل القيم الدينية فى 365 حكاية مقسمة حسب شهور السنة، بحيث تقرأ الأم حكاية مع بداية كل يوم فى الشهر بسهولة .. حرص المؤلفون محمد المطارقى ، أحمد عبد النعيم ، عبد الله مرشدى، ود. إيمان سند على صياغة القصة التراثية بأسلوب عصرى بسيط لا تتجاوز عدد الكلمات مساحة الحكى مع صورة معبرة عن أحداث القصة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعى فى قطع كبير بغلاف سميك، يتحمل شقاوة الطفل، أبطال الحكايات أنبياء ،وصحابة، وعلماء، وصالحون، وأمراء، ووزراء، وكذلك رجال بسطاء فى رحلة ممتعة تعكس كل قصة قيمه مهمة من قيمنا الدينية، فى أسلوب مشوق، بلغة سهلة وواضحة، تجمع بين القيمة والإمتاع، ولا تخلو من الحس الفكاهى فى بعض الأحيان، وهذا التنوع أثرى العمل الموسوعى الذى أضاف إلى المكتبة العربية كتابا طالما بحثنا عنه .. أدرك فيه كتاب العمل أن الحكايات التراثية لا تنقل كما هى فكانت إعادة الصياغة دون الإخلال بالمعنى المقصود بالإضافة إلى العناوين المشوقة مثل» لؤلؤة الصياد» «حيلة صاحب البئر»، «»تمر الصديق»،» طريق الأسد»،» سر الابتسامة» «جعفر الطيار»، تم اختيار الحكايات بعناية بحيث تصل إلى نهاية الموسوعة وتكون قد جمعت كل القيم الإنسانية النبيلة، التى ترجو أن تغرسها فى الصغير لتبقى له فى الكبر.