فى كل مرحلة من مراحل تسليم الأسرى الإسرائيليين كانت حماس حريصة على استغلال مراسم عمليات التسليم للقيام باستعراضات توجِّه من خلالها رسائل غير مباشرة كان لها أثرها الكبير على نتنياهو والداخل الإسرائيلى.. رسائل فضحت الأكاذيب التى روَّجها نتنياهو طوال 16 شهرًا وتسببت فى إعادة بعض الأسرى فى توابيت مما تسبب فى سخط واسع ضده لدرجة انه اختبأ الأسبوع الماضى معتذرا عن استقبال جثامين الذين قتلهم بنيران جيشه بعد تصاعد الانتقادات بأنه كان من الممكن إنقاذ حياتهم بالمفاوضات التى عرقلها طويلا بينما بذل الفلسطينيون كل ما فى وسعهم للحفاظ على حياتهم لكن الجيش الإسرائيلى قصف أماكن احتجازهم. صباح أول أمس السبت فجَّر مشهد «القُبلة» التى طبعها الإسرائيلى عومير على رأس عنصرين من كتائب القسام بركان الغضب داخل اسرائيل، وأحدثت ردة فعل غاضبة من اليمين الاسرائيلى المتشدد الذى وصفها بأنها «قُبلة العار» مما دفع نتنياهو للنكوص بتعهداته وأعلن مكتبه تعليق وإرجاء الإفراج عن 600 فلسطينى مقابل الاسرى الستة مبررا ذلك بمشاورات أمنية لكن الواقع يؤكد أن ذلك بسبب الانتهاكات المهينة من قِبَل حماس خلال مراسم التسليم، وقال مكتب نتنياهو إن الإرجاء تم لحين تسليم الدفعة التالية من الأسرى دون طقوس الإهانة أو المراسم الاستفزازية، الأمر الذى دفع الوسطاء لتكثيف الجهود لإتمام الافراج طبقا لمواثيق الاتفاق. تساءل البعض: لماذا تزايد الغضب الاسرائيلى هذه المرة رغم وجود مشاهد مماثلة تضمنتها مراسم تسليم الدفعات الست الأولى؟ الإعلام العبرى أشار إلى أن هناك مشهدين أثارا حفيظة نتنياهو.. الأول مشهد القُبلة التى طبعها الإسرائيلى عومير على جبين عنصرين من كتائب القسام، والمشهد الثانى إحضار حماس لأسيرين إسرائيليين ممن لم يتم الإفراج عنهم ليشاهدا مراسم إطلاق سراح زملائهما وتصويرهما من داخل إحدى سيارات قافلة الأسرى وهما يتوسلان للحكومة الإسرائيلية لإنقاذهما قائلين: «نرجوكم أنقذونا.. أعيدونا من فضلكم»، ثم إعادتهم إلى مكان احتجازهما دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منهما. السؤال الآن: ماذا بعد؟ الإجابة مقلقة، حيث تسود حالة من الترقب قبل الوصول للمحطة الثانية من الاتفاق التى يبدو الدخول اليها معقدا.