أخيراً نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلى انسحابه من تسع قرى حدودية كانت تحتلها جنوبلبنان يوم الثلاثاء الماضى، ورغم أن هذا الانسحاب يأتى ضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذى تم توقيعه بين لبنان وإسرائيل برعاية أمريكية وفرنسية، بمهلة تبدأ فى 27 من نوفمبر 2024 وتنتهى فى 26 من يناير الماضى فإن إسرائيل لم تنفذ الانسحاب الكامل، وأبقت على احتلالها لخمس نقاط استراتيجية داخل الأراضى اللبنانية فى خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار وهو ما جعل السلطات اللبنانية تؤكد أن أى بقاء إسرائيلى فى الجنوب سيعتبر احتلالا، فى موقف رسمى يشدد على ضرورة بسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها. خلال تواجد قوات الاحتلال اسرائيلى فى البلدات الجنوبية الحدودية قامت بتفجير معظم المنازل والمبانى والمواقع الدينية وتجريف الطرقات وتحويل بعض القرى الحدودية لمناطق منكوبة غير صالحة للسكن كما فعلت فى غزة بهدف جعل جميع القرى المحاذية للحدود الدولية غير قابلة للحياة. ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فى 27 نوفمبر شنت إسرائيل ضربات جوية ونفذت عمليات تدمير عشرات المنازل فى القرى الحدودية التى كانت تحت احتلالها وقتلت اكثر من 60 لبنانيا، وأصابت أكثر من 100 أثناء محاولتهم العودة لقراهم الحدودية. فالاعتداءات الإسرائيلية استمرت لان إسرائيل لم تنسحب من أجواء هذه المناطق بل ظلت طائراتها ومُسيراتها تحلق فى جميع المناطق اللبنانيةجنوب وشمال الليطاني، وتفجر مزيدا من المواقع وتطلق على العائدين لقراهم القنابل بهدف اثارة الرعب فى نفوسهم لدفعهم للعودة من حيث أتوا. الاكثر اجراما هو قيام قوات الاحتلال بتفخيخ معظم البيوت المدمرة وجعلها قابلة للتفجير حتى لا يرجع العائدون لقراهم - مثل ما حدث فى بلدة طير حرفا مؤخرا حيث قتل أربعة أفراد من اسرة واحدة، نتيجة انفجار فى منزلهم بعد عودتهم إليه، بهدف زرع الرعب ودفعهم لتأخير العودة أو العزوف عنها خوفا على حياتهم قبل التأكد من خلو هذه البيوت من المتفجرات. لا شىء يردع إسرائيل عن التمادى فى العدوان وتكرار الخروقات واستمرار احتلاله لنقاط كثيرة بلبنان، فإسرائيل لا تلتزم بأى قرارات دولية ولا تعطى أدنى اعتبار للمجتمع الدولى، وهو ما يجعل الجنوباللبنانى ساحة صراع مفتوحة.