مفاجآت مستمرة تظهر كل لحظة في قضية سفاح المعمورة؛ ذلك المحامي الذي تناسى أنه رجل قانون ويدافع عن المظلومين، الآن خلع روب المحاماة وارتدى ملابس المجرمين، يقبع خلف القضبان ينتظر جزاء جريمته البشعة بعدما أقدم على قتل سيدتين حتى الآن؛ الأولى زوجته والثانية موكلة لديه، وتم اكتشاف جثة رجل ثالث في شقة أخرى كان يستأجرها المتهم، لكن الغريب أنه غير معترف بارتكاب تلك الجريمة وإنما فقط اعترف بالجريمتين السابقتين.. وربما تكشف الأيام القادمة عن وجود ضحايا أخرى للمتهم. ولكي نعرف تفاصيل أكثر عن جرائم المتهم التي أصبحت قضية رأي عام وحديث السوشيال ميديا ومحط اهتمام الكل، وكيف انكشفت جرائمه بعد عام تقريبا من ارتكابها، تواصلنا مع إسلام سالم محامي المتهم المنسحب، فقال: "في البداية تم تكليفي بالقضية من خلال نقابة المحامين، عندما تواصلوا معي بأن هناك زميل لديه مشكلة وحاليا في القسم، توجهت لهناك وأنا لا أعرف القصة تحديدا، خاصة أن هذا أمر طبيعي عندما توجد مشكلة مع زميل ندهب إليه، وفي القسم بدأت الأمور تتضح". سألناه هل في تلك اللحظة وبعدما عرفت الحقيقة وأن المتهم سفاح وقاتل متسلسل هل قررت أنتتراجع عن الدفاع عنه؟، فقال: "نظرة الإنسان العادي للموضوع تختلف عن نظرة المحامي، فالإنسان العادي سيرى أن هذا الشخص قاتل وسفاح هذه الصورة التي انطبعت في ذهنه بمجرد ما عرف القصة، إنما المحامي مينفعش ياخد الصورة من بره، لابد وأن يتأكد من الأدلة والاعتراف، وأن المتهم شخص سليم، فهناك قاعدة في القانون تقول"مفيش إرادة مفيش مسئولية"، فلابد أن يكون اعترافه متماشى بالأدلة الفنية المقدمة". أما بالنسبة لتفاصيل اعترافات المتهم؛ فقال: "المتهم معترف بالجريمتين والضحيتين اللتان تم العثور عليهما؛ فالأولى تم قتلها في شهر يناير 2024، وهي زوجته عرفيا، تعرف عليها في بداية عام 2023، وهي من محافظة الجيزة، وتزوجها وبعد فترة أقنعها بالإقامة معه في محافظة الإسكندرية التي قرر أن يفتح بها مكتبين لممارسة عمله وبعد زواج عرفي لم يستمر كثيرا، حدثت بينهما مشاكل وخلافات مستمرة، بسبب غيرتها، ويوم الواقعة اشتد الخلاف بينهما بعدما سمعته يتحدث في الهاتف، فتشاجر معها وضربها بيده وقدمه فسقطت على الكنبة وماتت، فقرر أن يتخلص منها ويدفنها داخل تابوت خشبي أعده نجار له، وهذا النجار تم استدعاه للتحقيق معه وسؤاله هل كان لديه علم بالجريمة من عدمه، أما الجريمة الثانية فارتكبها في شهر أغسطس 2024م، وهي موكله لديه واختلفوا على أتعاف القضايا فحدث خلاف وضربها أيضا بيده وقدمه فماتت بين يديه فدفنها بجوار الجثة الأولى داخل غرفة بالشقة". أما بالنسبة للضحية الثالثة التي ظهرت أثناء التحقيق مع المتهم، الخاصة بالمهندس الذي تم اختفاؤه من شهر مارس 2022م، وتم العثور على جثته في شقة استأجرها المتهم نفس السنة تقريبا وهي 2022، فقال: "هذه الجريمة لم يعترف بها ومصر على أنه لم يرتكبها من الأساس، وأن الشقة بالفعل استأجرها لكنه لم يقم فيها، كان فقط يدفع الإيجار". الغرفة المغلقة أما بالنسبة عن كيفية اكتشاف جرائمه، فقال: "هذه قصة طويلة، المتهم كانت تقيم معه سيدة ينفق عليها ويساعدها هي وأولادها، ودائما ما يحذرها من دخول الغرفة والتي كان يضع عليها قفل حديدي وطول النهار يشغل 6 موبايلات على القرآن، لدرجة إذا فصل هاتف منهم يسرع لإعادة شحنه مرة أخرى وتشغيل القرآن، بدأ القلق يدخل قلبها وازدادت الشكوك أكثر عندما حضرت إليها سيدة أخرى يعرفها المتهم وبدأت تتحدث معها وتخبرها أنه أعطاها كارت فيزا لسيدة تدعى تركية تسحب منها المعاش كل شهر وتركية هي الضحية الثانية للمتهم، من هنا قررت الاثنتان الدخول للغرفة لمعرفة ماذا بها، فوجدتا حفرة، اعتقدتا في البداية أنه يحفر تنقيبا عن الآثار، فتم استدعاء أقاربهم واكتشفوا الحقيقة، وعندما حضر المتهم وجدهم جميعا داخل شقته فتشاجر معهم، فابتزوه مقابل عدم الكلام، هنا بدأ الصوت يرتفع وخرج الجيران وأبلغوا الشرطة، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، وبإجراء أعمال الحفر، تم استخراج كيس أسود من البلاستيك كبير الحجم عثر بداخله على جثة، لإحدى السيدات، وباستكمال أعمال الحفر جرى استخراج بطانية وبفضها وجد داخلها جثة سيدة، ومن هنا انكشفت جرائمه". وأضاف المحامي: "المتهم استأجر 18 شقة حتى الآن وربما تكون هناك ضحايا آخرين تكشف عنها الشرطة، فتحقيقات النيابة استمرت مع المتهم بعدما تم العثور على الجثة الثالثة لأكثر من 12 ساعة، ولكنه مصر على عدم ارتكابه لها، وأحيانا أفكر في الانسحاب من القضية وعدم الاستكمال بها". هذه كانت تفاصيل القضية واعترافات المتهم داخل النيابة، ومازالت التحقيقات مستمرة وربما تنكشف مفاجآت خلال الساعات القادمة. ضحية محتملة وفي ظل الحديث عن جرائم السفاح، ظهر محام يدعى أحمد فرة، ليشرح معرفته بالقاتل وكيف أنقذه القدر من أن يكون ضحية له، غير أنه كشف أسرارا جديدة تقدم بها ببلاغ رسمي للأجهزة الأمنية، فكتب منشورا على صفحته الشخصية على "الفيس بوك"، وقال: "الأستاذ نصر المحامي الملقب إعلاميًا بسفاح المعمورة، سفاح الإسكندرية، منذ عدة أشهر كنت أترافع عنه فى قضية إيصال أمانة محكوم فيها غيابياً بالحبس لمدة ثلاثة سنوات.. وفي تلك القضية كان التالي.. أتاني أستاذ نصر بصورة من القضية وبالتالي تناقشت معه فيمن هو الطرف الثاني والطرف الثالث، فأبلغنى بأن الطرف الثانى في الإيصال هو موكل لدى مكتبه يدعى (ب. ح) من منطقة الطابية خط رشيد، كان موكله يقرض العملاء لديه بقروض ربا فاحش (الجنيه بثلاثة ويزيد) ومستتراً فى ذلك بأعمال تجارية مغلفة بستار ديني، ثم سرد لى قائلاً بأن ذلك الإيصال كان نتيجة واقعة خطف لهما (المحامى وموكله) وإكراه على توقيع ذلك الإيصال وحرر بها جناية بمركز كفر الدوار وقضى في نهايتها ببراءة المتهمين.. ثم سرد لى بأنه زادت الخلافات فيما بينهم إلى أن حرر كل منهم ضد الآخر قضايا ضرب وإحداث إصابة، قضى في نهايتهم بالبراءة. ترافعت وتمسكت بحضور المجنى عليه لسؤاله عن سبب تحرير إيصال الأمانة واستجابت المحكمة للطلب وأمرت بحضور المجنى عليه (موكله) والمتهم (المحامى) وكل منهما يحضر شهود النفى والإثبات..، اقرأ أيضا: محامي زوج الضحية الثالثة لسفاح التجمع: القاتل استدرج المجني عليها من على السوشيال ميديا أتى المجنى عليه باثنين شهود (مقترضين منه مبالغ مالية)، ولم يأت أستاذ نصر بشهود..، فتم تأييد الحكم المعارض فيه وقيد حريته بالجلسة وقرر بالإستئناف بشخصه بعد الجلسة..، فقررت ترك قضيته (لأسباب لن أفصح عنها)..، وقبل عدة أيام وقبل سفري لآداء مناسك العمره أتذكر يوم السبت الماضي، قابلت أستاذ نصر أسفل مكتبي وكان معه شخص آخر.. فسألته ماذا فعلت بقضية إيصال الأمانة؟، فرد مجيباً: أنا حلتها مع (ب. ح) من فترة.. عايزك تبقى تجيلي المكتب بتاعي الجديد نقعد فيه شوية..، فى حاجات عايز أحكيهالك ضروري، فأجبته بأنني على سفر للعمرة وعند رجوعي سوف أذهب له". واستكمل حديثه قائلا: "الشاهد من ذلك كله (ب. ح) موكل الأستاذ نصر الذى أقام ضده إيصال الأمانة من منطقة الطابية خط رشيد.. القتيلة الثانية الحاجة تركية من عزبة نشأت - الطابية - خط رشيد..، ففترة غياب القتيلة الثانية هى تقريباً ذات الفترة التي تم حل فيها المشكلة فيما بين المحامى وموكله..، ناهيكم أن القتيلة الثانية من كان يلقى عليها السلام كانت تحرر ضده محضراً بقسم الشرطة ووجهها مألوف ومعروف بقسم شرطة ثان المنتزة ولدى موظفي النيابة من كثرة محاضرها..، أناشد السادة مأموري الضبط القضائي البحث والتحرى عن ذلك الشخص..، وكذلك أناشد محامي الأستاذ نصر فى البحث وراء ذلك الأمر..، وفى الأخير..، كان ينتابنى الشك والريبة فى تصرفات الأستاذ نصر من ناحية قضية إيصال الأمانة وحسب..، من حيث عدم اهتمامه بالقضية وعدم السعى فى إتيان الأوراق المطلوبة والشهود لإثبات براءته..، بل وعدم تذكره تاريخ الجلسة من الأساس فهناك أمور يحتفظ بها بداخله لا يعلمها إلا الله". ويتساءل المحامي من خلال "أخبار الحوادث" الذي قمنا بالاتصال به حيث يؤدي مناسك العمرة: والآن الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة من المتهم ولا يعرف إجابتها غير المتهم، هل هناك علاقة بقضية الإيصال الأمانة وحلها بجريمة القتل التي ارتكبها، أما أنها صدفة بأن الضحية الثانية من نفس منطقة الخصم واختفيت تقريبا في نفس وقت قضيته؟، وهل كان ينوي سفاح المعمورة أن أكون أنا هو ضحيته الجديدة أم كان هناك هدف آخر لا يعلمه أحد وراء طلبه مني زيارته داخل مكتبه؟! وأعلن المحامى إسلام سالم انسحابه من القضية بعد أن تأكد أن المتهم لا يعانى من أى أمراض نفسية وقت إرتكاب الجرائم خاصة أنه يعرف تفاصيل جرائمه بالتواريخ.