يظن أحدهم أحيانًا فى لحظات ما بعد تناول مخدر ما أنه أسطورة، ينجح فى جمع حفنة من المطاريد والخارجين عن القانون، ويختبئ فى منطقة جبلية، يبنى أسواراً ويتاجر فى جميع الممنوعات، يفرض سطوته على البسطاء، بالتهديد والقتل والخطف، وبعد أن يجمع أموالًا طائلة، من تجارته الممنوعة، يتصدق على بعضهم، ينفق فى الأفراح ويسدد ديون البعض ويرسل طعامًا لآخرين، فيعتقدون أنه أدهم الشرقاوى مثلًا.. والصعايدة بطبيعتهم غلابة، يعتبرون مثل هؤلاء للأسف أبطالاً، وبالتأكيد ليست كل المعلومات تُكتب.. لكن نجاح وزارة الداخلية بإشراف الوزير محمود توفيق ورجاله بالأمن العام بقيادة اللواء المخضرم محمود أبو عمرة مساعد الوزير واللواء محمد يوسف مدير مباحث الوزارة ورجال الأمن فى أسيوط، وقطاع الأمن المركزى، فى دك حصون قرية العفادرة بساحل سليم، والقضاء على المتهم محمد محسوب وأعوانه، دليل قاطع بأننا دولة قانون، يحكمها نظام، ولا يسمح لأحد مهما كان أن يصنع دولة موازية أو يهدد رجالًا وهبوا نفسهم لحماية المواطنين.. المؤسف أن يصفه بعض الأشخاص بالبطل رغم أنه متهم فى 44 جناية وعليه 191 سنة سجنًا وعُثر معه على قنابل f1 وار بى جى ومتعدد وأسلحة متنوعة و2 جرينوف.. لكنى بحكم نشأتى فى قلب الصعيد بمحافظة قنا والتعامل المباشر مع شخصيات مشابهة والكتابة عنها فى سنوات الثورة وما قبلها، فى مناطق كانت أشد خطورة من قرى النخيلة أو العفادرة.. مثل قرى الدم والنار بحمر دوم وأبو حزام والسمطا وغيرها، أكاد أجزم أن بعضهم اتخذ الإجرام هواية لفرض النفوذ والتحكم فى بعض العائلات لكن الأدق أن الكثير من هؤلاء ضحية موروث ثقافى «عفن» يسمى الثأر، وهذه القرى تحتاج إلى مشرط جراح، لإعادة تطويرها والاهتمام بها من السادة المحافظين والمسئولين، فمن الخطأ أن نرمى كل تجاوز على رجال الأمن وأن نقول هو صنيعتهم، رغم أننا نرى حملات مكثفة لا تتوقف وضبطيات يوميًا فى معظم المحافظات.. أرجو كمواطن صعيدى قبل أن أكون كاتبًا وصحفيًا أن نهتم بكل القرى التى تحتضن مثل هؤلاء الخارجين عن القانون.