أنفاس العرب والمسلمين، بل العالم كله، تنتظر ما ستسفر عنه القمة العربية الطارئة التى تستضيفها القاهرة فى السابع والعشرين من فبراير الجارى. تلك القمة تعتبر الأهم بين القمم العربية التى عقدت فى القرن الحادى والعشرين، كونها تأتى فى وقت عصيب ولحظة تحد فارقة فى تاريخ الأمة العربية، بل منطقة الشرق الأوسط برمتها. المؤامرة الأمريكية والصهيونية بلغت ذروتها، فالأمر لا تقتصر مخاطره فقط فى تصفية القضية الفلسطينية التى تراوح مكانها منذ سبعين عاماً، وليس فقط خطة التهجير اللعينة، بما يعنى تشييع القضية الفلسطينية إلى مثواها الأخير، وتصدير الأزمة إلى الدول المجاورة. هدف المؤامرة أشمل وأعم، كونه يتعلق بمحاولات تغيير خريطة منطقة الشرق الأوسط بالكامل لخدمة وتوسيع نطاق الكيان الصهيونى بالكامل، وابتزاز ثروات المنطقة. خطة النقطة والقلم التى كشفها الرئيس دونالد ترامب، وهو على مكتبه البيضاوى، توضح بجلاء أبعاد توسيع نطاق الكيان الصهيونى، وحلم إسرائيل الكبرى. أمام ذلك يجب أن تخرج القمة العربية المقبلة بموقف عربى موحد تجاه ما يحدث، وأظنها الفرصة الأخيرة لكبح جماح المغامرة الملعونة، يجب أن يكون لدينا بديل عربى متكامل لإعادة إعمار غزة، مبنى على أساس «تعمير دون تهجير»، والوقف التام للعدوان على الأراضى الفلسطينية، وتوحيد السلطة الفلسطينية فى كيان واحد، والبدء فورًا فى مسار سياسى يفضى إلى تطبيق حل الدولتين، بما يعنى دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وربط التطبيع العربى مع إسرائيل بوجود الدولة الفلسطينية. القمة فرصتنا الأخيرة، فنحن كعرب «نددنا كثيراً، وشجبنا كثيراً، وجاء وقت الحسم».