أحمد عبد الرءوف لا يتورع نتنياهو عن إظهار غيظه تجاه مصر لرفضها مأربه الخبيث بفتح الحدود أمام الفلسطينيين للخروج من قطاع غزة بوحشية منقطعة النظير استطاع رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو أن يسجل اسمه بأحرف ملطخة بدماء الأبرياء ضمن قائمة أكبر السفاحين فى تاريخ البشرية. هذه الوحشية يحاول السفاح تغليفها بغشاوة من الأكاذيب التى طالما رددها ولا يزال يرددها كعهد قادة إسرائيل ودعاة الصهيونية الذين وجدوا من يتخذ من ادعاءاتهم الكاذبة ذريعة لإقامة دولة عنصرية بكل معنى الكلمة على أرض فلسطين بدعوى أحقيتهم فى وطن قومى لليهود، لتصبح إسرائيل الدولة الوحيدة فى العالم التى قامت على «كذبة» لا أساس لها. يتناسى نتنياهو الذى ينطق الاسم الأصلى لعائلته (ميليوكوفسكى) بحقيقة من هو صاحب الأرض ومن هو اللص الغريب الذى جاء أبوه من وارسو فى بولندا مثل الغالبية العظمى الآتية من شتى أصقاع العالم لتسرق أرضا ليست أرضها وتقيم عليها كيانا عنصريا غاصبا يرتكب كل يوم جرائم مروعة بحق أهل الديار وأصحاب الحق وملاك الأرض، بل ويستكثر عليهم أن يطالبوا بإقامة دولة مستقلة على ما بقى من مساحة فلسطين التى تقلصت إلى أقل من ربع مساحة وطنهم التاريخى، ويسومهم سوء العذاب ظنا أنه سيمحو ذاكرتهم وسيقضى على هذا الحق. يتحدث سفاح الشرق الأوسط عن شعب فلسطين وكأنه لم يكن موجودا فى هذه الأرض ولم يعرف وطنا غيرها منذ آلاف السنين، ولا يكف عن ثرثرته المعتادة بضرورة تهجير الفلسطينيين كى تتسع مساحة إسرائيل، وكانت نواياه الخبيثة واضحة فى هذا الاتجاه منذ أطلق عدوانه الغاشم فى 7 أكتوبر 2023، لولا الصمود الأسطورى لأبناء فلسطين الشجعان على مدار 15 شهرا من حرب إبادة ممنهجة استخدم فيها الاحتلال كل أدوات القتل والتنكيل والتشريد بدعم أمريكى كامل، لولا الوقفة المصرية الجسورة فى وجه مخطط التهجير الرامى لابتلاع ما تبقى من أرض فلسطين.. منذ بداية الحرب كان نتنياهو وعصابة السفاحين فى جيشه يطلبون من الفلسطينيين فى قطاع غزة - تلميحا وتصريحا - التوجه جنوبا باتجاه الحدود مع مصر، وشقوا القطاع إلى نصفين بإقامة محور (نتساريم) لفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه كى يحولوا الشمال إلى جحيم وليتكدس أكثر من مليونى نازح فلسطينى فى رقعة ضيقة من الأرض، فيكون المخرج الوحيد هو الوصول إلى مرحلة الانفجار والرحيل مرة أخرى على غرار ما حدث فى نكبة تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه عام 1948.. لكن الشعب الفلسطينى رغم فداحة التضحيات وفقدان الأحبة والديار والمتاع والذكريات والحقول، لم يفقد عزيمته الصلبة ولا تمسكه بأرضه حتى الموت، وبشكل أذهل العالم كان واعيا للمخطط الإجرامى الرامى لطرده من أرضه مرة ثانية. ظلت مصر طوال شهور الحرب تؤكد أن دعم صمود هذا الشعب البطل على أرضه هو أبلغ رد على العدوان الإسرائيلى، وخاضت حروبا دبلوماسية شرسة، وتحملت ضغوطا مهولة وحملات افتراءات وادعاءات وأكاذيب فى سبيل أن يبقى أبناء فلسطين على أرضهم ولا يتركوها مهما كان الثمن، وضغطت بكل الوسائل لإدخال المساعدات الإنسانية بينما كانت إسرائيل تتبع كل أساليبها القذرة لمنع دخول لقمة العيش من أجل تجويع المحاصرين فى القطاع ودفعهم دفعا للرحيل.. وبعد حديث الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن «نقل» فلسطينيىغزة إلى عدد من الدول، جاء الرد المصرى قاطعا على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن مصر لن تشارك فى مزيد من الظلم للشعب الفلسطينى ولن تسمح بتهجيره مرة أخرى، وبأن الحل الجذرى للقضية هو إقامة الدولة الفلسطينية، وهو الرد الذى قلب موازين الإدارة الأمريكية وأربكها وجعل مخطط نتنياهو وأكاذيبه هشيما تذروه الرياح.. لا يتورع نتنياهو عن إظهار غيظه تجاه مصر لرفضها مأربه الخبيث بفتح الحدود أمام الفلسطينيين للخروج من قطاع غزة، بل ولا يخجل عن اتهام المصريين بأنهم بإغلاقهم الحدود حولوا غزة إلى «سجن مفتوح»، متناسيا أن سجن الأكاذيب المحفور فى عقله ما عاد ينطلى على العالم.