وسط أجواء سياسية مشحونة للغاية افتتح منذ أيام مهرجان برلين السينمائى الدولى فعاليات دورته ال75 والتى تستمر حتى 23 فبراير الجارى ويضم برنامجها العام أكثر من 250 فيلما مختلفا فيما يتنافس 19 فيلما من 26 دولة على الجائزة الرئيسية للمهرجان وهى الدب الذهبى لبرلين وتناقش هذه الأفلام العديد من القضايا السياسية والاجتماعية دون قيود ومنها ما يناقش محرقة الهولوكوست. وكانت القضايا العربية حاضرة بقوة على طاولة المهرجان منذ حفل الافتتاح الذى استضاف الممثلة الاسكتلندية تيلدا سوينتون لتكريمها ومنحها الدب الذهبى الفخرية عن مجمل أعمالها ومساهمتها الفنية طوال رحلتها والتى بدورها تحدثت عن القضية الفلسطينية ونددت بمشروع ترامب الخاص بتحويل غزة الى «ريفيرا» الشرق حيث قالت: أشكر السينما المستقلة التى لا حدود لها وتسمح لنا بفك القيود وانتقاد ما نريد وأنا أريد أن أقول إننا نشهد بأمّ العين ارتكابات لا إنسانية. وأنا حرة في أن أقول ذلك من دون تردد أو شك فى ذهنى. وسخرت تيلدا من طرح ترامب لتحويل غزة الى ريفيرا الشرق. وبعيدا عن المظاهرة الداعمة للقضية الفلسطينية أمام مقر إقامة المهرجان والتى انطلقت مع حفل الافتتاح فلم تكن القضية الفلسطينية هى القضية العربية الوحيدة الحاضرة فى يوم الافتتاح فجاء فيلم الافتتاح بعنوان «الضوء» للمخرج توم تيكوير والذى يتحدث عن لاجئة سورية تلجأ الى المانيا ومن ثم تعمل فى أحد المنازل الالمانية وتنقذ الاسرة المكونة من زوج وزوجة من الانهيار.. وأثار الفيلم حالة واسعة من الجدل كون عرضه يتزامن مع موعد الانتخابات فى المانيا والتى يتقدم فيها اليمين المتطرف ويطرح رؤيته حول الحد من الهجرة لألمانيا . وحضرت الحرب السودانية فى مهرجان برلين من خلال فيلم «الخرطوم» الذى يعرض فى قاعة بانوراما المهرجان ويحكى رؤية 5 أشخاص تمكنوا من الفرار من السودان حيث يشهد الفيلم لقطات حية من اليوم الأول للحرب. قام بإخراج العمل انس سعيد وراوية الحاج وإبراهيم سنوبى أحمد وتيمية محمد أحمد بالاضافة الى المخرج الابداعى والكاتب فيليب كوكس. وتشهد هذه الدورة مشاركة مصرية وعربية مميزة حيث يعرض الفيلم المصرى « ضى « فى مسابقة « جيل 14 بلس « وهو من إخراج كريم الشناوى تأليف هيثم دبور وبطولة اسيل عمران واسلام مبارك وبدر محمد ويضم الفيلم باقة من ضيوف الشرف منهم احمد حلمى ومحمد ممدوح وأمينة خليل ومحمد شاهين و يتناول فيلم «ضي» قصة مراهق يبلغ من العمر 11 عامًا ألبينو (عدو الشمس) نوبي، في رحلة ساحرة من جنوب مصر إلى شمالها مع عائلته المفككة ومدرسة الموسيقى الخاصة به، وصوته الساحر من أجل تحقيق حلمه. وينافس فيلم « يونان « المدعوم من صندوق البحر الاحمر على جائزة الدب الذهبى حيث يشارك فى المسابقة الرسمية وتدور أحداثه حول كاتب عربى مكتئب ومنفى يسافر الى جزيرة نائية فى بحر الشمال من بطولة جورج خبار وحنا شيجولا ومن اخراج الالمانى السورى أمير فاخر . ويشارك فيلم « مستعمرة « فى قسم وجهات نظر وهى المسابقة التى تضم أفلام المخرجين لاول مرة وهو من اخراج المصرى محمد رشاد وتدور الاحداث حول رجل يموت فى حادث مأسوى والتعويض الوحيد الذى يعرضه المصنع الذى كان يعمل به هو توظيف نجليه ليعملا جنبا الى جنب مع من كان سببا فى قتل والدهما بطولة ادهم شكرى وزياد اسلام ويشارك ايضا فى هذا القسم فيلم « الشمس ترى كل شىء « من اخراج وسام طانيوس.