■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب بعد مرور 50 عاما على رحيل سيدة الغناء العربي الفنانة أم كلثوم لا تزال تعد ملهمة الفنانين التشكيليين الذين أسرتهم أغانيها وحلّقوا معها فى عنان السماء فتركوا ريشاتهم تبدع لوحات تقول الكثير عن كوكب الشرق. «أم كلثوم هى مصر، بعيوبها وميزاتها»..هذه الكلمات أطلقها فنان الكاريكاتير جورج بهجوري في كتابه الذي أصدره في 2018، وضم أكثر من 130 لوحة رسمها لسيدة الغناء العربي عبر تاريخه الفني الطويل. وقدم بهجوري لنا «سيدة الغناء» وفرقتها بشكل «كاريكاتيرى»، كأنه يتعمد المبالغة فى تجسيد ملامح وجهها وجسدها، فى إشارة إلى تعاظم دورها فى تشكيل الوجدان العربى، وأيضا الفنان وجيه يسى يقدم لنا «روح الست» المحملة برؤيته ومشاعره تجاهها؛ حيث لا يستطيع المتلقى أن يستعيد من الذاكرة حين يشاهد لوحاته حفلة ما أو أغنية بعينها، إنما اللوحات عنده هى «خلاصة أم كلثوم» بتاريخها ومزيج نادر من أدائها وصوتها وانفعالاتها وإطلالتها ونظرتها وحتى منديلها الذى اشتهرت به. أما الفنان الراحل حلمي التوني فجسدها فى أعماله وجمع فيها بين خطوطه وألوانه وبين كلمات أغانيها، مثل اللوحة المبهجة ذات الدلال التى جعل فى خلفيتها كلمات من أغنية «حبيب قلبى وافانى فى ميعاده»، أو في اللوحة شديدة الرصانة «الأطلال»، حيث صورها فى شموخ وثبات تتماشى مع سمات جانب من كلمات القصيدة الشهيرة «واثق الخطوة يمشى ملكا.. ظالم الحسن شديد الكبرياء». ◄ اقرأ أيضًا | موجة «كلثوميات» في المكتبات المصرية.. وزارة الثقافة تدشن عامًا لإحياء ذكراها وتأتى لوحات الفنان مصطفى رحمة حيث اختار أن يعيدنا إلى أناقة ورقى «جمهور الست» بمختلف فئاته وذلك عبر مشروع فنى متكامل ضم نحو 40 لوحة، قدمها فى معرض يتطرق إلى جانب لم يتناوله كثير من التشكيليين، وهو «جمهور كوكب الشرق». وتظل الطريقة التى رسمها بها الفنان المصرى الأرمنى شانت أفيدستيان خالدة، لأنه سعى إلى إظهار الأيقونة مع تطريز بقية عناصر اللوحة بعلامات بصرية تشير إلى توهج كامل لذلك الزمن، وتعامل «شانت» مع «ثومة» بطريقة تؤكد الهوية المصرية. بينما نحت النحات المصري آدم حنين وجهها وجسدها، كأنما هى نجمة في العلم المصري القديم، أو كما رآها «هوية جامعة». تكشف لنا الأعمال التشكيلية التى تناولت شخصية أم كلثوم كيف أنها شخصية عابرة للأجيال والزمان، فلا عجب أن نجد فنانا كبيرا يقوم برسمها أو نحت تمثالا لها، ولكن الأمر اللافت أن يقوم فنان شاب ممن يتهافتون على سماع أغانى المهرجانات برسم أو نحت عمل فنى. وهو ما يؤكد على مقولة البقاء للأصلح والأكثر موهبة وحضورا، وأن أم كلثوم ذهبت لتبقى.