فى كتاب «إحياء علوم الدين» دلل الإمام أبو حامد الغزالى على أهمية نعمة الأمن بقصة الكبش حيث قال: إذا وضعت كبشًا عليل البدن فى مكان آمن، فسيأكل وينمو ويعيش طويلًا. لكن إذا وضعَ كبشًا سليم البدن فى قفص بجوار ذئب مقيد، حتى لو لم يؤذه الذئب، فإنه سيظل خائفًا، وسيضعف، ويمرض، وربما يموت قبل موعده. درس عظيم عن نعمة الأمن أرجو أن يفهمه الشعب الإسرائيلى ليجبر حكامه ومن وراءهم من المتغطرسين الذين لا يفهمون إلا لغة القوة والتهديد ويسعون نحو اشتعال الأحداث بالمنطقة وهو الأمر الذى سيجلب لهم غياب الأمن والسلام الذى يدعون أنهم ينشدونه، وأعتقد أن درس الغزالى لن يكتمل إلا إذا ربط ببعض مما قاله الرئيس السادات فى خطابه داخل الكنيست الإسرائيلى فى 20 نوفمبر 1977عندما قال مخاطبًا إسرائيل قادة وشعبًا «إنَّ عليكم أن تتخلّوا، نهائيًا، عن أحلام الغزو، وأن تتخلّوا، أيضًا، عن الاعتقاد بأن القوة هى خير وسيلة للتعامل مع العرب. إنَّ عليكم أن تستوعبوا جيدًا دروس المواجهة بيننا وبينكم، فلن يفيدكم التوسع شيئًا. ولكى نتكلم بوضوح، فإن أرضنا لا تقبل المساومة، وليست عُرضة للجدل. إنَّ التراب الوطنى والقومى، يعتبر لدينا فى منزلة الوادى المقدس طُوى، الذى كلَّم فيه الله موسى - عليه السلام. ولا يملك أى منّا، ولا يقبل أن يتنازل عن شبر واحد منه، أو أن يقبل مبدأ الجدل والمساومة عليه».. ثم قال «ولا معنى لأى حديث عن السلام الدائم، العادل، ولا معنى لأى خطوة لضمان حياتنا معًا فى هذه المنطقة من العالم، فى أمن وأمان، وأنتم تحتلون أرضًا عربية بالقوة المسلحة. فليس هناك سلام يستقيم أو يُبنى، مع احتلال أرض الغير. وحين يُطالب بعض الغُلاة المتطرفين أن يتخلّى الفلسطينيون عن هذا الهدف الأسمى، فإنَّ معناه، فى الواقع وحقيقة الأمر، مطالبة لهم بالتخلى عن هويتهم، وعن كل أمل لهم فى المستقبل».. وأضاف «كما قلت لكم، لا سعادة لأحد على حساب شقاء الآخرين». رحم الله الرئيس السادات.