فى لحظات التحدى الكبرى، تظهر معادن الشعوب الحقيقية، وفى كل مرة تواجه فيها مصر أزمة أو اختبارًا، يثبت المصريون أنهم على قلب رجل واحد، متحدون خلف قيادتهم، مدركون لما يحاك ضدهم من مؤامرات، ومؤمنون بأن هذا الوطن لن يسقط ولن يُكسر. اليوم، وسط التعقيدات الإقليمية والأوضاع الدولية المضطربة، أسمع البعض يتحدث عن المخاوف والتحديات التى تواجه مصر، لكننى أجد نفسى مطمئنًا، واثقًا فى قدرة هذا الشعب ودولته على تجاوز الصعاب. فمصر ليست مجرد دولة، بل هى حضارة ممتدة لآلاف السنين، تعرّضت لمحن لا تحصى، لكنها ظلت واقفة، تنفض عن نفسها الغبار فى كل مرة، وتنطلق من جديد. لا يمكن إنكار أن الرئيس السيسى استطاع، خلال السنوات الماضية، أن يبنى مشروعًا وطنيًا حقيقيًا، يهدف إلى ترسيخ أركان الدولة وتعزيز استقرارها. نجاحاته الاقتصادية والأمنية واضحة للعيان، ورغم الصعوبات، لم ينكسر الرجل أمام التحديات. الأهم من ذلك أن المصريين - بمختلف توجهاتهم - يدركون اليوم أن استقرار الدولة واستمرار المسيرة هو الضمانة الحقيقية لمستقبلهم. التفاف الشعب حول قيادته ليس مجرد شعار، بل هو حقيقة يثبتها الوعى المتزايد لدى المصريين، الذين أصبحوا أكثر دراية بالمخاطر المحيطة بالوطن، وأكثر قدرة على التمييز بين الحقيقة والدعاية المغرضة. لقد أصبح المصريون أكثر وعيًا بطبيعة التحديات التى تواجه بلدهم، سواء كانت اقتصادية، سياسية، أو أمنية. لم يعد بالإمكان التلاعب بعقولهم عبر منصات مشبوهة تحاول زرع الفتنة والتشكيك فى الإنجازات. فالتجربة علمتهم أن مصر مستهدفة، وأن الاستقرار ليس خيارًا بل ضرورة، وأن الحفاظ على الوطن يستلزم العمل والصبر والالتفاف حول المشروع الوطنى.