بورسعيد: أيمن عبد الهادي في واقعة مؤسفة تقشعر لها الأبدان، شهدت منطقة السلام الجديدة بمحافظة بورسعيد جريمة قتل مروعة؛ أقدم فيها زوج على إنهاء حياة شريكة حياته بطعنات نافذة في مشهد صدم أهالي المنطقة وأثار موجة من الحزن والغضب. هذه الجريمة تعكس مأساة إنسانية عميقة جمعت بين إدمان المتهم للمخدرات والخلافات الأسرية وانهيار القيم الانسانية، وفي السطور التالية نروي تفاصيل القضية. في إحدى الوحدات السكنية بالعمارة رقم 131 بمنطقة السلام الجديدة، تلقت الأجهزة الأمنية بلاغا بمقتل السيدة ريهام مجدي محمد أحمد أمين البالغة من العمر 32 عاما، على يد زوجها «محمد. ب». شهود العيان أكدوا أن الجريمة وقعت أمام عينى ابنتهما الصغيرة، البالغة من العمر 10 سنوات، والتي شاهدت كيف سلبت منها والدتها في لحظات مأساوية، بالصورة التي روتها أم الضحية التي تلقت استغاثة من نجلة ابنتها بمقتلها، فصعدت للمنزل لتجد نجلتها غارقة في دمائها ملقاة على الأرض فاحضنتها واغرقت ملابسها بدمائها، وعلمت من الصغيرة انها كانت نائمة بعد أن أعدت الطعام لزوجها القاتل، فطلب من الصغيرة أن توقظها من نومها وانهال عليها بالشتم والسب ثم استل سكين المطبخ وقتلها، وقالت الأم بالدموع: «بنتي كانت عندي لاني ساكنة معاها في نفس العمارة وطلعت بعد المغرب تجهزله الأكل وكانت متمسكة بيه رغم انه لم يكن ينفق عليها لدرجة أن ملابسها كانت قديمة وممزقة ووهن جسدها من قلة الطعام، إلا أنها صبرت ولم تكن تعلم أن نهاية حياتها سوف تكون على يديه. وبعد تنفيذ الجريمة، خرج المتهم إلى الشارع حاملاً السكين الملوثة بالدماء صارخًا: «أنا قتلتها»، مشهد أثار رعب الجيران الذين وصفوا الضحية بأنها سيدة معروفة بحسن أخلاقها، وتفانيها في رعاية أسرتها، بينما وصفوا المتهم بأنه كان يرزح تحت وطأة إدمان المخدرات. اعترافات المتهم خلال تحرير محضر الشرطة، اعترف الزوج بجريمته موضحًا أن مشادة كلامية نشبت بينه وزوجته دفعته إلى فقدان أعصابه، فأقدم على طعنها بسكين المطبخ حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وأظهرت التحقيقات الأولية أن المتهم كان يعاني من اضطرابات نفسية نتيجة إدمانه لمخدر «الشابو»، مما جعله يرتكب العديد من الجرائم البسيطة سابقا، قبل أن تتفاقم حالته وصولا إلى هذه الجريمة، حتى أنه ظل يردد «أنا والشابو قتلنا شريكة حياتي». التقرير الطبي أظهرت نتائج الطب الشرعي لجثمان السيدة ريهام مجدي، التي قتلت على يد زوجها في محافظة بورسعيد تفاصيل صادمة عن بشاعة الجريمة، حيث أجري فحص شامل للجثة، وتبين وجود طعنات متفرقة في أجزاء مختلفة من جسدها، مما يعكس عنف الجريمة وفقدان الإنسانية لدى القاتل. كان يفترض بالزوج أن يكون مصدر الأمان والحماية لزوجته، لكنه تحول إلى أداة للقتل، محولاً حياتها إلى كابوس مروع، الطعنات التي مزقت جسدها لم تكن مجرد جروح، بل كانت بمثابة خنجر غدر في قلب العلاقة التي كانت تفترض بها أن تكون قائمة على الحب والاحترام. كيف يمكن لمن كان ينبغي أن يكون الحامي أن يصبح القاتل؟! لعنة الحب وفي جنازة مهيبة أقيمت بمسجد الكريم شيع المئات جثمان الضحية وسط حالة من الحزن والانهيار الأب المكلوم صرح بعبارات تحمل وجع السنين: «ظننا أن هذا الزواج سيكون أمانًا لها، لكنه كان لعنة انتهت بمقتلها، ووسط الدموع والآهات انهارت والدة الضحية أمام قبر ابنتها مشهد جسد ألم الفقد بشكل يصعب وصفه بالكلمات. في حديثه مع «أخبار الحادث»، أعرب والد الضحية ريهام مجدي عن حزنه العميق وألم الفقد، مشيرًا إلى تفاصيل جديدة حول حياة ابنته وعلاقتها بالمتهم، أوضح الأب؛ أن العائلة كانت تقيم في منطقة أخرى قبل الانتقال إلى العمارة التي شهدت الجريمة، حيث كان المتهم مقيمًا مع أسرته في الطابق الرابع. وأشار الأب إلى أن ريهام أحبت المتهم حبًا أعمى، وارتبطت به رغم عدم امتلاكه لصفات الرجولة، مؤكداً أنه كان مقصرًا في توفير مستلزمات الحياة الكريمة لها، وقد حاول أكثر من مرة إنهاء هذه العلاقة، حيث قال لها: «يا بنتي، قولي وأنا أخلصك منه خلال 24 ساعة» لكن ريهام، رغم مشاعرها المعقدة، كانت تلجأ إلى والدتها من وراء ظهره، تطلب منها أن تمنحها فرصة أخرى، وأن تحاول معه مرة أخرى. أوضح والد المجني عليها؛ أن حب ابنته الأعمى لهذا الشخص هو الذي أوصلها إلى هذه النهاية المأساوية، حيث كانت تصر على الاستمرار في العلاقة على أمل أن يتغير. هذه المشاعر العميقة، التي كانت تدفعها للبقاء، تحولت إلى مأساة ألقت بظلالها الثقيلة على حياة الأسرة بأكملها. اقرأ أيضا: بسبب خلافات أسرية.. زوج يطعن شقيق زوجته بالمنيرة الغربية لعنة المخدرات وفي أول تعليق لمحامي المتهم، أكد أن موكله كان في الماضي إنسانًا طبيعيا يعمل بوظيفة مرموقة، لكنه وقع فريسة لإدمان المخدرات، مما تسبب في تدهور حالته النفسية والاجتماعية، ورغم اعتراف المحامي بالظروف المؤلمة التي يمر بها المتهم، إلا أنه أكد على حق الضحية في العدالة، مشيرًا إلى أن الدفاع سيركز على إبراز الظروف النفسية التي أحاطت بالجريمة. أثارت الجريمة موجة من الصدمة بين أهالي المنطقة، الذين لم يصدقوا أن خلافا زوجيًا قد يؤدي إلى نهاية مأساوية كهذه، وطالب الأهالي بإنزال أشد العقوبات على المتهم، مؤكدين أن مثل هذه الجرائم يجب أن تكون رادعا لأي شخص تسول له نفسه ارتکاب مثل هذه الفظائع. تستكمل النيابة العامة التحقيقات مع المتهم، وما زال أهالي بورسعيد يعيشون تحت وطأة الحزن والذهول من هذه الحادثة، لقد كانت ريهام مجدي نموذجًا للمرأة المكافحة، لكنها دفعت حياتها ثمنا لحبها وصبرها على زوج لم يقدر ذلك، ويبقى السؤال: إلى متى ستظل الخلافات الأسرية والمخدرات وقودًا لمأساة كهذه؟!