جريمة قتل بشعة ذهب ضحيتها عريس شاب لم يمض على زواجه سوى اشهر قليلة. الغريب أن الجاني هو والد زوجته الذي قرر إنهاء حياة زوج ابنته بأبشع طريقة ودون سبب منطقي. شاهدة عيان وحيدة تروي التفاصيل الاخيرة قبل المذبحة الدامية التي شهدها حي الضواحي ببورسعيد. وفي السطور التالية نروي تفاصيل الحادث. البداية كانت ببلاغ من الأهالي لشرطة النجدة بوجود جريمة قتل لشاب في العقد الثاني من العمر بمنطقة التصنيع نطاق حي الضواحي، وعلى الفور هرعت الجهات وتبين أن الحادث بالعمارة رقم 17 الدور قبل الأخير، وأن هناك قاتلا وشاهدة عيان وحيدة على الجريمة التي وقعت نتيجة الخلافات العائلية. الشاهد الوحيد كانت تلك الفتاة التي تدعى مروة وتقيم بذات المنطقة هي الشاهدة الوحيدة على الحادث وقد أدلت بشهادتها أمام الجهات المعنية، حيث قالت: إنها سمعت صوت المقتول مصطفى يناشد والد زوجته ألا ينهي حياته، وكانت تعلم أنه كان جالسا معه داخل الوحدة السكنية منذ ساعات، وعندما سمعت صوت الصرخات ذهبت ووجدت المجني عليه جثة ملقى نصفها على السرير والنصف الآخر أرضا، ووجدت رقبته ملفوفة ب«سلك مروحة»، وشبه مفصولة ب خنجر. وتستكمل الشاهدة الوحيدة في حوار خاص ل «أخبار الحوادث»: أن مشهد القتل كان مفزعًا وانها منذ هذا الوقت لا تستطيع أن تتحمل ما شاهدته، وأشارت أن القاتل والد زوجته كان قد بيت النية وعقد العزم على قتله، وذلك لأنه كان قد أعد السلاح «الخنجر» وذهب للجلوس معه لفترة طويلة تجاوزت الساعات، كما أنه أكل وشرب معه قبل أن ينفذ جريمته. في هذا الوقت كان الأجهزة المعنية تجري المعاينة الاولية قبل نقل الجثمان، وقد كان المشهد لشاب يدعى مصطفى أحمد فؤاد ويبلغ من العمر 20 عاما، ملقى على ظهره بالأرض ويرتدي ملابس داخلية وفانلة حمراء اللون من الدم، وهناك جرحين طعنيين ذبحيين في الرقبة، وملفوف بجانب جسده سلك كهربائي، وبالجسد مجموعة من الجروح الأخرى، ومعالم الوجه تظهر عليها علامات عذاب القتل. تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد هوية القاتل والسلاح الأبيض المستخدم في الجريمة، وتبين أنه والد زوجة الشاب والسلاح عبارة عن خنجر، وضبطت الأجهزة الأمنية المتهم ك أ م ويعمل بائع مشروبات متجول، وتبين أنه مصاب بجرح قطعي تجاه الرقبة وادعى أن ذلك نتيجة المشاجرة مع المتوفى لرحمة مولاه، وتم التحفظ عليه بقرار من جهات التحقيق. كما تحفظت جهات التحقيق على الجثة بمشرحة مستشفى النصر التخصصي وأمرت بتشريحها قبل التصريح بالدفن، وتم استدعاء الطب الشرعي والذي قام بأعمال التشريح للوقوف على أسباب الوفاة، وصرحت النيابة العامة بعدها بدفن الجثمان، كما أمرت باستمرار حبس المتهم علي ذمة القضية. ومن ناحية أخرى أدى المئات من شباب محافظة بورسعيد وأسرة المتوفى لرحمة مولاه الجثمان صلاة الجنازة بمسجد الكريم، وشيعوا الجثمان لمثواه الأخير بمقابر الأسرة، وذلك وسط حالة من الحزن والأسى والألم، ووسط انهيار شديد لأسرته وجيرانه، الذين أكدوا أنه راح ضحية شخص تخلص منه غدرا. اقرأ أيضا : القبض على المتهمين بقتل شاب ب48 طعنة بالجيزة أسرة القتيل كشفت أم مصطفى؛ أن نجلها الراحل كان يحب نجلة القاتل ونشأت بينهما علاقة حب وعندما علم بها الأب فرض عليه الزواج منها، وبالفعل استجاب وتزوج منها بإجراءات الشرطة وجهات التحقيق، وأقام لها حفل زفاف أمام العامة بمنطقة السكن، وأصبحت زوجته عرفيًا لعدم بلوغها السن القانوني، حتى بلغت السن بعد أشهر وتزوج منها «على يد مأذون» وتروي أم مصطفى؛ إن نجلها قبل أن يتزوج الفتاة ومع علم والدها بعلاقتهما تعدى عليه داخل المنزل بطعنات في البطن بسكين وتسبب في أن يُجرى له جراحة استئصال للطحال وفقرة من الظهر، وكان يظن وقتها أنه قتله وظل يردد بمسرح الجريمة: خدت حقي منك. وتستكمل الأم قائلة: البنت عاشت معانا بعدها وكانت كويسة وكنا بنحبها، وبعد شهر تقريبا جه أبوها وخدها وحاولنا اننا نرجعها معرفناش وانا كلمت أمها كتير من غير جدوي، وفضل مصطفى عايش لوحده في شقة التصنيع والبنت في بيت أبوها، واستكملت: أبو البنت بعد ما ضربه طعنات القتل رجع يصالحه ويقضي معاه ساعات. وتكشف أم مصطفى عن تفاصيل ما حدث يوم الجريمة قائلة؛ حيث ذهب اليه والد زوجته منذ الثانية عشر منتصف الليل وتناول معه الطعام الذي أعدته الأم، وفي الساعة السادسة فجرًا اخرج السلاح الذي اخفاه بملابسه وهو خنجر وذبحه بغتة وغدرًا، وأضافت: مصطفى كان دايما يقولي يا أمي أنا مش مأمن للراجل ده وحاسس انه هيغدر بيا. وتروي الام بالدموع لحظات نقل جثمان نجلها والدماء تتساقط من الكيس الأسود، كما تروي صعوبة الغسل وهي تودع نجلها صاحب ال 20 عاما، وتشير أنها ليس لديها الا شقيق لمصطفي تخاف عليه أن تفقده في الخلافات، وتطالب بحق نجلها من القاتل حتى تبرد نارها وتشعر أنه استراح في قبره..