أكثر ما يحتاجه وطننا الغالى فى هذه الفترة الدقيقة هو تماسك وصلابة الجبهة الداخلية المصرية وأن يكون الشعب سندًا ودعمًا إيجابيًا لمؤازرة القيادة الوطنية المصرية فنحن نمر بلحظات فارقة فى تاريخنا نخوض فيها حرب وجود. حرب مختلفة عن الحروب التقليدية المتعارف عليها بين الجيوش النظامية ولكن الحروب الموجهة لنا هو اللعب على تماسك الجبهة الداخلية للشعوب المستهدفة لتدخل فى حيز الدولة الفاشلة وتتعرض للتدمير الذاتى بأيدى شعبها وتنتهك سيادتها و تفرط فى أرضها. أثبت التاريخ أن هدم الدول لا تقوم به الحروب التقليدية ولكنه يأتى بالقضاء على الثقة المتبادلة بين أفراد الشعب أنفسهم وبين قيادتهم عبر حروب نفسية واقتصادية وثقافية تؤدى إلى الفوضى التى تمهد للسيطرة الخارجية بسهولة. تجربة مصر مع الربيع العربى مازال نعيش فى توابعها وما حدث فى 2011 لم يحقق هدفه وقضى عليه وعى المصريين وكان ردهم ثورة 30 يونيه 2013 ومن جديد عاود أهل الشر محاولتهم بشكل أكثر شراسة وعلى المكشوف. الرهان الآن على الشعب المصرى وقوة ثباته وصلابته فى مواجهة هذه التحديات الصعبة وتوابعها .. لا يخالجنى شك فى قدرة الشعب المصرى على تحمل أى صعوبات فعلى مر تاريخنا الطويل قديما وحديثا كانت مصر ومازالت مطمعا لمن يعتقدون أنهم الأقوى ولكن وقف الشعب المصرى صامدا أمام الطغاة لحماية أرضه وبلده. الحرب اليوم مختلفة ولابد أن تكون المواجهة مختلفة والجميع مطالب أن يكون أكثر إيجابية ويظهر حبه لبلده فأرجو من النخب السياسية والثقافية وغيرها أن يتركوا توافه الأمور وينشغلوا بأمن الوطن ومصيره.. المواطن البسيط له الدور الأكبر فهو يمتلك العقل الذى تحاول وسائل إعلام وصفحات التواصل الاجتماعى التأثير عليه وضرب التماسك الوطنى المطلوب فى مواجهة حرب الوجود وعليه أن يحمى وعيه وأسرته منها ويدرك أن المعركة للحفاظ على أمن مصر وأرضها ستكون طويلة ونحن لها.