فصّلت الإدارة الأمريكية ثوبًا «جديدًا» لما يسمى ب «الشرق الأوسط الجديد»، ولكن بدا هذا الثوب مهلهلًا، قبيحًا فى تصميمه، لا يناسب غير ما يسمى ب «دولة» الاحتلال الصهيوني. كان أهم ملمح لهذا الثوب القبيح تهجير أهل غزة لوطن بديل، وهو طلب مستحيل، وساذج. ولم يكن الأمرُ جديدًا، فبعد 55 عامًا يعيد التاريخ نفسه، إذ فى الحادى عشر من مارس عام 1970، تصدر جريدة الدستور الأردنية مانشيت: «بدء تفريغ قطاع غزة من السكان» ضد 300 ألف مواطن عربى فى القطاع. ولم تفلح إسرائيل بكل ما أوتيت من أسلحة أمريكية وغربية من تنفيذ مقترحها، فما بالك وعدد أهل غزة اليوم يقارب 2.5 مليون فلسطيني؟! كل هذا يحدث أمام أعين عالم أعمى، لا يعترف إلا ب«حق القوة»، متجاهلا «قوة الحق» ما دام صاحبه مغلوبًا على أمره. كل هذا يحدث أمام مجلس «الأمن» الذى تحول إلى مجلس «الخوف» بعد تفصيله بخللٍ مقصودٍ فى ميزان العدالة الإنسانية، خصيصًا لرعاية مصالح خمس دول كبرى فقط تتصدرهم أمريكا، تمتلك حق الفيتو، وغاب عن ذهن «المفصلاتية» أن أصحاب الأرض يمتلكون سلاحًا لم ولن تستطع دولة بكل ما أوتيت من قوة وغطرسة أن تخترع مضادًا له، وهو «الموت» فداءً للأرض والعرض. كان وسيظل الموقف المصرى من التهجير بالرفض القاطع للفكرة رائعًا وحاسمًا، وكانت وستظل ملاحم أهل غزة «الأبطال» على أرضهم نموذجًا يُدرّس فى كيفية التضحية بالروح والدم، فداءً لكرامة الأوطان وعزة الإنسان.