توافد عدد كبير يتجاوز الآلاف من المواطنين المصريين من مختلف أنحاء الجمهورية على ميناء رفح البري الجمعة الماضية، قادمين فى مسيرات تضامن حاشدة مع الشعب الفلسطيني، للتعبير عن رفض دعوات تهجير الفلسطينيين من أرضهم قسراً، ودعماً لموقف مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى أعلن الرفض القاطع لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية..«آخرساعة» ترصد بالصور أبرز هذه المشاهد، وتستطلع رأى بعض الخبراء وتحليلهم لهذا المشهد التاريخى العظيم. أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، أكثر من مرة وفى أكثر من مناسبة محلية وعالمية رفض مصر تهجير الفلسطينيين من أرضهم قسرا، وهو موقف مصر الثابت الذى لم ولن يتغير، حيث قال: تعتبر القيادة السياسية المصرية أن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني من مكانه هو ظلم لا يمكن أن تشارك فيه مصر، وذلك فى رسالة تاريخية حاسمة وجهها الرئيس السيسي إلى العالم أجمع، أعاد فيها التأكيد على موقف مصر الرافض لمحاولة إخراج الفلسطينيين من أرضهم، وطمأن من خلالها الشعب المصري والأمة العربية والإسلامية بأن القاهرة على وعدها وعهدها ولن تساهم فى هذا المخطط، كما نبه المجتمع الدولى إلى مدى الظلم الذى يتعرض له الفلسطينيون. ◄ مشهد مهيب انطلاقاً من هذا الموقف التاريخى، خرج المصريون فى مسيرات حاشدة ، وتجمعوا أمام بوابة معبر رفح البرى من الجانب المصرى، ورفع المشاركون أعلام مصر وفلسطين، مرددين هتافات تعبر عن دعمهم للقضية، أبرزها «بالطول بالعرض مش حنسيب الأرض» و«لا للتهجير»، وأعلنوا تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطينى، رافضين التهجير القسرى، كما نظم مشايخ القبائل والعواقل بسيناء وقفات تضامن مع الشعب الفلسطينى معلنين رفضهم لأى عمليات تهجير قسرى للفلسطينيين. لم يقتصر المشهد على رفع الأعلام فقط، بل ارتدى عدد من المشاركين أثواباً تحمل ألوان علمى مصر وفلسطين، فى رسالة رمزية تعكس الارتباط العميق بين الشعبين. كما رفع الأطفال والشباب لافتات كُتب عليها «لا للتهجير» مؤكدين أن التضامن مع فلسطين قضية تمتد عبر الأجيال. مع تزايد الأعداد القادمة إلى رفح، قام رجال المرور فى شمال سيناء بفتح مسارات جديدة لتيسير دخول وخروج الحافلات، فى ظل استمرار تدفق المشاركين، وأكدت الجهات المعنية أن الإجراءات التنظيمية مستمرة لضمان انسيابية الحركة وتأمين التجمعات الجماهيرية الكبيرة، كما شهدت التظاهرة حضور شخصيات مجتمعية وقيادات حزبية ونقابية، حيث أكدوا أن هذه المسيرات تمثل رسالة واضحة بأن مصر ترفض أى محاولات للمساس بحقوق الفلسطينيين، وأوضحوا أن الشعب المصرى بأكمله يقف مع فلسطين، سياسياً وشعبياً ولن يسمح بأى مخططات تستهدف تهجير الفلسطينيين أو تغيير التركيبة السكانية فى غزة. ◄ اقرأ أيضًا | رفض عالمي ل«وصفة ترامب للسلام».. تخبط سياسي واستعداء للحلفاء والأعداء ◄ النساء من كل المحافظات تصدرن المشهد ■ الشيخ عيسى الخرافيين ◄ رسالة مهمة يقول شيخ مشايخ قبائل سيناء وعضو اتحاد القبائل والعائلات العربية الشيخ عيسى الخرافيين: احتشاد المصريين بمختلف طوائفهم من كل المحافظات، بمثابة رسالة قوية للعالم كله أن مصر دولة ذات سيادة وقرارها مستقل ولا تقبل الإملاءات أو التوجيهات من أحد، وأن حدودها خط أحمر لا يمكن المساس بها تحت أى مسمى، والمصريون عازمون على التضحية بكل غالٍ ونفيس وحتى أرواحهم إن تطلب الأمر ذلك فى سبيل حماية أمنهم القومى وأمن وطنهم العزيز. وتابع الخرافيين: سيناء مصرية، وما يحلم بها أعداء الوطن بعيد عن التحقيق تماما، مشيرا إلى أن هذه ليست المحاولة الأولى للاحتلال الإسرائيلى الذى أراد من قبل تدويل سيناء، لكن مشايخ سيناء كانوا له بالمرصاد، مؤكدين أمام العالم أن سيناء مصرية، واليوم نؤكد مجددا أن سيناء مصرية، ولا تهجير للفلسطينيين، ونقف إلى جانب الرئيس السيسى. ◄ رسالة قوية للعالم من أمام رفح ■ النائب فايز أبوحرب ◄ يد واحدة يؤيده فى الرأى عضو مجلس النواب عن الشيخ زويد النائب فايز أبوحرب: إننا أمام الحدود مع غزة، متواجدون جميعا لنقول للعالم كله إننا جميعا يد واحدة للحفاظ على القضية الفلسطينية. وتابع: محاولة الكيان الإسرائيلى تهديد مصر وقيادتها السياسية بطرق غير مباشرة واستخدام الأبواق الإعلامية التابعة لها لم ولن تفلح، فمصر دولة قوية عصية أبية صخرة تتحطم عليها أطماع الطامعين. ◄ تواجد بارز للمرأة وتصدرت المرأة السيناوية البدوية والحضرية المشهد على حد سواء، وكذلك السيدات من مختلف محافظات مصر، للتأكيد على رفض مخططات التهجير للفلسطينيين من أرضهم، حيث قالت إحدى المواطنات من سيدات شمال سيناء، مشاركتى مع أسرتى فى هذه المسيرات دعماً للقضية الفلسطينية ورفضاً للتهجير، حيث نواصل اليوم مهمتنا الوطنية بالحفاظ على أرضنا ونرفض المساس بأمننا القومى، وجاهزون للتضحية بأرواحنا فداء للوطن، وستظل سيناء أرضا طاهرة لن نترك شبرا واحدا منها للإسرائيليين أعداء الوطن. لم يكن المصريون وحدهم أمام معبر رفح البرى الجمعة الماضية، بل شهدت المسيرات الشعبية مشاركة مجموعات كبيرة من الفلسطينيين، منهم من يحمل إقامة منذ سنوات، ومنهم العالقون ممن كانوا مرافقين للجرحى، ولم يتمكنوا من العودة لقطاع غزة، ولم يتوقف المشاركون من الفلسطينيين، عن الهتافات وتوجيه الشكر للمصريين وللقيادة المصرية على دعمها للقضية الفلسطينية، وأبرز الهتافات التى رددوها كانت (لن نترك أرضنا .. شكراً للشعب المصرى وللقيادة المصرية على مواقفها الثابتة التاريخية الداعمة للشعب الفلسطينى وقضيته العادلة). ◄ اللواء الدويري: مقترح ترامب مجحف للفلسطينيين ومن حق مصر أن ترفضه أكد نائب رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، اللواء محمد إبراهيم الدويري، ل«آخرساعة»: أنه يجب النظر إلى العلاقات المصرية الأمريكية من منظور أنها علاقات استراتيجية تحقق مصالح الدولتين، كما أن الولاياتالمتحدة ترى أن مصر تمثل ركيزة الاستقرار فى الشرق الأوسط وتلعب أدواراً هامة فى حل كافة المشكلات المثارة فى المنطقة لا سيما القضية الفلسطينية، مع تثمين واشنطن للدور المضني الذى قامت به مصر فى التوصل لاتفاق الهدنة بقطاع غزة، وأوضح أنه من الأمور الطبيعية أن تكون هناك وجهات نظر متعارضة بين الدولتين فى بعض القضايا وهو أمر صحى ومألوف فى العلاقات الدولية حتى بين الدول الحليفة، مشيرا إلى أن طبيعة العلاقة الاستراتيجية بين كلٍ من مصر والولاياتالمتحدة قادرة دائما على أن تفرض نفسها، وأن يتم حل أية خلافات من خلال قنوات الاتصال المتعددة بين البلدين. ■ اللواء محمد إبراهيم الدويري وتابع: إذا كان الرئيس ترامب قد طرح خلال الأيام الماضية فكرة تهجير حوالى مليون ونصف مليون من سكان غزة المنكوبة إلى مصر والأردن حتى يتم إعادة إعمار القطاع، فإنى أرى أنها مجرد أفكار مطروحة لحل أزمة غزة من وجهة نظره فقط، لكن حتى تكون مثل هذه الأفكار مقبولة يجب أن تكون مقرونة بمنطق ورؤية واقعية وعادلة لا تجحف سواء بحقوق أصحاب القضية وهم الفلسطينيون أو إجبار أية دولة عربية مثل مصر والأردن أو غيرهما على القبول بمثل هذه الأفكار، وإذا كان من حق الرئيس الأمريكى أن يطرح أفكاراً وهو فى واشنطن بعيداً عن معرفة طبيعة المنطقة، فإن من حق الأطراف المعنية الذين يعيشون بها منذ آلاف السنين، وهم الفلسطينيون ومصر والأردن الذين سيتأثرون بهذه الأفكار، أن يرفضوا الموافقة عليها خاصة إذا نجم عنها تأثيرات سلبية على أوضاعهم سواء من حيث تصفية القضية الفلسطينية وهو الهدف الرئيسى لإسرائيل أو الإضرار بالأمن القومى المصرى والأردنى وهو أمر يتعارض مع المصالح الأمريكية ولا يحقق استقرار المنطقة.