نظرة واحدة على تصريحات الرئيس الأمريكى القديم الجديد «دونالد ترامب» بعد لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» فى البيت الأبيض، نجد انها تحمل من التسرع قدرا كبيرا،...، هذا بالإضافة إلى ما تحمله فى طياتها من قدر هائل من عدم الإلمام، بحقائق الأوضاع فى المنطقة العربية على عمومها والقضية الفلسطينية على خصوصها، فى ظل الجرائم البشعة واللا إنسانية التى ارتكبتها إسرائيل فى قطاع غزة طوال الخمس عشر شهرا الماضية على وجه التحديد. هذا فضلا عن الدلالة والمعنى الذى تعبر عنه هذه التصريحات، مقارنة بالقانون الدولى وقرارات الأممالمتحدة وكافة المنظمات الدولية، التى ترفض بصفة قاطعة عمليات التهجير للشعوب والمواطنين من أراضيهم إلى أى مكان آخر،...، وفى ذات الوقت تقف امام الحيلولة دون تمكين الشعوب من الحصول على حقوقها المشروعة، فى الحياة الحرة الكريمة فى أمن وسلام داخل دولتها المستقلة. وعلينا أن ندرك بوضوح ان المطالبة بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، أو إلى أى مكان آخر غير وطنهم، فهى مخالفة صريحة للقوانين الدولية، وحقوق الإنسان والقانون الدولى الإنساني،...، كما أن التهجير لن يحقق السلام والاستقرار بل سيشعل النيران فى المنطقة ويؤجج الصدام وعدم الاستقرار بها. وعلينا ان ندرك ايضا ان هذه المطالبات تعبر عن الانحياز الكامل لإسرائيل، ومساندتها ودعمها فيما تقوم به وما قامت به من عدوان لا إنسانى واجرامى ضد الشعب الفلسطيني. بل الأكثر من ذلك فى حقيقته، تحقيق ما تريده إسرائيل من تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، حتى يتسنى لها الاستيلاء على بقية الأرض الفلسطينية، والقضاء التام على أى فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية، والحل العادل والشامل للقضية على أساس حل الدولتين، وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بقيام دولته المستقلة على أراضيه المحتلة عام 1967 فى الضفة وغزة وعاصمتها القدس العربية.