فى قرية جبلة التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم، تحول منزل كان يفترض أن يكون ملاذا للحنان إلى مسرح لجريمة تجسد انهيار القيم الإنسانية. أم فى ال 36 من عمرها، تدعى أسماء ر-أ، تخلت عن أبسط مشاعر الأمومة، لتحرق جسد ابنتها البالغة 12 عاما بالماء المغلى، بعد محاولة الطفلة اليائسة لرؤية والدها. الحادثة التى هزت أرجاء القرية تكشف عن وجه قاتم للعنف الأسرى، حيث تحاكم الطفلة ريم على براءتها بجسد مدمى وقلب ينزف جراء خلافات بالية بين أبوين. اقرأ أيضا| بعد هجوم الأسد على حارسه.. محافظ الفيوم يصدر قرارا بإغلاق حديقة الحيوان تفاصيل الجريمة: خلافات زوجية تتحول إلى كابوس لابنة بريئة بدأت القصة قبل ستة أشهر، حين قررت الأم مغادرة منزل الزوجية مع أطفالها بعد خلافات مع زوجها سائق التوك توك فى القاهرة، لتنقل معركتها معه إلى قرية جبلة، حيث رفعت دعوى طلاق. لكن الطفلة ريم، التي لم تتحمل فراق والدها، حاولت أكثر من مرة زيارته خلال أيام زيارة الأب (الخميس والجمعة)، فى خطوة قوبلت بغضب من الأم تحوّل إلى وحشية غير مبررة. الماء المغلي... عقابا لرغبة طفلة فى حضن الأب عندما اكتشفت الأم محاولات ابنتها للتسلل إلى منزل الأب، لم تتردد فى تنفيذ تهديداتها. فى مشهد يجسد فقدان الإنسانية، قامت بغلى الماء وسكبه على جسد الطفلة النحيل، متجاهلة صرخاتها التى ارتفعت كصوت ضمير غائب. بل وزادت الطين بلة بوضع معجون أسنان على الحروق، في محاولة فاشلة لإخفاء آثار جريمتها، ما تسبب فى آلام مبرحة جعلت الطفلة تصارع الموت مرتين: مرة تحت سطوة الماء المغلى، ومرة تحت وطأة "علاج" كارثى. هروب من الجحيم... واستغاثة أنقذت حياة تمكنت ريم من الهروب من براثن أمها بعد أن تحول جسدها إلى جروح مفتوحة، لتبحث عن ملاذ آمن عند جدتها وعمها. هناك، لم تكن الصدمة أقل قسوة: جسد حفيدة تحول إلى خريطة من الألم، وقلب طفولى تحطم بين ليلة وضحاها. لم يتردد الأهل فى إطلاق صيحة استغاثة إلى الأمن، سمعت عبر قرى الفيوم. تدخل أمنى سريع... والأم فى قبضة العدالة فور وصول البلاغ أمر اللواء أحمد عزت مساعد وزير الداخلية لأمن الفيوم التحرك سريعا لإنفاذ الطفلة ومعرفة وكشف ملابسات الواقعة وهو ما استجابت له على الفور مركز شرطة سنورس ، حيث تمكن المقدم عمر شوقى، رئيس مباحث المركز، من إلقاء القبض على الأم التى اعترفت بفعلتها، لكنها حاولت - ببرود - التفاوض على "صلح" مع الزوج، فى خطوة رفضها الأب والجدة بحسم. أُحيلت القضية إلى النيابة العامة تحت رقم محضر 385 إدارى، لتبدأ تحقيقات تتدد الأم باتهامات تصل إلى السجن المشدد بتهمة التعذيب والإيذاء العمد.