إن من عظيم نعم الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين أن هيأ لهم الفوز بمرضاته والتزود من الخير والأعمال الصالحة خلال مواسم تكثر فيها البركات ويزداد العبد فيها قرباً لربه.. وشهر شعبان موسم عظيم لنا فيه وقفات نتأمل فيها حال النبى صلى عليه وسلم يقول عنها الدكتور أحمد محمد عوض من علماء وزارة الأوقاف: شهر شعبان له مكانة عظيمة فقد ورد أن النبى صلى الله عليه وسلم صام أكثر هذا الشهر قال أسامة بن زيد رضى الله عنهما أنه سأل النبى صلى الله عليه وسلم قائلا: يا رسول الله لم أرك تصوم من الشهور كما تصوم من شعبان فقال صلى الله عليه وسلم: ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان ترفع فيه أعمال العباد إلى رب العباد وأحب أن يرفع عملى وأنا صائم وأيضا عن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته فى شهر أكثر من صيامه إلا فى شعبان والحكمة من صيام النبى صلى الله عليه وسلم فيه كما ورد أنه شهر يغفل عنه الناس بين رجب وشعبان فقد رأى النبى صلى الله عليه وسلم أن العرب فى الجاهلية تعظم شهر رجب والمسلمون تعظم شهر رمضان فأراد صلى الله عليه وسلم أن يلفت الأنظار إلى أهمية هذا الشهر المبارك. ويضيف: من الطاعات التى على المسلم الحرص عليها فى شعبان قيام الليل فقد أخرج الترمذى فى صحيحه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لبعض أصحابه إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله فى تلك الساعة فكن. اقرأ أيضًا | حازم داوود أمين الفتوى بدار الإفتاء: تراجع الثقافة الدينية وراء سيل الفتاوى مسائل الطلاق تحتاج لمعالجة واعية ويؤكد أن من خصائص شهر شعبان أنه شهر ترفع فيه الأعمال يوميا وكل اثنين وخميس وسنويا فقد ذكر النبى صلى الله عليه وسلم أن الملائكة يتعاقبون فيكم بالنهار فيجتمعون فى صلاة العصر والفجر فيعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم رب العزة وهو أعلم كيف تركتم عبادى فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون والمسلم يجب أن يستحى من الله فيتوب ويرجع إلى مولاه، وليعلم كل منا أن شهر شعبان هو مقدمة لشهر رمضان فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا دخل شهر شعبان قرأوا فى مصاحفهم وتدبروه قولا وعملا فقد كان يقال عنه شهر القراء وأيضا أخرجوا زكاة أموالهم لتقوية الضعيف والمسكين على صيام رمضان. ومن لطائف شهر شعبان أن فيه ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة وما فيها من الدروس والعبر التى تصلح لكل زمان ومكان.