هو الرئيس الأمريكى الوحيد خلال 39 عاما الماضية الذى لم يبدأ حربا جديدة أو يدخل فى صراع مسلح صدق أو لا تصدق.. الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب عينه على جائزة نوبل للسلام ويسعى جديا للفوز بها عبر إيقاف حربى غزةوأوكرانيا وإذا تحقق له ذلك ستكون أمامه فرصة ذهبية للفوز بهذه الجائزة لا محالة. ولعلنا نذكر أنه بعد وصول ترامب للحكم عام 2016 مع فترة رئاسته الأولى تبنى خطابا معاديا للحرب والتورط العسكرى الأمريكى فى الخارج وتعهد بإنهاء الحروب التى لا تنتهى فى الشرق الأوسط.. وبالفعل خفض عدد القوات الأمريكية فى العراق وأفغانستان وسوريا وسعى إلى إغلاق الملف النووى مع كوريا الشمالية وهو ما يحسب له.. وفى نفس الوقت انسحب من الاتفاق النووى الذى وقعته الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الغربية مع إيران عام 2015 وهو ما يحسب عليه كمرشح لجائزة سلام عالمية مرموقة. الغريب أيضا أنه مع عودته إلى البيت الأبيض الأسبوع الماضى اتخذ عدة قرارات لا تتفق مع شخصية تريد الترشح لهذه الجائزة العالمية فوجدناه ينسحب من اتفاقية باريس للمناخ رغم أن الولاياتالمتحدة إحدى الدول الرئيسية المسببة لتلوث البيئة.. وأعلن أيضا انسحاب بلاده من منظمة الصحة العالمية وسخر من مساهمات الدول فى موازنة المنظمة! وإذا عدنا إلى توعد ترامب حماس بنيران جهنم إذا لم تفرج عن الرهائن الإسرائيليين لديها قبل توليه منصبه فإنه لم يوضح ماذا يقصد وما هو المعنى الفعلى لهذا التوعد! ومع ذلك يبدو أن تهديده قد حقق الهدف منه فقد بذلت مصر وقطر برعاية أمريكية جهودا مكثفة على حماس للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين واضطر رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو لتقديم تنازلات فى اللحظات الأخيرة حتى تم فعلا التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وعدد كبير من الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية على 3 مراحل تنتهى بوقف الحرب كليا وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة وتسليم إدارته للسلطة الفلسطينية بعيدا عن حركة حماس لكن هذا الاتفاق الذى أحيا الأمل فى نفوس سكان غزة بالعودة إلى منازلهم التى نزحوا منها وإعادة الإعمار بمساهمات عربية ودولية مهدد الآن بالهجمات الإسرائيلية الوحشية التى تشنها قوات الاحتلال على مدن وقرى الضفة الغربية بصورة ممنهجة ومتعمدة.. تجريف الطرق وهدم المستشفيات فى إطار خطة بتكرار ما حدث فى قطاع غزة على أمل أن تسمح الولاياتالمتحدة لإسرائيل باستقطاع أجزاء من الضفة الغربية وضمها لإسرائيل بموافقة ترامب بناء على وعود سابقة منه فهل إذا فعل ذلك يستحق أن يكون مرشحا لجائزة نوبل للسلام كما يدعى مؤيدوه من رجل الأعمال والمؤسسات الإعلامية فى الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول. وكان ترامب قد أشار فى 7 يناير الحالى قبل تسلمه منصبه إلى أن تسوية الصراع فى أوكرانيا قد تستغرق وقتا أطول من ال24 ساعة التى وعد بها خلال حملته الانتخابية وأعرب عن أمله فى إمكانية إجراء المفاوضات مع الرئيس بوتين بشأن أوكرانيا خلال أقل من 6 أشهر ووعد بأنه سيتمكن من تحقيق تسوية للصراع الروسى الأوكرانى من خلال التفاوض. صحيفة «واشنطن ايكنرامنر» أيضا كان لها موقف مؤيد جدا لترشح ترامب لجائزة نوبل للسلام مؤكدة أنه بلا شك يستحقها فهو الرئيس الأمريكى الوحيد خلال 39 عاما الماضية الذى لم يبدأ حربا جديدة أو يدخل فى صراع مسلح. وداعا.. أحمد عطية صالح فجعت مساء الخميس الماضى بخبر وفاة الزميل والصديق الفاضل الكاتب الصحفى الخلوق أحمد عطية صالح رئيس تحرير اللواء الإسلامى أحد إصدارات «أخبار اليوم» المتميزة.. عرفته منذ سنوات طويلة عندما كان ضمن أسرة تحرير «أخبار اليوم» وتابعته وهو يكبر ويتقدم ويتألق حتى تم اختياره رئيسا لتحرير اللواء الإسلامى فكان وقع اختياره طيبا على جميع الزملاء وفى الأوساط المهتمة بالشئون الدينية.. وبالفعل تطورت الجريدة على يديه وزاد توزيعها وأشاع الحب بين أسرة تحريرها.. ولم أسمع يوما أنه أغضب أحدا أو اختلف مع أحد لهذا كانت وفاته مفاجأة حقيقية لنا جميعا خاصة من كانوا على تواصل معه فى الساعات الأخيرة.. رحم الله الزميل الفاضل وأسكنه فسيح جناته وخالص العزاء لنجله محمد عطية الصحفى بأخبار الحوادث.