يأبى نتنياهو أن يرفع يده من على الزناد. لم يكفه شلال الدماء فى غزة ليمده الى الضفة الغربية. هو يعلم انه فى الوقت الذى يضع سلاحه فى غمده، سيرتدى البيجامة فى بيته!! مع الانهيار المتوقع لحكومته اذا أقدم على الوقف الكامل للعدوان فى عموم ارض فلسطين؛ لذا لم يكن مستغربا انه فى نفس اجتماع المجلس المصغر الذى وافق على اتفاق الهدنة بغزة، تم تمرير عملية الجدار الحديدى لاقتحام جنين والضفة. ائتلاف حكومة نتنياهو الهش يرتكن على بقاء وزير المالية المتطرف سموتيرتش. وحتى يغريه نتنياهو كى لا يستقيل وعده بالعدوان على الضفة. سموتيريتش ليس فقط الحاكم الفعلى للضفة بل هو واحد من نصف مليون مستوطن يسكنون الضفة ويتمتعون بكل الحقوق فيما تمارس سياسة الفصل العنصرى ضد 3 ملايين فلسطينى يقيمون هم أهل الضفة منذ فجر التاريخ. يعلم نتنياهو انه فى اليوم الذى يتوقف فيه العدوان سينتهى 16 عاما من حكمه شبه المتواصل. لذلك يحاول جاهدا اخماد تمرد شركائه فى الائتلاف الحاكم من القوميين المتطرفين والذى استعر منذ موافقته على وقف إطلاق النار بغزة. لكن الرسائل المتضاربة من جانب الرئيس ترامب بدعم اتفاق غزة من ناحية ثم الغائه للعقوبات التى فرضت على مجرمى المستوطنين بالضفة الغربية خلال حكم سلفه جو بايدن، كان ضوءا أخضر للعدوان على الضفة. ليس هذا فقط، بل تعمد ترامب تعيين مسئولين بإدارته الجديدة كلهم يدعمون الاستيطان بالضفة، وبعضهم يؤيد مزاعم المستوطنين بشأن الحق التوراتى للصهاينة فيها وعلى رأسهم اليز ستيفانيك المرشحة لمنصب مندوبة واشنطن بالأمم المتحدة. الواضح أن نتنياهو لم يعِ درس غزة وهو أن القوة مهما بلغ عنفوانها لن توفر أمانا ولن تحقق سلاما وأن جدار عمليته بالضفة هو جدار مائل سينهار به فى جرفٍ هارٍ.