كان من المفترض أن يكون عادل جلال رسامًا، لكن المعلم حين وجده منشغلًا عن الحصة بنقل صورة «عبد الناصر» إلى ورقة خالية فى كراسة الرسم، انهال عليه بكتف الدكة، فأجهضت الخشبة مشروعه كفنان وهو لا يزال صغيرًا فى الصف الثالث الابتدائى! أما موهبة الشعر لديه فقد ظهرت فى الإعدادية، ولكنها لم تصادف من يقضى عليها، لينتج للمكتبة العربية أكثر من 10 دواويين وعددًا من المسرحيات، فيما ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات بينها: الإنجليزية، والإسبانية، والتركية، إلى جانب إسهاماته النقدية المتنوعة. والمعروف عن عادل شدة الحياء، وهو الحياء الذى منعه من الترويج لأعماله فى الصحف، أو الحديث عن نفسه فى الإعلام، كما أن المعروف عنه عدم المجاملة، وهو الأمر الذى حرمه من الانضمام إلى «الشلة» الحاكمة فى الوسط الثقافى! طبيعة الرجل المهذبة جعلته ينأى بنفسه بعيدًا عن صراع «الكعكة»، خرج من دائرة الأضواء المزيفة، ودخل إلى عزلته ب»رجله اليمين»، ليتفرغ إلى مشروعه الإبداعى والنقدى، ويستمتع بالجلوس إلى أحفاده، وخاصة حفيده «عادل» الذى استقبله قبل أيام قليلة، ويعتبره أعظم إنجاز فى حياته. لا يستخدم عادل جلال «واتساب»، يلجأ إلى هاتف ابنته إذا أراد أن يرسل أو يستقبل شيئًا، يفضل التواصل عن طريق مكالمات حية، وعادة ما لا يرد عليك من أول مرة، ولكنه يعاود الاتصال بعد فترة، هو من يحددها، وما عليك إلا الانتظار!