دائما ما اتحسس سطورى إذا شرعت فى مدح أحدهم خوفا من تهمة «التطبيل» ولكننى سأتجاوز القلق من هذا الاتهام ويمحو عنى تهمة المجاملة أننى لا أعرف ولا أدرى هل هو شخص أو مجموعة ، جهاز أم إدارة ، ولكن ما أتيقن منه أننى مستبشر خيرا بقراره الذى جاء بالمهندس خالد عبدالعزيز رئيسا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.. كانت تلك الكلمات بداية إجابتى على سؤال صديق يسألنى مستنكرا ما علاقة عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة السابق بالإعلام وهو ما أحالنى إلى اللقاء الذى جمعنى بالرجل قبل عدة سنوات عندما كلفنى أستاذى وصديقى وألفة جيله ياسر رزق بحضور اجتماع بقاعة الاجتماعات بالطابق التاسع بمبنى أخبار اليوم العريق لأجد 6 من وزراء مصر كان من بينهم خالد عبدالعزيز الذى كان وزيرا للشباب والرياضة وقتها وبعيدا عن سبب وطبيعة الاجتماع الذى لا يتسع المجال لذكره - اتذكر النقاشات التى دارت عن دور الإعلام فى تنمية الوعى الوطنى ومواجهة الإرهاب ووقتها اكتشفت أن عبد العزيز يملك رؤى وخططا ثاقبة وأنه هو مهندس إنتاج مسلسل «الجماعة» لصديقه السيناريست الأبرز وحيد حامد رحمه الله وغيرها الكثير من الأمور التى تخص الإعلام وغيره من القضايا التى جعلتنى منبهرا بحكمة وعقل الوزير المتفهم للكثير من الملفات بجانب دوره الأساسى وقتها كوزير للشباب وعندما أفصحت عن رأيى للأستاذ ياسر رزق وقلت له هذا الرجل يصلح لأن يكون وزيرا للإعلام فقال ألا تعلم أن والده محمود عبدالعزيز أحد رواد الصحافة الذى تعلم على يديه الكثير من كبار الصحفيين. لقد بنيت حالة التفاؤل والأمل بمستقبل الإعلام بوجود عبدالعزيز ليس فقط لما ذكرته عن نشأته وسط القامات الثقافية ولكن لمتابعتى عن كثب بحكم التخصص لما صدر من قرارات وأيضا لعلمى بكواليس بعض من نقاشاته سواء مع المؤيدين لتلك القرارات أو المعارضين ومع الوقت أتمنى أن يؤكد عبدالعزيز أنه بحق مهندس «الشغلانة». أخر كلام ياسر رزق.. كلما مررت ببهو مبنى مصطفى وعلى أمين، أو صالة التحرير بالطابق السادس إلا وصورتك مبتسمة لنا، لا تمر جلساتنا، إلا وذكراك حاضرة، ومواقفك باقية، ودروسك راسخة، وحكايات شموخك وافرة، كم اشتقت للقائك فأنت منا الأهل والأحباب، أستاذ تشرفنا بصحبته، وريث لعظماء صاحبة الجلالة وابن بار للمهنة، نحسبك من شهداء الصحافة الذين أفنوا حياتهم وصحتهم مهموما بهمومها، ومدافعا عن وجودها، معتنقا لثوابتها، دون خوف. رحمة الله عليك فى ذكرى رحيلك الثالثة.. أسألكم الفاتحة.