في قلب المتحف، تتجلى عبقرية التصميم والتقنيات الحديثة في إبراز عظمة التاريخ، وفي إطار الجهود المستمرة لتحسين تجربة الزائر، شهدت الأروقة الشرقية بالدور الأرضي للمتحف تطويرًا شاملًا لنظام الإضاءة المتحفية. اقرأ أيضا | أصل الحكاية | «معرض التابوت 1906».. رحلة عبر الزمان في متحف الآثار المصرية يهدف هذا التطوير إلى تسليط الضوء على القطع الأثرية المعروضة بطريقة تبرز جمالها التاريخي وتفاصيلها الدقيقة، مع الحفاظ على سلامتها من التأثيرات الضارة للإضاءة. في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل عملية التطوير، وأهميتها، وتأثيرها على تجربة الزائرين، إلى جانب رؤية الخبراء حول هذا الإنجاز. اقرأ أيضا | المواعيد الجديدة لعمل المتحف المصري الكبير شاهد جانبًا من تطوير الإضاءة المتحفية للقطع الأثرية - أهمية الإضاءة في المتاحف الإضاءة المتحفية ليست مجرد عنصر جمالي، بل هي أحد المكونات الأساسية التي تؤثر على كيفية إدراك الزوار للقطع الأثرية. فالإضاءة المناسبة تُبرز أدق التفاصيل الفنية وتُظهر الألوان والأنسجة بطريقة تنقل جوهر القطعة وروحها التاريخية. كما أن تصميم الإضاءة يلعب دورًا في حماية القطع الأثرية من الأضرار الناتجة عن الإضاءة المفرطة أو الحرارية. رؤية المشروع وأهدافه يهدف مشروع تطوير الإضاءة في الأروقة الشرقية إلى تحقيق توازن بين إبراز جمال القطع الأثرية وحمايتها، مع تحسين تجربة الزائرين. ومن بين الأهداف الرئيسية: 1- استخدام تقنيات إضاءة صديقة للبيئة وموفرة للطاقة. 2- تقليل الأضرار الناتجة عن الإضاءة على المدى الطويل. 3- تعزيز جاذبية العرض بما يتناسب مع المعايير المتحفية الدولية. المواد والتقنيات المستخدمة تم استخدام أحدث تقنيات الإضاءة المتخصصة، بما في ذلك: - مصابيح LED ذات الإضاءة الناعمة والموزعة. - نظام تحكم ذكي يتيح ضبط شدة الإضاءة حسب متطلبات كل قطعة. - مواد عاكسة تقلل من التوهج وتوزع الإضاءة بالتساوي. - حساسات حركة تقلل استهلاك الكهرباء عند عدم وجود زوار في القاعة. خطوات التطوير والتنفيذ 1- التخطيط والدراسة: دراسة تاريخية لكل قطعة لتحديد العناصر التي يجب إبرازها. تحليل توزيع القطع في القاعات لضمان وصول الإضاءة بشكل متوازن. 2- اختبار الإضاءة إجراء تجارب عملية باستخدام نماذج مصغرة لضبط الزوايا والشدة. التحقق من تأثير الإضاءة على المواد المستخدمة في القطع الأثرية. 3- التنفيذ التدريجي تركيب أنظمة الإضاءة الجديدة على مراحل لضمان كفاءة العمل. تدريب فريق العمل على تشغيل وصيانة النظام. أبرز التحسينات في الأروقة الشرقية - تحسين إبراز النقوش الدقيقة على التماثيل. - تسليط الضوء على اللوحات الجدارية بألوانها الطبيعية. - توفير أجواء مريحة للزوار دون إجهاد بصري. ردود فعل الزوار والخبراء لقي المشروع استحسانًا واسعًا من الزوار الذين أشادوا بالتجربة الجديدة، حيث وصفها البعض بأنها "رحلة في أعماق التاريخ". أما الخبراء، فقد أكدوا أن هذا التطوير يعكس التزام المتحف بمواكبة أحدث المعايير العالمية. - التحديات والحلول واجه المشروع بعض التحديات، مثل: - الحفاظ على التوازن بين شدة الإضاءة وحماية القطع. - التكلفة المرتفعة لبعض المعدات المستخدمة. - تطويع التصميمات القديمة للأروقة لتتناسب مع الأنظمة الحديثة. وقد تم تجاوز هذه التحديات من خلال التعاون بين فريق التصميم والتراث، مع الحرص على احترام هوية المكان التاريخية. التأثير المستقبلي للمشروع يعد تطوير الإضاءة خطوة هامة نحو تعزيز دور المتحف كمركز للثقافة والتعليم، حيث يعزز من استدامة القطع الأثرية ويحسن تجربة الزوار، مما يجذب المزيد من السياح والباحثين على حد سواء. يُظهر هذا المشروع كيف يمكن لتقنيات العصر الحديث أن تخدم التراث وتبرز جماله بطريقة لا تقل عن عظمته الأصلية، وفي ظل استمرار هذه الجهود، يبقى المتحف منارة تعكس أصالة الماضي بروح المستقبل.