في إنجاز عالمي جديد يعكس عظمة التراث المصري وتفوقه على المستوى الدولي، حصد المتحف المصري الكبير جائزة فيرساي العالمية لعام 2024، ضمن قائمة أجمل سبعة متاحف في العالم، هذه الجائزة، التي تُمنح تقديرًا للتصميمات المعمارية المبتكرة وتأثيرها الإيجابي على البيئات المحلية. جاءت لتُبرز المتحف كرمز من رموز الإبداع الهندسي والثقافي، وتُعزز مكانته كمتحف عالمي يجمع بين جمال التصميم وروعة التراث المصري القديم. * جائزة فيرساي: ماهيتها وأهميتها العالمية * ما هي جائزة فيرساي؟ جائزة فيرساي هي واحدة من أرقى الجوائز المعمارية العالمية التي تُمنح سنويًا منذ عام 2015 في مقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في باريس. تهدف الجائزة إلى تكريم التصاميم المعمارية التي تدمج بين الإبداع، الكفاءة البيئية، وتأثيرها الإيجابي على المجتمعات والبيئات المحيطة بها. ** فئات الجائزة وآلية اختيار الفائزين تشمل الجائزة عدة فئات، من بينها: المتاحف المنشآت الرياضية المطارات الفنادق * تُختار المشاريع الفائزة بناءً على معايير دقيقة تشمل: 1. الجمالية والإبداع: مدى تفرد التصميم المعماري وجماله. 2. الاستدامة البيئية: تحقيق الكفاءة البيئية وتقليل الأثر السلبي على البيئة. 3. التأثير الإيجابي: مدى تعزيز المشروع للتراث المحلي وإسهامه في تحسين البيئة المحيطة. * المتحف المصري الكبير: رمز العمارة والإبداع - تصميم فريد يعكس الحضارة المصرية يتميز المتحف المصري الكبير بتصميمه المعماري المبتكر الذي يُمثل أشعة الشمس الممتدة من قمم أهرامات الجيزة الثلاثة. يُعد هذا التصميم إبداعًا هندسيًا يُبرز الارتباط الوثيق بين التراث القديم والمعاصرة، ويُجسد فلسفة معمارية تعكس عظمة الحضارة المصرية. * مراحل إنجاز المشروع استغرق تنفيذ هذا المشروع العملاق عدة سنوات من العمل المستمر بمشاركة فرق هندسية وأثرية متخصصة. يُعتبر المتحف أحد أهم المشروعات القومية في مصر، حيث تم تخصيص موارد ضخمة لإتمامه بأعلى معايير الجودة. * محتويات المتحف وتجربة الزوار الفريدة 1. البهو الرئيسي والمسلة المعلقة يستقبل المتحف زواره بمشهد مُهيب في البهو الرئيسي، حيث يقع تمثال الملك رمسيس الثاني الضخم. يتيح تصميم هذا البهو رؤية بانورامية مذهلة لأهرامات الجيزة، مما يُضفي بُعدًا جماليًا وثقافيًا على تجربة الزوار. كما تُعد المسلة المعلقة إحدى أبرز ملامح المتحف، وهي الأولى من نوعها عالميًا، حيث تتيح للزوار رؤية قاعدة المسلة من الأسفل. 2. الدرج العظيم يمثل الدرج العظيم نقطة محورية في تصميم المتحف، حيث يضم مجموعة متميزة من القطع الأثرية الضخمة التي تجسد فن النحت في الحضارة المصرية القديمة. ينتهي الدرج بإطلالة رائعة على أهرامات الجيزة، مما يُكمل تجربة الزائر بلمسة تاريخية وسياحية فريدة. 3. قاعات العرض الرئيسية تضم القاعات الرئيسية 12 قاعة مخصصة لعرض القطع الأثرية المتميزة من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني. من بين أبرز المعروضات: كنوز الملك توت عنخ آمون: تُعرض لأول مرة كاملةً منذ اكتشاف مقبرته. القطع الأثرية الفريدة: التي تسلط الضوء على تطور الحضارة المصرية على مر العصور. 4. متحف الطفل يوفر المتحف تجربة تعليمية مبتكرة للأطفال، حيث يمكنهم التفاعل مع المعروضات والتعرف على التاريخ المصري من خلال تقنيات حديثة ووسائل تعليمية ممتعة. 5. المنطقة التجارية والخدمات يشمل المتحف منطقة تجارية تضم مطاعم، كافيتريات، ومتاجر للهدايا التذكارية، مما يضمن تجربة مريحة ومتكاملة للزوار. * أهمية الفوز بجائزة فيرساي لمصر 1. تعزيز السياحة العالمية فوز المتحف المصري الكبير بجائزة فيرساي يُسلط الضوء على مصر كوجهة سياحية عالمية، ويُشجع المزيد من السائحين على زيارة المتحف والاستمتاع بتصميمه المتميز ومحتوياته الفريدة. 2. دعم التراث الثقافي تُبرز هذه الجائزة التزام مصر بالحفاظ على تراثها الثقافي والتاريخي، وتُظهر للعالم قدرة الدولة على تنفيذ مشروعات حضارية تُبرز الهوية المصرية. 3. تعزيز المكانة الدولية لمصر إن الحصول على هذه الجائزة يُعد اعترافًا عالميًا بتفوق مصر في مجالات الهندسة المعمارية والثقافة، مما يُعزز مكانتها على الساحة الدولية. * الاحتفال بالجائزة ومستقبل المتحف - تكريم رسمي بالمحافل الدولية أُقيمت احتفالية تسليم جائزة فيرساي بمقر اليونسكو في باريس، حيث تسلم السفير علاء يوسف الجائزة نيابةً عن مصر. وأشاد المسؤولون الدوليون بتصميم المتحف ودوره الثقافي. - التشغيل التجريبي وخطط المستقبل يشهد المتحف حاليًا مرحلة التشغيل التجريبي التي تشمل: زيارة مناطق متميزة مثل المسلة المعلقة، الدرج العظيم، والقاعات الرئيسية. تنظيم فعاليات ثقافية وتعليمية تُبرز أهمية المتحف كوجهة ثقافية عالمية. * شهادات دولية ودعم للتراث المصري - التعاون المصري-الفرنسي في المجال الأثري أشار السفير الفرنسي لدى القاهرة إلى وجود 48 بعثة أثرية فرنسية تعمل في مصر، تُساهم في ترميم وتطوير المواقع الأثرية مثل معبد الكرنك ومقابر دير المدينة. يُبرز هذا التعاون دور مصر في تعزيز العلاقات الدولية لدعم التراث الأثري. * المتحف المصري الكبير كرمز عالمي يُعد المتحف المصري الكبير إنجازًا وطنيًا ودوليًا يُجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة وتفوقها في العصر الحديث. بفوزه بجائزة فيرساي، يُثبت المتحف مكانته كصرح ثقافي عالمي، ويُساهم في تعزيز السياحة، دعم التراث، وتحقيق التواصل بين الماضي والحاضر. إن هذا الفوز ليس فقط تكريمًا للمتحف، بل هو أيضًا اعتراف بجهود مصر المستمرة للحفاظ على هويتها الثقافية وإبرازها على الساحة العالمية.