صباح جديد يبدأ اليوم، شمس الأمل تشرق من جديد فى تلك البقعة التى دمرتها اللاإنسانية، اليوم نستبشر جميعا ونستيقظ ونحن نترقب بدء الهدنة التى نجحت فى تحقيقها مجهودات ضخمة كان لمصر وقيادتها الحكيمة أكبر فضل فيها، عندما رأيت مشاهد الفرحة والسرور والاحتفالات ابتسمت من اعماق قلبى لنجاح كل الجهود المبذولة لإنقاذ البشر من الدمار، لإنقاذ أهالينا فى غزة من الموت البطيء والموت بأسلحة العدو الذى دمر الأخضر واليابس وحول غزة لرماد. ننتظر اليوم المشهد الذى كنا نتمناه على مدار شهور لم ير فيها أهل غزة سوى الموت والخراب حتى الأطفال كانوا يقتلون بدماء باردة، ننتظر اليوم دخول المساعدات الإنسانية التى تقودها بلادنا من أجل الأشقاء فى غزة. الفرحة الكبيرة فى قطاع غزة تحكى عن حجم المعاناة. وتؤكد قيمة الأمن والأمان والاستقرار ومعنى السلام وقيمته الإنسانية، شكرا لكل الشعوب التى نددت بشدة بكل ما كان يحدث فى فلسطين وكل الجرائم التى ارتكبت بحق الشعب الفلسطينى الشقيق، شكرا لكل مَن شارك لوقف إطلاق النار وشكرا لوطننا مصر لدورها الكبير والريادى فى نجاح الهدنة الإنسانية، التى بإذن الله تنطلق اليوم وتستمر لتعود لوحة غزة الجميلة، التى نحلم ونطمح فى عودتها سريعا، ومن هذا السطر لابد أن نستفيد من كل الدروس التى تدور حولنا وكم الدمار والخراب الذى أصاب الكثير من الدول التى لم تتكاتف مع قيادتها من أجل النجاة، نحن فى مرحلة ربما هى الأخطر والأكثر تعقيدا من كل ما مضي، مرحلة البناء والتطوير، أتمنى أن نستوعب جميعا الدرس وندرك قيمة الأرض وقيمة الوطن وقيمة الأمن والاستقرار، أن ندرك قيمة البيوت الآمنة، قيمة لمة العيلة دون خوف من الظلام يا أهل مصر حافظوا عليها ودائما تحيا بلادنا مستقرة وآمنة.