ربما من يقرأ المشهد فى المنطقة العربية يشعر بكثير من القلق والذعر، للأسف هناك من يشعل نيران الحرب، هناك من يخطط لتحقيق أغراض خبيثة ولا يخفى على أحد ما يدور فى لبنان الآن وما يحدث فى فلسطين منذ شهور، لا أعرف أين العالم المدعى التحضر، أين دول حقوق الإنسان، أين دفاعهم عن الإنسانية، كل يوم نشاهد مئات من مقاطع الفيديو لبيوت دمرتها أسلحة العدوان الصهيونى الغاشم على البلاد العربية، بيوت تحولت لرماد بفعل مجرم معلوم لكل العالم، مدن بأكملها لم تعد موجودة بفعل فاعل، وأطفال تشرد وتقتل ونساء وشيوخ يموتون ولا أحد يسمع استغاثتهم. قُتل أطفال فلسطين والعالم يشاهد والآن يقتل أطفال لبنان وتدمر بيوت أهلها والعالم نفسه يشاهد ويستمتع بتلك المناظر اللاإنسانية، أين مبادراتكم التى كانت تدعى البحث عن السلام فى العالم، أين حملاتكم الدولية للحد من العنف ضد الإنسان والحيوان، أين أنتم من كلماتكم الجميلة التى أثبت الواقع كذبها وتزيّفها، يا سادة ما يحدث حولنا يحتاج الحكمة فى كل قرار وأنا أثق فى الدولة المصرية بقيادتها الحكيمة الباحثة دوما عن السلام والاستقرار فى المنطقة بأكملها، علينا جميعًا فى تلك المرحلة المهمة من عمر الخريطة العربية والواقع المخيف الذى فرض نفسه أن نتكاتف من أجل السلام، أنا نتكاتف من أجل الاستقرار، أنا نتكاتف من أجل أرضنا وبلادنا، أن نتكاتف من أجل الإنسانية وعودة الهدوء فى كل مكان، أثق فى دور مصر الريادى المعتاد للتدخل فى محاولة لمعالجة الأمور والوصول لهدنة حقيقية توقف نزيف الدماء وتأمين الإنسان، علينا جميعًا أن ندرك حجم الخطر ونعرف قيمة ما يحدث حتى نقوم بواجبنا الوطنى والوقوف خلف بلادنا ونضع كل مصالحنا الفئوية خلف ظهرنا فلا صوت يعلو الآن فوق صوت مصر وأمنها وسلامتها، حفظ الله وطننا الغالى وحفظ الله المنطقة العربية من دمار الحرب وأعاد السلام لكل البلاد التى لا تنام من الخوف من تهديد ودمار الحرب.