عصابات الأمن السيبراني هى مجموعات متخصصة فى تنفيذ عمليات احتيال إلكتروني باستخدام أدوات وتقنيات متقدمة. تستهدف هذه العصابات الأفراد والشركات عبر الإنترنت لتحقيق مكاسب مالية أو للحصول على معلومات حساسة.. ومع التطور السريع فى العالم الرقمي، أصبحت هذه العصابات، تشكل تهديدًا كبيرًا لملايين المستخدمين فى مصر، سواء الأفراد أو المؤسسات.. تتنوع أساليب النصب الإلكتروني بين الروابط الوهمية التى تبدو حقيقية، والمكالمات المجهولة التي تدعى أنها من جهات رسمية، وصولًا إلى رسائل البريد الإلكترونى المخادعة التى تهدف لاختراق حساباتك وسرقة بياناتك.. فى هذا التحقيق، «الأخبار» تستعرض أبرز أشكال النصب الإلكتروني التى يستخدمها المحتالون، وتكشف التقنيات التى يعتمدون عليها للإيقاع بضحاياهم. كما نقدم حلولًا ونصائح لحماية نفسك وأموالك فى عالم يزداد فيه التحدى السيبرانى. البداية من بعض الأرقام والإحصاءات المهمة.. فقد شهدت مصر تزايدًا ملحوظًا فى جرائم الاحتيال الإلكتروني فى السنوات الأخيرة، حيث سجّلت وزارة الداخلية أكثر من 1٫200 بلاغ عن عمليات نصب إلكترونى خلال الربع الأول من عام 2024، وتم ضبط 500 متهم مرتبط بهذه الجرائم، بما فى ذلك تشكيلات عصابية متخصصة. تركز هذه العمليات على استخدام إعلانات وهمية وروابط احتيالية ومنصات تدّعى تقديم أرباح استثمارية،.. أحد أبرز الأساليب المستخدمة هو التصيّد الإلكترونى باستخدام روابط تشبه واجهات المواقع الموثوقة لجمع بيانات حساسة، بالإضافة إلى استخدام رموز QR المزيفة والبريد الإلكترونى الاحتيالى. العصابات السيبرانية تستغل الذكاء الاصطناعى لتصنيع فيديوهات وهمية لإقناع الضحايا بتحويل أموال.. والعديد من الطرق سنشرحها في هذا التحقيق. ◄ عوالم خفية.. «لينكات» مفخخة وتصيّد رقمي والضحية آخر من يعلم لينك وهمى مصحوب بعبارة «اضغط هنا».. يقوم الضحية بالنقر عليه وبعد ذلك يقع القط فى المصيدة.. فقد أصبحت هذه الكلمة ترسل لنا بصحبة روابط للضغط عليها والحصول على خصومات أو جوائز أو حتى دقائق مجانية من شركات الاتصالات، ولكن انتبه فهذا الرابط هو فخ الاختراق لهاتفك والاستيلاء على أموالك بالبنوك فلا تضغط عليه لأى سبب من الأسباب، للحفاظ على سرية بياناتك.. وفى الآونة الأخيرة، حذرت شركات الاتصالات والهيئة القومية للبريد وبعض البنوك عملاءها من الدخول على روابط غير رسمية أو الاستجابة لرسائل مفبركة تطلب من العملاء معلومات وتفاصيل عن حساباتهم أو بياناتهم الشخصية. ◄ مفتاح للاختراق زادت طرق الاحتيال والنصب فى الآونة الأخيرة عبر اختراق مواقع التواصل الاجتماعى، وأبرزها واتس آب وفيس بوك وماسنجر، حيث ينتحل فيها الهاكر صفة زميل عمل أو أحد الأقارب طالباً مبلغاً مالياً أو يرسل كوداً وهمياً لدخول أحد الجروبات، والهدف من هذه المحاولات اختراق الحسابات من خلال أكواد التحقق، فالرابط يأتى مع ميزة أو شيء براق للفت نظرك إليه وتقوم بفتحه ويتم اختراقك بسهولة لهذا احترس من كلمة «اضغط هنا» فهى مفتاح الاختراق والاستيلاء على كل ما تملك. وعندما يتم إرسال الرابط من أحد الأصدقاء، فلابد من التأكد منه لأن المخترق يرسل لكافة قائمة الأصدقاء عند شخص محدد فيقوم بإرسال نفس الرسالة لهم لكى يقتنع المستخدم ويطمئن ويفتح الرابط. لهذا لابد من الحذر أثناء فتح الرابط، حيث تأتى هذه الروابط على الواتساب أو البريد الإلكترونى وتلعب على الجانب النفسى لكل شخص وهو الحصول على العروض أو الهدايا المقدمة. ولكن أقول لك، لا تضغط على الرابط المرسل لأنها محاولة اختراق واضحة ويتم من خلالها الحصول على كل المعلومات الخاصة بحساباتك البنكية وحساباتك الشخصية. هندسة اجتماعية وهناك صورة أخرى للاختراق والاحتيال وهى إرسال رسالة نصية على الهاتف من شخص يدعى أنه من البنك ويريد تأكيد البيانات الخاصة بحسابك. وعندما تعطيها له، يتم سحب كل الأموال الخاصة بك. لهذا لابد من المحافظة على كلمة السر الخاصة بحسابات البنوك أو الحسابات الشخصية لعدم اختراقها. وعلى هذا النهج، قامت البنوك بعمل حملة توعية لجميع الفئات بعدم الإفصاح عن كلمة السر الخاصة بك لأى شخص للحفاظ على أموالك من السرقة والاحتيال. وتسمى هذه العملية «الهندسة الاجتماعية» وهى الاقتراب من الشخص ومعرفة معلومة عنه للحصول على أرقام البطاقات الائتمانية باستخدام أدوات الذكاء الإصطناعي. ◄ الاستثمار الوهمي عبر الهاتف: حلم الثروة أم فخ البيانات؟ يبدو أن حماية بياناتك تبدأ بعدم تصديق الأحلام السهلة.. فقد انتشرت فى الآونة الأخيرة تطبيقات ومنصات على الهواتف الذكية تدّعى أنها تقدم أرباحًا مالية كبيرة بمجرد النقر أو أداء مهام بسيطة مثل مشاهدة الإعلانات أو التفاعل مع محتوى معين. هذه التطبيقات، التى تستهدف المصريين وغيرهم، تثير تساؤلات حول حقيقتها وما إذا كانت فرصة استثمارية أم وسيلة خبيثة للاختراق. ووفقًا لخبراء الأمن السيبراني، تُعتبر معظم هذه التطبيقات مجرد حيل احتيالية تهدف إلى خداع المستخدمين للحصول على بياناتهم الشخصية. غالبًا ما تطلب هذه التطبيقات أذونات واسعة النطاق، مثل الوصول إلى الرسائل أو جهات الاتصال أو حتى الكاميرا، مما يجعلها وسيلة مباشرة لاختراق الأجهزة وسرقة المعلومات.. ولعل أبرز هذه المنصات تيليجرام، لذا ينصح الخبراء بتجنب تحميل أى تطبيق غير موثوق، والتحقق من تقييماته ومراجعات المستخدمين. كما يجب الامتناع عن مشاركة أى بيانات مالية أو شخصية عبر هذه المنصات، وتحديث برمجيات الحماية على الهواتف باستمرار. لذا فيجب أن نعلم أن النقر والتكبيس عبر التطبيقات المختلفة لن يجعلك ثريًا بقدر ما يجعلك تخسر الكثير من بياناتك الشخصية ويجعلك عرضة للنصب والاحتيال. ◄ تحذير: لا ترد على هذه الأرقام خلال الأيام الماضية، تزايدت بشكل ملحوظ شكاوى المصريين من استقبال مكالمات دولية غريبة من أرقام غير معروفة تتبع دولًا مختلفة. هذه المكالمات، التى غالبًا ما تُقطع بعد رنة أو اثنتين، أثارت قلق المستخدمين بشأن علاقتها بالنصب الإليكترونى أو محاولات اختراق الهواتف. وفقًا لتصريحات خبراء فى الأمن السيبرانى، فإن هذه المكالمات قد تكون جزءًا من مخططات احتيالية تعرف ب «وونكرى» (Wangiri)، حيث يُغرَّر بالضحية للرد أو إعادة الاتصال، ما يؤدى إلى فرض رسوم دولية عالية أو اختراق بيانات الهاتف عبر البرمجيات الضارة فلا ترد على هذه الأرقام. تشير الإحصائيات إلى أن مصر شهدت ارتفاعًا فى جرائم النصب الإليكتروني بنسبة 25% فى 2024 مقارنة بالعام السابق. وأكدت التحقيقات أن بعض هذه العمليات بدأت بمكالمات مجهولة.. ولحماية نفسك، ينصح الخبراء بعدم الرد على الأرقام المجهولة، خاصة الدولية منها، وتجنب إعادة الاتصال. كما يجب التحقق من التطبيقات المثبتة على الهواتف لتجنب تحميل برمجيات خبيثة بالخطأ. ◄ روشتة نصائح لتأمين عالمك الرقمي ◄ الخبراء: تغليظ عقوبات الجرائم الإلكترونية لحماية المستخدمين ◄ السخونة والبطء.. علامات تظهر على الهاتف تدل على اختراقه ◄ الروابط الوهمية تلعب على الجانب النفسي وتعرضك للاختراق ◄ نشر الوعي بأحدث أساليب الاحتيال فى عالم يزداد اعتمادًا على التكنولوجيا يومًا بعد يوم، أصبحت التهديدات السيبرانية والنصب الإلكترونى تحديًا متزايدًا يهدد خصوصيتنا وأماننا المالى. من الروابط الوهمية التى تُغريك بالضغط عليها إلى المكالمات الدولية المجهولة التى تهدف لسرقة بياناتك الشخصية، تنوعت أساليب المحتالين لتواكب التطور الرقمي. في هذا التقرير، نستعرض روشتة من النصائح العملية لحماية نفسك من هذه المخاطر. كنا قد ألقينا الضوء على أساليب النصب الشائعة، وكيفية التعرف عليها، الآن نتعرف على خطوات سهلة وفعّالة لتأمين بياناتك وأجهزتك الإلكترونية. حماية نفسك تبدأ بمعرفة المخاطر، وهذا ما سنقدمه لك هنا. في البداية تؤكد النائبة مها عبد الناصر، عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، أن النصب يظل نصباً سواء كان إلكترونياً أو بطرق أخرى، ويجب مواجهته، خاصة أن الذين يقومون بمثل هذه الأعمال حريصون دائماً على التطور فى طرق النصب. وتشير إلى أننا الآن أمام جريمة متسلحة بالتكنولوجيا، وهذا هو المخيف فى الأمر، خصوصاً أن هؤلاء المنفذين لهذه العمليات يستخدمون التكنولوجيا بأسوأ صورها ويستغلون ضعف معرفة البعض بالتكنولوجيا.. وتوضح أن طرق النصب الإلكترونى تتطور يومياً، وستظل هذه العملية مستمرة، ويجب أن نكون دائماً مستعدين لها، خاصة أن هذه المعركة ستدوم نتيجة حرص هؤلاء الأشخاص على الابتكار فى طرق النصب. ولعل أبرز الطرق التى يتم استخدامها هى إرسال الرسائل المفيرسة، التى بمجرد فتحها يقوم مرسلها بسرقة كافة المعلومات والبيانات والأرقام السرية. وترى عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب أن مواجهة هذه الكارثة يجب أن تبدأ بالإعلام بالتنسيق مع الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات فى حملة توعية للمواطنين، توضح مخاطر هذه العمليات عن طريق تعليمهم كيفية الحفاظ على بياناتهم، سواء البنكية أو أى بيانات أخرى، وألا يخبروا أحداً بالرقم السرى لبطاقاتهم البنكية والتحقق من أمان الرسائل التى تصلهم، وألا يقوموا بفتح أى رسائل مجهولة المصدر.. علاوة على أهمية تغليظ عقوبات الجرائم الإلكترونية لحماية المستخدمين. ◄ روابط مفخخة ويلتقط منها طرف الحديث المهندس زياد عبد التواب مقرر لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة بأن الرابط يأتى مع ميزة أو شيء براق للفت نظرك إليه وتقوم بفتحه ويتم اختراقك بسهولة لهذا احترس من كلمة «اضغط على هذا اللينك» فهو مفتاح الاختراق والاستيلاء على كل ما تملك.. وأضاف أن عندما يتم إرسال الرابط من أحد الأصدقاء فلابد من التأكد منه لأن المخترق يرسل لكافة قائمة الأصدقاء عند شخص محدد فيقوم بإرسال نفس الرسالة لهم لكى يقتنع المستخدم ويطمئن ويقوم بفتح الرابط، لهذا لابد من الحذر أثناء فتح الرابط جد!، حيث تأتى هذه الروابط على الواتساب أو الإيميل الإلكترونى وتلعب على الجانب النفسى لكل شخص وهو الحصول على العروض أو الهدايا المقدمة ولكن أقول لك لا تضغط على الرابط المرسل لأنها محاولة اختراق واضحة ويتم من خلالها الحصول على كل المعلومات الخاصة بحساباتك البنكية وحساباتك الشخصية. ◄ قرصنة من نوع آخر ونوه المهندس إسلام غانم خبير تكنولوجيا المعلومات أن القرصنة الإلكترونية اختلفت هذه الأيام.. فبات النصب والتصيد الإلكترونى يعمل بالذكاء الاصطناعى، وذلك بأطر وطرق مختلفة ومنها: «تحليل الصوت من تسجيلات للشخص قديمة ويتم دمجها على الكلمات التى يريد الشخص الاحتيال بها ليحصل على المصداقية مع استخدام صور له أيضا وبذلك تتم عملية القرصنة والاحتيال». وأضاف غانم أنه من الصعب اكتشاف القرصنة الإلكترونية بالذكاء الاصطناعي، ولا يمكن أن يكتشفه الأشخاص غير المتخصصين فى مجال البرمجة والذكاء الاصطناعى لأنهم ليسوا على وعى كبير ببعض الأدوات التى يمكن أن توضح إذا كان هذا الشخص حقيقياً أم هاكر يستخدم الذكاء الاصطناعى، ولتجنب هذا «لا تصدق الشاشات» فهى خادعة ولا تصدق إلا الاتصال الهاتفى فقط، مع معرفة شخصية المتصل. وأكد غانم أن المؤسسات الأمنية لا يمكن اختراقها من الذكاء الاصطناعى حيث إنها تعتمد على أساليب وبرامج أمنية عالية التحكم، وتستخدم أيضاً الهواتف المشفرة للتحدث بين أفرادها لكى لا تعطى الفرصة لأى ثغرة للاختراق من البرامج التكنولوجية الجديدة.. واختتم بأن الذكاء الاصطناعى يمكن استخدامه لإنشاء برامج ضارة وصياغة رسائل بريد إلكترونى تصيدية مقنعة ونشر معلومات كاذبة عبر الإنترنت. وقدم غانم بعض النصائح المهمة منها التأكد من المواقع قبل التعامل معها، عن طريق التحقق من اسم النطاق (Domain) وتجنب المواقع ذات العناوين الغريبة.. وأيضا استخدام برامج الحماية تثبيت برامج مكافحة الفيروسات والجدران النارية، وأضاف غانم بأنه يجب الحذر من الرسائل المجهولة وعدم فتح الروابط أو تحميل الملفات من مصادر غير معروفة علاوة على التأكد من التشفير عن طريق البحث عن علامة القفل فى شريط العنوان للتأكد من أمان الموقع، كما طالب بعدم مشاركة البيانات الشخصية وعدم تقديم أى معلومات شخصية أو بنكية عبر الإنترنت إلا بعد التحقق من الجهة، وأشار خبير تكنولوجيا المعلومات بأن تفعيل المصادقة الثنائية مهم جداً لزيادة الأمان لحساباتك عن طريق المصادقة الثنائية والتحقق الدورى من الحسابات، مطالباً المواطنين بالإبلاغ عن عمليات النصب والتواصل مع الجهات الحكومية المختصة مثل شرطة الإنترنت واستخدام خدمات الإبلاغ الإلكتروني. ◄ تهديد حقيقي أما اللواء فاروق المقرحي، عضو مجلس الشيوخ، فيرى أن العالم الآن يشهد تسارعاً كبيراً فى عمليات التطور التكنولوجى والتحول من العالم الواقعى إلى العالم الرقمى، الذى يسجل تطوراً متسارعاً يصعب إيقافه. ولكن تبقى المشكلة الكبرى من هذا التطور هى المخاطر المتزايدة التى تصاحب عصابات الأمن السيبرانى، التى تستخدم أحدث التقنيات لارتكاب جرائم النصب والاحتيال. ويشير إلى أن انتشار هذه الجرائم يمثل تهديداً حقيقياً لأمن وسلامة أفراد المجتمع، خاصة مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا فى حياتنا اليومية، وتستهدف هذه العصابات شرائح واسعة من المجتمع، مستغلة جهلهم بأحدث أساليب الاحتيال، بالإضافة إلى الأمية والاستهتار العالى فى التعامل مع هذه التكنولوجيا. ويوضح المقرحى أبرز طرق النصب التى تستخدمها هذه العصابات، مثل التقليد الصوتى، حيث يقوم المحتالون بتقليد صوت أحد معارف الضحية ويطلبون منه مبالغ مالية عاجلة، بالإضافة إلى انتحال صفات وقيام عصابات الأمن السيبرانى بالتظاهر بأنهم موظفون فى مؤسسات حكومية أو شركات معروفة، ويطلبون معلومات شخصية حساسة. ويضيف أن هناك طرقاً أخرى تستخدم فى النصب، مثل الرسائل النصية الاحتيالية التى يتم فيها إرسال رسائل نصية تحتوى على روابط خبيثة بهدف سرقة البيانات الشخصية، وأيضاً هناك التطبيقات المزيفة التى تعمل على تطوير تطبيقات مزيفة تشبه التطبيقات الشهيرة بهدف جمع بيانات المستخدمين. ويرى المقرحى أن مواجهة هذه الجرائم تتطلب تضافر جهود جميع أفراد المجتمع ولا سيما الإعلام الذى يقع على عاتقه مسئولية توعية الجمهور بأخطار هذه الجرائم وكيفية الوقاية منها، لذا يجب على وسائل الإعلام المختلفة أن تلعب دوراً محورياً فى نشر الوعى بأحدث أساليب الاحتيال، وتقديم النصائح والإرشادات اللازمة لحماية البيانات الشخصية. ويكمل أنه يجب أيضاً على المواطنين القيام بدورهم بأن يكونوا أكثر حذراً، وألا ينساقوا وراء العروض المغرية والرسائل المشبوهة كما يجب عليهم التحقق من صحة المعلومات قبل مشاركتها أو اتخاذ أى إجراء.. ويشدد مساعد وزير الداخلية الأسبق وعضو مجلس الشيوخ على أن مكافحة جرائم الأمن السيبرانى تتطلب تضافر جهود الدولة والمجتمع، والعمل على سن التشريعات اللازمة، وتعزيز قدرات الأجهزة الأمنية، وتوعية المواطنين بأهمية الحذر واليقظة. ◄ أساليب متنوعة ويحذر د. حسام النحاس، أستاذ الإعلام بجامعة بنها وخبير الإعلام الرقمى، من تزايد وتطور عمليات النصب والاحتيال الإلكتروني التى تنفذها عصابات الأمن السيبرانى والتطور الكبير فى طرق النصب والاحتيال التى يتم استخدامها.. ويضيف أن هذه الجرائم تشكل تهديداً كبيراً للأفراد والشركات والمؤسسات على المستوى المحلى والإقليمى والعالمى، نظراً لسرعة انتشارها واستخدام هذه العصابات لتقنيات متطورة لجذب الضحايا والاحتيال عليهم. ويشير إلى أن هذه العصابات تستخدم أساليب متنوعة للنصب، منها: اختراق الأجهزة الإلكترونية، وتقديم عروض مغرية لجمع البيانات الشخصية، واستغلال التطبيقات والبرامج المجانية غير الموثوقة على المتاجر الإلكترونية وتمثل هذه التطبيقات خطورة كبيرة نظراً لأنها تطلب صلاحيات واسعة على أجهزة المستخدمين، مما يتيح للقراصنة الوصول إلى معلوماتهم الشخصية واستخدامها لأغراض غير مشروعة، وتحويل الجهاز المصاب إلى أداة للتجسس والمراقبة المستمرة. ويرى النحاس أن مواجهة هذه المشكلة تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة على عدة مسارات أولها المسار التقنى والتكنولوجى والذى يشمل تطوير برامج الحماية وتدريب الأفراد على كيفية استخدامها، بالإضافة إلى تدريس الأمن السيبرانى فى المدارس والجامعات لرفع مستوى الوعى العام، أما المسار الثانى فهو المسار التوعوى والذى سيتم الاهتمام فيه بالإعلام فى المقام الأول لنشر التوعية حول مخاطر الجرائم الإلكترونية وكيفية الوقاية منها، بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية واسعة النطاق وعقد دورات ومؤتمرات توضح مخاطر هذه الجرائم وطرق الوقاية منها. ويوضح النحاس أن المسار الأخير هو المسار التشريعى وسرعة سن قوانين صارمة لمكافحة الجرائم الإلكترونية وتجريم مرتكبيها، والعمل على تشكيل مجلس أعلى للأمن السيبرانى لوضع استراتيجيات وطنية لحماية البيانات والمعلومات.. ويناشد أستاذ الإعلام بجامعة بنها جميع المؤسسات الحكومية والخاصة بضرورة التكاتف والتعاون لمواجهة هذا التحدى الكبير، وحث المواطنين على توخى الحذر والابتعاد عن أى ممارسات قد تعرضهم للاختراق أو النصب. ◄ ثقافة تكنولوجية أما المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات فيرى أن البرامج الجديدة التى تتيح التعاملات البنكية بها الكثير من الخدمات ولكن المستخدمين لها لا يعرفون ما يفعلونه لاستخدامها بشكل آمن، لأن الجهل بهذه الخواص يجعلهم عرضة للنصب والاحتيال الرقمى، وأوضح أنه يجب التأكيد على ضرورة التوعية بالخدمات التكنولوجية وخاصة التعاملات البنكية أو المادية سواء فى التطبيقات الخاصة بتحويل المال أو المحافظ الإلكترونية التى تخص شركات المحمول، فهى أيضا يتم النصب من خلالها ولكن عن طريق الأكواد، لذا لابد من التأكد وتوخى الحذر فى التعاملات المالية مع الأشخاص غير المضمون مصدرهم، وتعزيز الثقافة الرقمية. وقدم حجاج بعد طرق الحماية من الاحتيال الإلكترونى، ومنها: عدم الاستجابة لأى مكالمات هاتفية أو رسائل نصية تطلب منك الإفشاء عن معلومات خاصة بحساباتك المصرفية أو بطاقاتك الإئتمانية أو الإفصاح عن رمز التحقق الذى يصل إلى جوالك من الجهة المالية.. علاوة على أهمية عدم التعامل مع جهات غير مرخصة لحماية جهاز الحاسب الآلى وجوالك من الاختراق بتركيب برامج ووسائل حماية فعالة لجعل استخدام الإنترنت أكثر أمانًا.. بالإضافة إلى فحص إشعارات البنك الخاصة بمعاملاتك المصرفية وكذلك كشف الحساب لبطاقاتك الإئتمانية لمراجعة العمليات المالية المنفّذة.. وإبلاغ البنك فوراً عن أى عملية احتيال تتعرض لها لأخذ الإجراءات اللازمة وتوعية عملاء البنك الآخرين.. وأكد حجاج على أهمية تغيير اسم المستخدم والرقم السرى الذى تستخدمه للخدمات المصرفية عبر الإنترنت بصورة دورية.. واختتم حجاج بنصيحة مهمة وهى الابتعاد عن مواقع الاستثمار الوهمية التى تدّعى توفير عوائد استثمارية مرتفعة وغير واقعية وأيضاً مواقع الخدمات المزيفة التى تعرض تقديم خدمات مثل تحديث بيانات، تسجيل حسابات رسمية، أو استعادة حسابات مخترقة.. فهم يقومون بإرسال برمجيات خبيثة تُزرع فى أجهزة الضحايا لسرقة البيانات أو قفل الجهاز للمطالبة بفدية. ◄ علامات الاختراق وعن التصرف الصحيح فى حالة اختراق الهاتف بالفعل أوضح حجاج أن هناك طريقة لمنعه وهى استعادة ضبط المصنع للجهاز وتنزيل التطبيقات مرة أخرى وتغيير كافة كلمات المرور على السوشيال ميديا وعدم تكرارها لابد من اختلافها فى كل حساب حتى لا تصبح سهل الاختراق بعد ذلك، منوهاً على عدم استخدام «الواى فاي» فى الأماكن العامة لأن بإمكانه سحب كافة البيانات الخاصة بك من جهازك عن طريق التجسس بالواى فاى.. مشيراً إلى أن هناك علامات تظهر على الهاتف تدل على اختراقه وهى ارتفاع حرارة الهاتف والبطء الشديد به وانتهاء باقة الإنترنت سريعاً دون استخدام، هنا عليك التأكد بأن هاتفك قد يكون معرضاً للاختراق.