د.أشرف أنت نقيب رائع ومسئول «جدع»، وصاحب قرار وإنجازات ومواقف، ولكنك فنان ومبدع أولا وأخيرا أنا شخصيا من أكثر المعجبين والمؤيدين لأسلوب د.أشرف زكى نقيب الممثلين فى إدارة النقابة وحرصه على حمايتها، والاهتمام بكل صغيرة وكبيرة، واهتمامه الكبير بالجانب الإنسانى للممثلين. د.أشرف زكى بالفعل صاحب شخصية قيادية ناجحة، وحريص على دعم زملائه، ونجح فى تطوير النقابة، وتوفيرخدمات للفنانين، وحريص أيضا على الاهتمام بالفنانين الكبار فى الأزمات، وزيادة معاشاتهم، ويكفى افتتاحه دور الرعاية الرائع الخاص بكبار الفنانين، وكل هذه الانجازات جعلته بالفعل يحظى بمحبة واحترام زملائه فى الوسط الفني، بل و من خارج الوسط أيضا. كل هذا لا يمكن إنكاره، ولكنى لا أنكر أيضا أننى فى الفترة الأخيرة أجد بعض القرارات ظاهرها الحسم، وباطنها التعسف الذى قد يتلامس أحيانا مع خط الترهيب، وشعرة رفيعة يا د.أشرف بين الحسم والترهيب. فلا أعرف ما هو وجه الإهانة فيما قاله الفنان عمر متولى حول النجم الكبير شكرى سرحان، من أنه حظى بنجومية كبيرة تفوق موهبته، هو فى النهاية مجرد رأى شخصى، وحتى لو قيل من خلال برنامج ترفيهى أو كوميدى، فلن يقلل بالتأكيد من شأن النجم الكبير أوغيره، وكان من الممكن أن يمر الأمر مرور الكرام، لولا تدخلك يا د.أشرف «كنقيب»، وتضخيم الأمر، وتحويله لقضية، والتهديد بأنك لن تسمح بإهانة الرموز، ولم أجد أيضا مبررا لاعتذارك «كنقيب» لأسرة الفنان الكبير شكرى سرحان عن الإهانة، رغم أن الأمر فى الحقيقة لم يكن به أى إهانة. الأمر فى النهاية لا يتعدى أذواق شخصية، وأنا شخصيا أعرف أشخاصا أصحاب قامات رفيعة، لايروق لهم صوت الفنانة الكبيرة أم كلثوم، ويرونه صوتا خشنا يفضلون عليه صوت أسمهان أو فيروز، فهل إعلان رأيهم، يعد جريمة تستوجب العقاب أو حتى الاعتذار، وهل رأيهم هذا يقلل من قيمة أم كلثوم، وهل إعلان رأيهم يظهرنا أمام العالم وكأننا لا نحترم رموزنا. قبل هذه المشكلة كانت هناك مشكلة أخرى من د.أشرف، رأيت بها بعض التعسف، وهى مشكلة فيلم التاروت الذى رفضت إعطاءه التصاريح اللازمة بسبب استعانة المخرج ببلوجر فى الفيلم، بالمخالفة لقرارك بعدم الترخيص بالتمثيل للبلوجرز أو لاى شخص لا يحمل عضوية النقابة ، التعسف الذى رأيته هنا، أن البلوجر وقتها أكد أنه شارك فى الفيلم بشخصيته الحقيقية واسمه الحقيقي، حيث كان المشهد يتحدث عن البلوجر وأراد صناع الفيلم الاستعانة ببلوجر حقيقى، ومع ذلك تم ايقاف الفيلم، وبصراحة أنا هنا اتفق مع صناع العمل، وأرى أن الاستعانة ببلوجر حقيقى يخدم العمل أكثر، وأن الرفض هنا هو تعسف حقيقى لا مبرر له. بالمناسبة الإعلامى الكبير عمرو أديب شارك أخيرا بشخصيّته الحقيقية فى مسلسل فقرة الساحر، فهل اعترضت النقابة، وأنا شخصيا أؤيد الفكرة وأراها فكرة ذكية وجماهيرية من صناع العمل. د.أشرف أنت نقيب رائع ومسئول «جدع»، وصاحب قرار وإنجازات ومواقف، ولكنك فنان ومبدع أولا وأخيرا، والفن يمكنه أحيانا الخروج عن اللوائح الصارمة حتى يحقق الإبداع. أنا أعرف أنك تحرص دائما على واجباتك فى رعاية المهنة وحمايتها، ولكن الرعاية الزائدة قد تتحول أحيانا إلى حبل خانق.