فى صفاقة وتبجح نشرت دولة الكيان الصهيونى على صفحة موقع وزارة خارجيتها خريطة ادعت أنها تشمل حدودها التاريخية وضمت فيها أقسامًا من أراضى 4 دول عربية هى فلسطين وسوريا ولبنانوالأردن التى تجمعها بها اتفاقية للسلام تفرض بنودها منعًا على أى أطماع أو نوايا عدوانية توسعية تجاه الأردن.. نشر الخريطة التى ادعى الموقع بأنها تمثل أراضى مملكة إسرائيل التى قامت منذ 3 آلاف عام، هو ليس بالتأكيد خطأ عابراً وإنما يمثل إفصاحًا حقيقيًا عن نوايا حكومة العدو إذ سبق وظهرت الخريطة بنفس تفاصيلها فى مؤتمر لوزير المالية مجرم الحرب بتسلئيل سيموتريش الذى يتبنى أفكار الخرافات التلمودية بشأن إقامة إسرائيل الكبرى على أراضينا العربية عبر عدوان توسعى احتلالى وهو الأمر الذى يتوهم مخابيل الدولة العبرية أنه سيكون بوسعهم ذات يوم تحقيقه. السلوك الصهيونى المتغطرس بنشر هذه الخريطة المصطنعة التى تزيف التاريخ، والتى يعرف العدو بالضرورة أنها ستثير الغضب العربى أتصور بأن وراءه أوهام القوة والتفوق التى حفزها ما يريدون تسويقه أمام عصابات الاستيطان فى الأراضى المحتلة كإنجازات عسكرية فى غزة التى دمروها ولبنان التى بالكاد دخلوا مناطق محدودة من جنوبها بعد وقف إطلاق النار وسورية التى لا تملك جيشاً يدافع عنها. فالحقيقة أنه رغم التقدم الفعلى على الأرض فى غزة فإن الإنجاز الصهيونى بالقطاع لا يصنف إلا كعملية إبادة جماعية و جريمة إنسانية ضد العزل أما فى لبنان ووضعها الداخلى شديد التعقيد فقد أذلتها المقاومة وضربت عمق الأراضى المحتلة، وكان العدو هو من بادر إلى المطالبة بوقف إطلاق النار هربًا من نزيف الدم ومتلازمة الرعب التى ألمت بالمستوطنين وهو العدو و قبل غيره يعرف أنه لم يكن ليتقدم بالجنوب. وأخيرًا أجزم بأن العدوانية واللصوصية التى تفضحها هذه الخريطة، لم يتجاسر العدو على أن يطال بها مصر التى يزعمون أنه من حدود نيلها تبدأ أرضهم الموعودة لسبب واحد هو جيش مصر الذى نحمد الله أنه يرهبهم.