منذ أيام قليلة؛ خرج قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع (الجولاني) في تصريحات له يقول إن المرحلة الانتقالية ستستغرق 4 سنوات لإعداد دستور جديد وانتخابات رئاسية. اقرأ أيضا: حرب تصريحات بين إيرانوسوريا.. دمشق تودع معسكر الشرق وتتجه نحو النفوذ الغربي ولاشك أن العملية الانتقالية في سوريا ليست بالأمر السهل لأن عدد السكان السوريين غير معلوم وغالبيتهم مهجرين في مختلف دول العالم حتى الآن ويحتاجون إلى عودتهم لبلادهم لاستخراج بطاقات هوية وتسجيلهم على منظومة الانتخابات وإجراء إحصاء وحصر عددي لهم حتى نضمن عدم التلاعب في نتائج الانتخابات، إذا اكتملت فعلا العملية الانتقالية! لكن طبعا إعادة السوريين من المهجر يتطلب استقرار اقتصادي غير موجود في سوريا التي باتت خزائنها خاوية ولا يوجد بها احتياطي نقدي أجنبي وعملتها المحلية منهارة واقتصادها منهار فكيف سيعيش سكانها في هذا الواقع الصعب لاسيما المنازل المهدمة وغياب الخدمات الأساسية من الصحة والتعليم والغذاء. لكن رغم هذه المعوقات فإن ال4 سنوات التي تحدث عنها أحمد الشرع تهدف إلى تصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين خاصة الأكراد، وتمكين وسيطرة هيئة تحرير الشام على مفاصل الدولة ومؤسساتها الجديدة وهو ما اتضح في تشكيل الحكومة الجديدة التي جاءت ممثلة لطيف أو فصيل واحد هم السنة مع غياب للعلويين والأكراد والدروز. وبحسب الخبراء؛ فإن الصدام بين هيئة تحرير الشام والأكراد سيحدث مهما طال الوقت أو تم الإدعاء بغير ذلك لأن الشرع تحركه تركيا العدو اللدود للأكراد والتي تعتبرهم منظمة إرهابية ويشكلون خطرا على أمنها القومي بسبب أجندتهم التي تهدف لإقامة حكم ذاتي قد تصل عدواه لأكراد تركيا، وبالفعل حصلت اشتباكات مسلحة بين فصائل سورية مدعومة من تركيا وقوات قسد الكردية في خطوط التماس وهو ما يمهد لاشتباكات أوسع بعد تأكيد تركيا على أن الأكراد لن يكونوا جزءا في الدولة السورية الجديدة. ويريد أحمد الشرع البقاء على رأس إدارة البلاد في سوريا كي يمهد الطريق لسيطرته على مقاليد الأمور وإعداد دستور في صالحه وإجراء انتخابات شكلية توصله للسلطة لكن ذلك يتم بعد التخلص من الخصوم السياسيين وأبرزهم الأكراد وبالتأكيد العلويبن إن ظهرت منهم بوادر معارضة. الحقيقة أن سوريا تمر بمرحلة مفصلية خطيرة وهي أمام تهديد كبير وقد تنزلق إلى نموذج ليبيا التي تتنازعها جماعات وفصائل متناحرة أو نموذج أفغانستان الذي استطاعت حركة طالبان فيه هزيمة باقي الفصائل المسحلة المعارضة لها والسيطرة على الحكم وإعلان إمارة إسلامية يعاني سكانها من الفقر والحرمان والفشل الاقتصادي.