كنتُ شاهدًا على بكاء طالب بحُرقة فى جامعة الأزهر، وهو يتسلم ملفه من شئون الطلاب بإحدى الكليات، بعد استنفاد مرات الرسوب فى السنة الأولى؛ بسبب فشله فى حفظ المقرر عليه من القرآن الكريم بعد تعرضه لمرض أثر على قدرته على الحفظ. مشكلة عدم القدرة على الحفظ هى معضلة فئة من طلاب الأزهر، ولا شك أن حفظ القرآن وتدبر معانيه، والعمل به، هو ضمان النجاة للمسلم فى الدنيا والآخرة، والأمر سهل لمن يمتلك القدرة على ذلك، وهنا أتساءل: ماذا يفعل الطالب الذى لا يستطيع حفظ القرآن، رغم أنه يستطيع الإلمام بتفسيره مثل ملايين المسلمين؟ أرى أن القرآن الكريم والسنة النبوية حثَّانا على العمل بما جاء فى كتاب الله، أما الحفظ فهو درجة كمال، تجمع بين حفظ النص وتدبره، كما أن هناك ملايين المسلمين لديهم موهبة حفظ كتاب الله بقراءاته العشر رغم أنهم ليسوا أزهريين. وبصفتى أزهرياً وعاصرت هذه المشكلة لزملاء كُثر حرمهم هذا السبب من كليات كم تمنوا الالتحاق بها، أتقدم لفضيلة الإمام باقتراح أتمنى أن يكون قابلًا للتشاور وهو: أن يتم تخيير الطالب بين الامتحان فى حفظ المقرر، أو الاختبار فى معانيه وتفسيره، على أن يكون الحفظ مع التفسير له درجة مستوى خاص، تميز الطالب الذى استطاع الجمع بين الحُسنيين.