ليس سهلًا لأنه ببساطة قرار بالتضحية بما يقارب نصف مليار جنيه سنويًا عوائد مالية كانت تدخل الإذاعة بعد قرار الإعلامى أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بمنع بث الإعلانات على إذاعة القرآن الكريم التى وصل سعر (الأسبوت) الإعلانى عبر أثيرها إلى الأعلى بين كل إذاعات العالم حيث بلغ متوسط ما تحققه يوميًا ما يجاوز المليون جنيه، أى ما يعادل أكثر من 40 مليون جنيه شهريًا (تقريبًا نصف مليار جنيه سنويًا) ورغم ارتفاع قيمة الرقم إلا أن ذلك لم يمنع صدور القرار الذى قوبل بترحاب شديد من جل المستمعين وكان بمثابة رسالة مبهجة واستهلال رائع وتفاؤل جماهيرى لا يشوبه الحذر من القيادة الجديدة بماسبيرو التى نجحت مبدئيًا فى رفع سقف طموحات المتابعين وأنا منهم بأن يكون القرار بداية حقيقية لتغليب القيمة وإعلاء شأن الرسالة والعودة بالمبنى العريق إلى عصر التنوير والريادة واستعادة دوره فى تنمية الوعى وتشكيل الوجدان ببرامج تخاطب الصغار والكبار بباقة متنوعة، اجتماعى، إخبارى، دينى، علمى، فنى ورياضى وغيرها من عناصر الوجبة الإعلامية التى شهدتها شاشات ماسبيرو عبر عقوده السابقة ليتحول من مجرد تليفزيون إلى جامعة شعبية، فهل نترقب المزيد من القرارات ومنها إطلاق قناة للطفل المصرى والعربى مهما كانت التكلفة عوضًا عن قناة العائلة «الأسرة والطفل» سابقًا التى أتذكر أن الهدف من وجودها كان مخاطبة الطفل المصرى ثم تحولت إلى قناة الأسرة حتى يمكن بث برامج أخرى على خريطتها ومع الوقت وبسبب العجز الفكرى وعدم القدرة على منافسة القنوات الأخرى بالمنطقة فقدت الطفولة رصيدها بالقناة التى تحولت لمسخ غريب لا شكل ولا معنى، فلا هى قناة عامة ولا متخصصة. وللحديث بقية عن باقى القرارات المنتظرة وشكرًا لمن أعاد لنا الأمل فى التطلع إلى نفض الغبار عن جواهر ماسبيرو الذى اعتدنا فى الفترة الأخيرة أن تكون حوارات مشاكله أكثر جاذبية وسخونة وتشويقًا من الحوارات على شاشاته المتنوعة.