7 سنوات سمان عاشها عالم التكنولوجيا التطبيقية بمختلف مدارسه وطلابه، على مهارات مختلف الصناعات، التى تقدمها تلك المدارس، على شكل مادة تعليمية، تجعل كل الطلاب المنتمين إليها مؤهلين لسوق العمل «الداخلى والخارجى».. فكرة ملهمة تبنتها الدولة برؤية ثاقبة، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، للارتقاء بالعملية التعليمية، وذلك من خلال الخطة الشاملة للدولة، وتماشياً مع «رؤية مصر 2030»، وسعياً لتحقيق التنمية المستدامة، بدأت الدولة فى تطوير التعليم الفنى، لتلبية احتياجات سوق العمل، من خلال تبنى إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية، لتخريج «صنايعية» بماركة مصرية مسجلة بخاتم الجودة.. شهادات «بالتلاتة» للخريجين من «التعليم» والشريك الصناعى والاعتماد الدولى مدارس التكنولوجيا التطبيقية، هى مدارس حكومية مجانية، هدفها تقديم تعليم متميز، وفق مجالات عديدة متطورة، مثل: «الذكاء الاصطناعى والبرمجيات والتسويق الإلكترونى والصناعات الميكانيكية الثقيلة والتجارة الحديثة والخدمات الفندقية والخدمات الزراعية المتطورة ومجال صيانة الطائرات، وغيرها».. هذه المدارس تعتمد على منهجية الجدارات فى إعداد الطلاب وتدريبهم داخل المصانع وأماكن التدريب العملى المختلفة والملائمة لطبيعة كل تخصص. وتقبل هذه المدارس المتميزين من خريجى المرحلة الإعدادية العامة والأزهرية، وفق معايير القبول، كما تستخدم هذه المدارس دراسة اللغات الأجنبية المختلفة كلغة تعليم إضافية على حسب كل تخصص، وتوفر معامل لغات متطورة للتدريب. اقرأ أيضًا| «المكافآت والتعيين بالمصانع».. تعرف علي مميزات مدارس التكنولوجيا التطبيقية إقبال كبير وعى كبير بدور الدولة فى مجال التكنولوجيا التطبيقية من قبل أولياء الأمور، منذ أن تم الإعلان عن قبول طلاب جدد للعام الدراسى (2024- 2025 )، ولم تمضِ ساعات منذ إعلان وحدة تشغيل وإدارة مدارس التكنولوجيا التطبيقية بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، عن بدء قبول دفعة جديدة من خريجى المرحلة الإعدادية، حتى شهدت مدارس التكنولوجيا التطبيقية، إقبالًا كبيرًا من الطلاب الخريجين من المرحلة الإعدادية، حيث تجاوز عدد المتقدمين 39 ألف طالب.. هذا الإقبال الكبير يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية هذه النوعية من التعليم التقنى، مما زاد من العبء الملقى على الوزارة فى التعامل مع هذه الأعداد الكبيرة من الطلاب والإشراف على جميع مراحل الاختبارات والتصفيات، والتى شملت أسئلة فى اللغتين «العربية والإنجليزية»، والرياضيات ومستوى الذكاء للوصول لأفضل نوعية من الطلاب لاختيار 8 آلاف طالب وطالبة. 81 مدرسة بلغ عدد المدارس العام الماضى 81 مدرسة على مستوى 22 محافظة، إلا أن هذه الزيادة لا تزال غير كافية لاستيعاب الطلب المتزايد عليها، لذا تتجه القيادة السياسية فى مصر، نحو زيادة أعداد مدارس التكنولوجيا التطبيقية سنويًا، لتشمل جميع محافظات الجمهورية، حيث يمكن أن تلعب هذه المدارس دورًا حيويًا فى تطوير الاقتصاد المصرى. وتعتبر مدارس التكنولوجيا التطبيقية، نموذجًا فريدًا للتعليم فى مصر، حيث تجمع بين الجانب النظرى والتدريب العملى، المرتبط بالشراكة مع القطاع الخاص والعمل على تطبيق أعلى معايير الجودة فى التعليم، مما يتيح للطلاب الفرصة لتدريب حقيقى فى بيئة العمل وتزويدهم بالمهارات والمعارف والسلوكيات اللازمة، ويبلغ عدد طلاب المدارس 14650 طالبًا وطالبة، و2450 معلمًا وإداريًا. 3 شهادات وتوفر للطلاب فرصًا واسعة للتطوير الشخصى والمهنى، من خلال الاهتمام بإجادة اللغات الأجنبية، والتدريب على ريادة الأعمال والإرشاد والتوجيه، مما يجعله مؤهلًا مهنيًا ونفسيًا لسوق العمل «المحلى والإقليمى والدولى»، وينفرد خريجو مدارس التكنولوجيا التطبيقية بالحصول على 3 شهادات، «الأولى» شهادة وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، و»الثانية» شهادة خبرة من الشريك الصناعى، و»الثالثة» شهادة اعتماد دولى. وتزداد فرص المتميزين من الخريجين، فى توفر فرص العمل لهم إلى جانب أحقيتهم فى استكمال الدراسة الأكاديمية فى الكليات الحكومية بعد اجتياز المعادلة، التى نص عليها قانون المجلس الأعلى للجامعات، أو الالتحاق بالجامعات التكنولوجية «بدون معادلة». حائط البطولات ونظام مدارس التكنولوجيا التطبيقية، له أهمية كبرى لدعم وتطوير التعليم الفنى فى مصر، فهى تسهم فى زيادة مستوى جودة التعليم الفنى، والارتقاء بمستوى المهارات لدى الخريجين لتتوافق مع معايير الجودة العالمية للتخصصات المختلفة، كما تسهم هذه المدارس فى دعم التنمية الصناعية والاقتصادية فى مصر، وتشجع على التفكير الإبداعى القائم على التكنولوجيا الحديثة المتطورة، من خلال الاشتراك فى المسابقات المتخصصة على المستويات «المحلية والدولية والعالمية».. إلا أن هناك قصصاً ملهمة لأجيال كبيرة فى السنوات القادمة داخل التكنولوجيا التطبيقية، منها فوز طلاب مدرسة «فولكس فاجن» فى المسابقة الدولية بالإمارات وذلك لحصول الفريق على جائزة المركز الثانى كأفضل فريق تقنيًا.. وفوز طالب بمدرسة «WE» للتكنولوجيا التطبيقية بالإسكندرية بالمركز الثانى على آسيا وإفريقيا، ضمن التصفيات النهائية للمنتدى الأفرو آسيوى للابتكار والتكنولوجيا لعام 2024، وتأهل كثير من طلاب مدارس التكنولوجيا التطبيقية والمدارس الدولية للتكنولوجيا التطبيقية فى مسابقة «ISEF» الدولية فى مجالات العلوم والهندسة ، بالإضافة إلى فوز 24 طالبًا وطالبة فى مسابقة المهارات الوطنية والتأهل للمسابقة النهائية بفرنسا، وفوز 19 فريقًا من مدارس التكنولوجيا التطبيقية فى مسابقات «فنى مبتكر». أما عن مدرسة الضبعة، فقد حقق طلاب المدرسة المركز الأول بمشروعهم فى مسابقة البحوث بجامعة النيل، والمركز الأول فى مسابقة الابتكارات العلمية والهندسية «ايزك 2024»، بالإضافة إلى المشاركة والفوز فى المسابقة الخضراء، فى مجال العلوم والتكنولوجيا والحصول على شهادة معتمدة من المنظمة المصرية الإفريقية لريادة الأعمال، والحصول على المركز الأول فى مسابقة «IEEE»، وحصول أحد طلابها على الميدالية البرونزية فى مسابقة الرياضيات، ومشاركة عدد من طلاب مدارس التكنولوجيا التطبيقية سنويًا، بمؤلفاتهم الأدبية والخيال العلمى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب. لوحة الشرف ولا ينتهى دور وحدة تشغيل وإدارة مدارس التكنولوجيا التطبيقية عند حدود ما قبل التخرج ولكن تستكمل دورها فى متابعة الخريجين، من خلال قسم الخريجين بها، حيث إن 53% من الخريجين التحقوا بسوق العمل، و43% التحقوا بالجامعات والمعاهد العليا، و18% حصلوا على الاعتماد الدولى، كما يتم التنسيق لعقد ملتقيات التوظيف لخريجى الدفعات السابقة. ويتميز خريجو مدارس التكنولوجيا التطبيقية بمهارات عالية وقدرة على الاندماج فى سوق العمل ويحظى الخريجون بالعديد من قصص النجاح التى كونت لوحة شرف يتباهى بها جميع الخريجين.. وقد استطاعت رانيا شريف السيد، إحدى خريجات مدرسة الذهب والحلى، بعد تخرجها والعمل فى مصنع الشريك الصناعى، من البدء فى مشروع خاص بها، وإنتاج منتج يحمل اسمها وتسويقه عبر الإنترنت. ونموذج ملهم آخر من الخريجين، وهو يوسف هانى، خريج مدرسة ميكاترونيات بدر، والذى التحق بكلية الهندسة جامعة عين شمس وتفوق بها. خبراء: التعليم الفنى قاطرة التنمية «شوقى»: فرص عمل فور التخرج «حجازى»: خريج بمواصفات عصرية أكد عاصم حجازى، أستاذ علم النفس والقياس التربوى بكلية التربية، جامعة القاهرة، أن من المحاور المهمة التى عملت عليها الدولة فى ملف تطوير التعليم، محورا يتعلق بربط التعليم بسوق العمل، ومحورا آخر يتعلق بتحسين الصورة الذهنية للتعليم الفنى، وقد كان لمدارس التكنولوجيا التطبيقية، دور مهم فى تحقيق تقدم كبير فى هذين المحورين تحديداً، وذلك لما تتمتع به من مزايا قل أن توجد فى أى مسار تعليمى آخر. وأضاف أن هذه المدارس تتميز بتقديمها برامج تعليمية متميزة من حيث المحتوى، ومن حيث التدريب العملى فى أماكن العمل الفعلية واكتساب خبرات مباشرة من سوق العمل، ومهارات حقيقية تجمع بين المهارات الفنية والتكنولوجية الموجودة بالفعل، ليس فى سوق العمل المحلى فقط، ولكن أيضاً فى سوق العمل الدولى، وقد لاحظنا وجود تخصصات جديدة لم تكن موجودة من قبل مثل تكنولوجيا صناعة الذهب وصناعة الأساس والطاقة النووية، وغيرها.. وأضاف أن هذه المدارس تعمل على إعداد خريج بمواصفات عصرية ويمتلك من المهارات، ما يضمن له فرص عمل جيدة فى سوق العمل، فإن الدولة أيضاً فتحت الباب أمام طموح المتفوقين والراغبين فى استكمال دراستهم الجامعية، بل والعليا أيضًا لخريجى هذه المدارس، من خلال إنشاء الجامعات التكنولوجية، وقد كان لذلك أثر بالغ فى تحسين الصورة الذهنية السلبية، التى كانت لفترة كبيرة من الزمن مرتبطة بالتعليم الفنى، وكان البعض يفضل الالتحاق بالثانوية العامة من أجل الالتحاق بأى كلية فقط للحصول على مؤهل جامعى، من أجل «الوجاهة الاجتماعية»، وبعد إنشاء مدارس التكنولوجيا التطبيقية والكليات التكنولوجية وبرامج الدراسات العليا، التى تتضمنها أصبحت كافة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، هى الأرجح لأنها توفر تعليماً جيداً وفرص عمل مجزية، إلى جانب إمكانية الحصول على مؤهلات جامعية وعلمية أعلى. وأشار إلى أنه لا يخفى على أحد ما بذلته الدولة، متمثلة فى القيادة السياسية، من مجهود لدعم وتطوير هذا النوع من المدارس، والذى يقوم أساسًا على شراكة حقيقية مع سوق العمل، وما تقدمه الدولة من مزايا مادية وتدريبية للملتحقين بها.. كل هذه العوامل، أسهمت بشكل كبير فى تحسين الصورة الذهنية لهذه المدارس، وبالتالى أصبح الإقبال عليها كبيرًا، وهو ما استدعى من الدولة التوسع فى إنشاء المزيد منها، تلبية لرغبة عدد كبير من الطلاب الراغبين فى الالتحاق بها لما لمسوه فعلياً من مزايا، يقدمها هذا النوع من التعليم. وأوضح أن عدد المقبلين على الالتحاق بهذه المدارس سوف يتضاعف فى السنوات المقبلة، نتيجة لعدة أسباب، تتضمن قيام الدولة بإنشاء المزيد من هذه المدارس، نظراً لأن سبب عزوف البعض عن الالتحاق بها ينحصر فى بعدها عن محل سكنه، وأيضًا لاهتمام الدولة بملف الصناعة المحلية وتطويرها ودعمها، وما يسفر عنه ذلك من توافر المزيد من فرص العمل، بالإضافة إلى نقطة أخرى مهمة، وهى أن التدريب التحويلى بعد الانتهاء من الدراسة فى الجامعات الحكومية لخريجى الكليات النظرية، لم يعد كافياً نظراً لتعقد مهارات العمل وتطلبها لمهارات فنية وتكنولوجية معقدة تتطلب تدريباً وتعليماً مكثفاً لسنوات، وهو ما يتوفر فى مدارس التكنولوجيا التطبيقية دون غيرها. وأكد د. تامر شوقى، أستاذ علم النفس التربوى، أن التعليم الفنى، هو قاطرة التنمية فى أى دولة، وهو أساس النهضة الصناعية والاقتصادية بها، ولا توجد دولة متقدمة فى العالم إلا وقد وجهت اهتمامًا خاصًا بالتعليم الفنى، وفى ضوء ذلك تنبهت الدولة المصرية فى السنوات الأخيرة إلى ضرورة الاهتمام بهذا القطاع المهم من التعليم، مع الحرص على تغيير الصورة النطية من التعليم الفنى، والذى ارتبط فى أذهان الناس بأنه تعليم من الدرجة الثانية. وأضاف أن الدولة حرصت على استحداث صيغة جديدة من مدارس التعليم الفنى، ممثلة فى مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وهو ما يتسق مع «رؤية مصر 2030»، وأصبحت تلك المدارس مسارات بديلة للثانوية العامة، لالتحاق الطلاب بالجامعات سواء التكنولوجية بنسبة 80 % من المقبولين بها، أو بعض المقاعد فى الجامعات الحكومية، بنسبة لا تتعدى 20%، ولم تعد الثانوية العامة هى المسار الوحيد لالتحاق الطلاب به بالجامعات. وأشار إلى أن الإقبال على تلك المدارس أصبح يفوق التوقعات، وصارت توجد قوائم انتظار للطلاب الراغبين فى الالتحاق بها، وتتميز تلك المدارس ببعض المميزات، التى تشمل تخريج فنيين بأحدث المعايير العالمية، ما ييسر لهم الالتحاق بسوق العمل، سواء المحلى أوالإقليمى أو الدولى، كما أنها توفر لطلابها مسارات متعددة بعد التخرج، سواء من خلال الالتحاق بسوق العمل مباشرة، أوالالتحاق بالجامعات التكنولوجية، أوالالتحاق بالمعاهد الفنية، أوالالتحاق بالجامعات المصرية، بعد إجراء المعادلة.. وبين أن تلك المدارس تتضمن تخصصات جديدة مطلوبة فى سوق العمل، مثل «الذكاء الاصطناعى وصناعة الأدوية والطاقة المتجددة والمفاعلات النووية والبرمجة وقواعد البيانات، وإدارة المشروعات، والاتصالات والشبكات وأمن المعلومات وتكنولوجيا صناعة الحلى والمجوهرات وتطوير المواقع والبرمجيات»، وغيرها، وتم مراعاة أن تكون التخصصات ملائمة مع طبيعة البيئة المحلية، التى توجد بها المدرسة. مبدعون يكشفون الأسرار| 3 معامل عملاقة للذكاء الاصطناعى.. وورش لتركيب الكاميرات بدأت أولى جولات «الأخبار» بمدارس التكنولوجيا التطبيقية، بمدرسة «ntg2»، تلك التى تعطى دبلوم تكنولوجيا تطبيقية، فى مجالى «تكنولوجيا المعلومات والبرمجة الرقمية».. استقبلنا على أبواب المدرسة محمد السيد، مدير المدرسة، والذى رافقنا فى رحلتنا الشيقة داخل أروقة ذلك الصرح، والتى بدأت بالفصول ب41 طالبًا، هو تعداد تلك المدرسة.. وداخل الفصل، كأنك فى عالم انفصلت عنه تمامًا عن الواقع الخارجى، التلاميذ جلسوا بنظام متقن يستمعون باهتمام بالغ للمعلمين وأمامهم الدوائر الكهربائية الخاصة بأنظمة المراقبة الرقمية، يحاولون تنفيذ ما يسمعونه نظريًا بشكل عملى بلياقة ذهنية لم نرَ مثلها، وذلك من خلال تلك «السبورة الذكية»، والتى سلطت عليها «بالمونيتور» ليعرض تلك القواعد الهندسية لتركيب الأدوات الكهربائية، وبمجرد الانتهاء من الصف الأول، والانتقال إلى الصف الثانى، كل يبدأ فى تخصصه حسب هواه، من خلال 3 تخصصات، وهى إدارة المشروعات والبرمجة وتكنولوجيا المعلومات.. أما الجولة الثانية، داخل المدرسة، فكانت أكثر إبهارًا وتشويقًا داخل المعامل التكنولوجية المجهزة على أعلى مستوى من الكفاءة، والتى بها ما يقرب من 30 «جهاز كمبيوتر»، وفى أقصاها جلس محمد حسام، أحد الطلاب، وفتح على شاشة جهازه الخاص مجموعة من خرائط الاتصالات، وقام من خلال أحد البرامج بتوصيلها ببعضها البعض، وهو فى أعلى درجات تركيزه، حتى لا يرتكب أى خطأ يلام عليه من معلمه، قائلاً: «إننا داخل هذا المعمل، نتعلم كيفية توصيل كل شبكات الاتصالات مع بعضها البعض، كنوع من أنواع التكنولوجيا المتقدمة، التى تربط كل الشبكات من خلال نظام واحد. وبمجرد أن انتهت جولتنا، بدأنا فى أولى خطواتنا داخل صرح تكنولوجى آخر ذى كفاءة تُدهش العقول، وبداخله 61 طالبًا، كلهم حاصلون على أكثر من 95%، ولكنهم أصروا على الالتحاق بهذه المدرسة التكنولوجية على وجه التحديد، وهى مدرسة «hst»، والتى تعطى دبلوماً فى الذكاء الاصطناعى والمراقبة والإنذار والألعاب والفنون الرقمية، والتى تخرّج من بين جدرانها 3 دفعات.. رافقنا محمد السيد، مدير تلك المدرسة، إلى معمل أشبه بحلم، وهو خاص بالمراقبة الرقمية بالكاميرات، منذ أن تطأ قدماك داخله ينتابك ذلك الإحساس بأنك داخل مبنى من المبانى الأمنية العالمية، فالكاميرات منتشرة فى كل مكان، والطلاب يعلمون بعضهم البعض كيفية فك وتركيب وتوصيل الكاميرات الكبرى، التى تستخدمها أحدث وأكبر الشركات.. وقف محمد تامر، ذلك الطالب الذى أطلق عليه مدير المدرسة وزملاؤه بالطالب المتميز، والذى يشرح كيفية عمل هذه الكاميرات، من خلال فكها وتركيبها، ذلك الطالب الحاصل على 97% فى الشهادة الإعدادية، وفضّل الالتحاق بمدارس التكنولوجيا التطبيقية، لأنه يحب هذا المجال «المراقبة الرقمية»، مؤكداً أنه وجد دعماً غير محدود من والديه، من خلال كافة الفرص التى يحتاجها ليتطور فى مجاله.. وبين أروقة تلك المدرسة، ظهرت طالبة أخرى، ابتكرت مشروعاً عن الاكتشاف المبكر لمرض «الزهايمر»، وهو عبارة عن ويب سايت يدخل المريض من خلاله صور الأشعة ويحدد له نوع المرحلة التى وصل لها المرض، ويبدأ فى العلاج الفورى والسيطرة تماماً عليه.. بمجرد أن انتهت جولتنا داخل المدرستين، رافقنا مديرهما إلى مكتبه للحصول على بعض البيانات والمعلومات. الاتحاد الأوروبى أكد محمد السيد، مدير مدرسة «ntg2»، أن كل دول الاتحاد الأوروبى يختارون طلابنا للعمل لديهم لجودة المادة التعليمية المقدمة إليهم. وأضاف أن هناك تدريباً لمهندسى التخصص بوزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أن لديهم 3 معامل كبرى، تستوعب كل الطلاب. شهادات «ثلاثية الأبعاد» بصناعة السيارات مدرسة «فولكس فاجن» لتكنولوجيا صناعة السيارات، هناك فى حى الأسمرات بالمقطم، والتى تم العمل بها بداية من العام الدراسى (2021- 2022)، وهى تخصص صيانة وإصلاح السيارات الخفيفة، والشريك الصناعى للمدرسة، هى مجموعة «فولكس فاجن مصر»، وتم تخريج أول دفعة فى العام الماضى، وعددها 54 طالباً وطالبة، والتحق 40% من الدفعة بالجامعات المصرية، والجامعات التكنولوجية، والتحق 4 طلاب بكليات الهندسة، بعد النجاح فى المعادلة، وتم تعيين 60% من الخريجين لدى مراكز الشريك الصناعى.. 152 طالباً وطالبة يتعلمون فن تكنولوجيا التصنيع داخل الورش، بأحدث النظم العالمية، وهو نظام «الجدارات»، ويتم تدريس المواد باللغة الإنجليزية، ويوجد بالمدرسة هيئة تدريس على أعلى مستوى من المهارة والحرفية، وتقوم الوزارة بعمل تنمية مهنية مستمرة للعاملين وجميع أعضاء هيئة التدريس. وهنا وبمجرد أن تلتحق بهذا الصرح الكبير، تقوم المدرسة بتسليم كل طالب وطالبة، الزى المدرسى وأدوات الأمن والسلامة والصحة المهنية بواقع «طقمين من كل نوع»، وتقوم المدرسة بصرف حافز شهرى لكل طالب لا يقل عن 500 جنيه، نظير التدريب الميدانى، وتوفر المدرسة باصات لنقل الطلبة إلى مراكز التدريب، كما تقدم المدرسة خدمة تعليمية مميزة، من حيث الأنشطة الصيفية والرحلات وتكريم المتميزين ورعاية الموهوبين علمياً، وتشجيع المبتكرين والوصول بهم إلى أعلى مستويات الأداء المهنى والمهارات الحياتية، التى يحتاجون إليها فى المستقبل لدخول سوق العمل «المحلى والدولى» بكل جدارة. وأكد المهندس وائل فؤاد، مدير المدرسة، أن الشهادات التى يتم منحها هو أن يحصل الطالب بعد الثلاث سنوات على ثلاث شهادات الأولى شهادة الدبلوم الفنى فى تخصص صيانة وإصلاح السيارات الخفيفة من الوزارة والثانية شهادة الاعتماد الدولى من الغرفة التجارية الألمانية، بعد اجتياز الاختبارات والثالثة شهادة الخبرة من الشريك الصناعى.. وأضاف أن المدرسة تقبل الطلبة الحاصلين على الشهادة الإعدادية الحديثة بمجموع لا يقل عن 230 درجة. صناعة الحُلى بسواعد ذهبية| تعيين 75% من الخريجين و3 محاور متقدمة لنظام التعليم «إيجيبت جولد»، مدرسة لتعليم صناعة الذهب بسواعد ماهرة.. 3 محاور دراسية أساسية تقوم عليها الدراسة فيها وهى العلوم الأساسية والثقافية، والعلوم الفنية فى مجال التخصص، والتدريب العملى بشركات ومصانع إيجيبت جولد، ويتكون المنهج الدراسى من العلوم الأساسية والثقافية والفنية فى مجال التخصص لمدة يومين فى الأسبوع، والتدريب العملى داخل المصانع والشركات 3 أيام فى الأسبوع ، ويحصل الطالب على مكافأة مقابل التدريب العملى قيمتها 3 آلاف جنيه. ومدرسة «إيجيبت جولد» من بدائل مدارس الثانوية العامة، التى اعتمدتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى فى عام 2019-2022، للحاصلين على الشهادة الإعدادية ومدة الدراسة بها 3 سنوات ويحصل الخريجون على دبلوم فنى، فى تخصص تصنيع المجوهرات والحلى معتمد دولياً، ويتم ذلك من خلال تعاون مشترك بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى وإيجيبت جولد الرائدة فى مجال صناعة الذهب والماس ومختلف أنواع المجوهرات على مستوى مصر. 189 طالباً قادرون على كسر حاجز التحدى وإتقان المهنة بشكل لائق وبذكاء شديد فمعظم هؤلاء الطلاب تعدوا نسبة 92% فى الشهادة الإعدادية، وكانت رغبتهم الأولى هى الالتحاق بمدرسة الذهب ليتمكنوا من اكتساب خبرة و»صنعة» لا يضاههيهم فيها أحد.. تخرج من بين أروقة تلك المدارس 3 دفعات تم توظيف منها 75% فى المراكز التابعة للشريك الصناعى و25% فضّلوا الالتحاق بالجامعات والمعاهد التكنولوجية، وحصل 7 طلاب منهم على منح فى الخارج.. لتولد تلك الطالبة «شهد»، والتى فازت بالمركز الأول فى تصميم الحلى والمجوهرات فى معرض نيبو الدولى. د. عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفنى: توجيهات رئاسية بزيادة أعداد المدارس التكنولوجية القطاع الخاص شريك رئيسى.. ووعى الأهالى وراء نجاح الفكرة مصر تشهد طفرة كبرى بالمشروعات التنموية، كان لابد أن تواكبها نهضة تعليمية وصناعية، خرجت بها توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتطوير المنظومة التعليمية، وزيادة أعداد المدارس التكنولوجية على مستوى الجمهورية، ووضع التعليم الفنى والتكنولجى فى خدمة كل القطاعات الحيوية بالدولة، وعلى هذه الخطى سار د. عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفنى بوزارة التربية والتعليم، الذى أكد فى حوار مع «الأخبار»، أن هناك خطة لزيادة أعداد مدارس التكنولوجيا التطبيقية إلى 100 مدرسة، بناءً على توجيهات القيادة السياسية، مبيناً أن الدراسة فى تلك المدارس»مجاناً»، وأنه يتم تشغيل 80% من الخريجين بسوق العمل، مؤكداً أن وعى الأهالى بأهمية تلك المدارس، كان وراء نجاحها وإقبال الطلاب عليها. ما هى التكنولوجيا التطبيقية، وما الفرق بينها وبين التعليم الفنى؟ التكنولوجيا التطبيقية، هى إحد فروع التعليم التكنولوجى الحديث، لأن التعليم الفنى بمعناه ومفهومه الحديث، هو التعليم التكنولوجى، لأن التطور فى كل مناحى الحياة وصل إلى كل التخصصات، فأصبحت هناك تكنولوجيا الزراعة وتكنولوجيا التصنيع وتكنولوجيا الفندقة وتكنولوجيا إدارة الأعمال.. والتعليم ينقسم إلى نوعين: «النظرى البحت» و»التكنولوجى»، بالنسبة للنظرى يختص بالعلوم النظرية، ولها جامعاتها وكلياتها النظرية، وهناك التعليم التكنولوجى، وله كلياته التكنولوجية، كل من يعملون بالشركات الهندسية والمصانع، معظمهم ليسوا من خريجى الهندسة فقط، فهناك مجموعة من العمال الذين يتعاملون مع الماكينات، فيجب أن يكون هؤلاء تلقوا تعليماً تكنولوجياً على أعلى مستوى يؤهلهم لذلك، إضافة إلى ان مراقب العملية الإنتاجية فى كل الشركات والمصانع، يجب أن يكون لديه القدر الكافى من التعليم التكنولوجى، والتعليم التكنولوجى إجمالى أعوام دراسته 7 سنوات، منها 3 سنوات فى المدرسة، أى التعليم الفنى أو التكنولوجى، ثم سنتان للتعليم فوق المتوسط، وعامان إضافيان، ليتمكن من الحصول على شهادة معتمدة فى تخصصه، لذلك قامت الدولة بتشييد 11 جامعة تكنولوجية، وخطة الدولة أن نصل إلى 27 جامعة على مستوى الجمهورية، حسب «رؤية مصر 2030»، وتقوم مدارس التكنولوجيا التطبيقية على شراكة كاملة مع القطاع الخاص، ما يسمى «بالشريك الصناعى»، لأنه دائماً ما قدم شكاوى كثيرة بأن خريج التعليم الفنى، غير ملب لمتطلباته، أى ما يحتاجه سوق العمل، لذلك أشركنا القطاع الخاص معنا فى تطوير المناهج ليكون الخريج على دراية تامة بمخرجات التعليم، وما يكسبه للطالب من مهارات. القطاع الخاص هل هناك تعاون بين القطاع الخاص وزارة التعليم فى «التكنولوجيا التطبيقية»؟ التعاون بين الجانبين يتم وفقاً لبروتوكول بين وزارة التربية والتعليم و»الشريك الصناعى»، ويوجد به كل الاحتياطات اللازمة لأن طالب «التكنولوجيا التطبيقية» أمانة لدينا جميعاً، ورسالتنا هى توفير بيئة تعليمية مميزة للطالب أو الطالبة وللمعلمين، لذلك كل الإجراءات التى تتم داخل أى مدرسة تكنولوجية بالشراكة مع القطاع الخاص يكون من أهدافها الرئيسية، توفير بيئة تعليمية مناسبة، وتقديم خدمة تعليمية تؤدى إلى إنتاج خريج متميز بأعلى كفاءة. خطة توسع ما خطة التوسع فى هذه النوعية من المدارس؟ بدأت هذه الخطة منذ عام 2018، وكان المستهدف هو 100 مدرسة على مستوى الجمهورية، والرئيس عبد الفتاح السيسى، وجّه بمضاعفة هذا العدد من المدارس، فنحن حالياً نعمل على إيجاد شركاء فى المجالات المختلفة يستطيعون أن يطوروا نوعية التعليم التكنولوجية المقدمة لتواكب سوق العمل. معايير ما معايير اختيار طلاب مدارس التكنولوجيا التطبيقية؟ مدارس التكنولوجيا التطبيقية تقبل كل الطبقات بمختلف أطياف المجتمع، ولكن الأساس الأول لدينا فى الاختيار هو كفاءة الطالب ويتم إجراء اختبارات نظرية نستطيع من خلالها قياس المهارات الأساسية للطالب منها مستوى الذكاء، وبعدها يتم إجراء اختبارات أخرى طبقاً لحاجة «الشريك الصناعى»، منها طبيعة ومهارات شخصية. طلبات تقدم كم طالبًا من الحاصلين على الشهادة الإعدادية 2024 تقدم للالتحاق بمدارس التكنولوجيا التطبيقية؟ 39 ألف طالب وطالبة تقدموا، ويتم قبول قرابة 8 آلاف طالب وطالبة، وسيزيد عدد الطلاب بصورة مطردة، لأن هناك مدارس تم افتتاحها العام الماضى، فلا يوجد بها إلا دفعة واحدة، وفى الأعوام المتتالية ستزيد أعداد دفعاتها. وعى الأهالى هل وعى الأهالى هو السبب الرئيسى لتزايد أعداد المقبولين بتلك المدارس؟ بالتأكيد وعى الأهالى بأهمية مدارس التكنولوجيا التطبيقية، هو الأساس لتزايد أعداد المقبولين على المدارس، بالإضافة إلى تصحيح الصورة الذهنية السلبية عن التعليم الفنى ككل إلى صورة إيجابية، كما أن أولياء الأمور والطلاب أيقنوا أن المستقبل فيما تتقنه، وليس فى الشهادة، وذلك نظراً لاختلاف طبيعة سوق العمل. طرق الالتحاق كيف يتم الالتحاق بمدارس التكنولوجيا التطبيقية؟ التقديم يكون من خلال موقع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، وهو الباب الوحيد للتقديم فى مثل هذه النوعية من المدارس، وبمجرد ظهور نتيجة الشهادة الإعدادية يعرف الطالب مجموعة، ويبدأ فى البحث عن ميوله لأى نوعية من «التكنولوجيا التطبيقية»، ويبدأ فى التقدم لها من خلال موقع الوزارة لتحديد مواعيد الاختبارات، لأن القطاع الخاص هو من ينفق على الطالب مبالغ باهظة فى مرحلة التعليم والأعداد.. وأما بخصوص التشغيل عقب مرحلة التعليم، فعندما يثبت الطالب كفاءة سنجد نسبة عمل مناسبة تماماً ونسبة التشغيل لخريج مدارس التكنولوجيا التطبيقية تعدت 80%، لأن هناك عملية مراقبة ومتابعة مستمرة لأداء هؤلاء الطلاب.