دائمًا في الاحتفالات والعطلات، خاصة في أيام رأس السنة، والأعياد وشهر رمضان، يزداد الطلب على الألعاب النارية، ويصبح لها رواجًا بشكل كبير، وهناك من يصنعها يدويًا بشكل مخالف، مسببًا كمًا كبيرًا من المخاطر التي تحيط بها، خاصة على السلامة العامة وعلى الأطفال على وجه التحديد، ناهيك عن المخاطر الصحية والبيئية وعليه، تقوم أجهزة الأمن دائمًا بالتحري عن صانعي الألعاب النارية ومروجيها.. في السطور التالية ندخل إلى تفاصيل عالم صناعة الألعاب النارية في مصر، وحجم تلك التجارة التي يلجأ إليها البعض لكونها رابحة بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى. تنتشر خلال الأعياد والعطلات، محال وعربات لبيع الألعاب النارية، بجميع أشكالها وأنواعها، وبعيدًا عن الأضرار الجسدية التى يمكن أن تلحقها هذه الألعاب بمستخدميها؛ فإن هناك عواقب قانونية على حائزي وبائعي الألعاب النارية، تصل إلى السجن المؤبد أو المشدد. لكن الشخص الذي قرر أن يدخل هذا المجال بإرادته، ملقيًا وراء ظهره خطورته الصحية، لا يعنيه من قريب أو من بعيد مخالفته للقانون، وهو ما يجعلهم دائمًا يتخفون، حتى لا يتم ضبطهم، لكونهم يعلمون أنها تجارة مجرمة، وأنها تحمل في طياتها خطورة بالغة على الصحة العامة وخاصة على الأطفال والمراهقين، لكونهم أكثر الفئات التي تستخدمها. ورشة أكثر الأمور الفاسدة، في عقلية تاجر الألعاب النارية وصانعيها، أنها ألعاب ترفيهية، غرضها الأول والأخير إدخال البهجة على الأطفال والمراهقين، لكنهم لا يستندون على مبدأ خطورتها ولا على مبدأ أنها مجرمة قانونيًا، وأيضًا لا يعنيهم أنهم لا يدخلون البهجة على الأطفال وعلى من يستخدم هذه الألعاب كما يدعون، لأنهم لا يشغلهم إلا المادة، ولا يعنيهم إلا الجنيهات التي يتحصلون عليها مقابل تلك التجارة. مثلا، في محافظة الفيوم، استطاعت الأجهزة الأمنية ضبط عامل، حول بيته إلى ورشة، لتصنيع الألعاب النارية والإتجار فيها. في البداية وردت عدة معلومات تفيد بأن هناك عاملا، يدعى «م.ا»، يسمع الجيران دائمًا في منزله صوت مفرقعات، وأنه يتخذ من منزله محل سكنه مسرحًا لتصنيع ألعاب نارية، في إحدى القرى التابعة لدائرة مركز الشواشنة. وعليه، استكملت الأجهزة الأمنية في الفيوم تحرياتها حول الواقعة، وتحديد الشخص المتهم، والذي تبين فيما بعد أن له معلومات جنائية، واستطاعت بعد أخذ تصريح النيابة العامة لمداهمة منزله أن تدخل بيته على غفلة، وتم ضبط أكثر من مليون ونصف المليون قطعة ألعاب نارية يخبأها في أرض فضاء خلف بيته، أغلب هذه الألعاب النارية من نوعية المفرقعات، شديدة الخطورة، وعدد الكميات التي جرى التحصل عليها على وجه التحديد 1.650 مليون قطعة ألعاب نارية متنوعة، بما فيها الخامات والأدوات المستخدمة في التصنيع. قبل هذه الواقعة بأيام قليلة، كانت قد نجحت أجهزة الأمن في الفيوم ايضا، في ضبط عامل، لقيامه بإدارة ورشة لتصنيع الألعاب النارية والإتجار بها، وبحوزته مليون و350 ألف قطعة ألعاب نارية متنوعة. بداية هذه الواقعة كانت بورود معلومات أكدتها تحريات الأجهزة الأمنية، بمديرية أمن الفيوم، بقيام عامل، له معلومات جنائية، يقيم بدائرة مركز شرطة الشواشنة، بإدارة ورشة بمسكنه لتصنيع الألعاب النارية والإتجار بها. حملات مكثفة وفي القاهرة، وجهت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة بالتنسيق مع قطاع الامن العام، حملة أمنية مكبرة استهدفت مُتاجرى الألعاب النارية. وكانت هناك عدد من الضبطيات التي جرى التعامل معها على الفور، وإلقاء القبض على أصحابها، منها مثلا ضبط 15 شخصًا، لاثنين منهم معلومات جنائية، كانوا يتاجرون في الألعاب النارية، كما ضبط بحوزتهم ما يقرب من 110 ألف قطعة نارية، قبل طرحها للبيع، وبجانب الألعاب النارية ضبط بحوزتهم ايضا 90 علبة من أقلام الدخان. أيضًا تمكنت الأجهزة الأمنية، قبل أيام، من ضبط تاجر يقيم بمنطقة الجمالية، حال تواجده داخل مخزن مُستأجر، وغير مُرخص خاص به، وعُثر بحوزته على مليون قطعة ألعاب نارية مختلفة الأشكال والأنواع والأحجام. وفي محافظة بني سويف، رصدت سيارة ربع نقل يقودها شخص في نطاق المحافظة، والسيارة عليها كميات كبيرة من البضائع المغلفة بطريقة غريبة، ومخفية تقريبًا وأثير التساؤل حول طبيعة هذه البضاعة، وعليه اشتبه فيها، وبإيقاف السيارة، وبتفتيش ما فيها، عثر بداخلها على كمية كبيرة من الألعاب النارية، قرابة ال 49 ألف قطعة ألعاب نارية مختلفة. بعد الفحص عن السيارة، وسائقها، توصلت التحريات إلى قيام 4 أشخاص، لأحدهم معلومات جنائية، بتكوين تشكيل عصابي فيما بينهم، تخصص في الإتجار بالألعاب النارية، وقيام أحدهم بإدارة ورشة لتصنيع الألعاب النارية على أرض فضاء متاخمة لمنزله الكائن بمحافظة الفيوم، والاستعانة بالمتهمين الباقين فى التوزيع والنقل. عقب تقنين الإجراءات ضبط باقي المتهمين، وبحوزتهم أكثر من 1,5 مليون قطعة ألعاب نارية متنوعة، بالإضافة إلى كميات كبيرة من المواد الخام المستخدمة فى التصنيع. مخاطر في حديثه ل «أخبار الحوادث»، أوضح اللواء أشرف الشرقاوي، الخبير الأمني؛ أن هناك عدة مخاطر ناتجة عن استخدام الألعاب النارية، أكثر هذه المخاطر هي المخاطر الصحية، المتعلقة بالألعاب النارية، مثل الحروق فالألعاب النارية يمكن أن تسبب حروقًا شديدة وذاتية الالتهاب، بالإضافة إلى إصابات العين، حيث أن القطعات الصغيرة يمكن أن تسبب إصابات في العين، حتى العمى، ناهيك عن مشكلات السمع، كالضجيج الشديد التي تحدثها، والتي يمكن أن يسبب فقدان السمع، إلى جانب أن الألعاب النارية غالبًا ما تسبب حالة من حالات الاختناق. وأضاف «الشرقاوي»؛ أن هناك مخاطر أمنية ناتجة عن الألعاب النارية، كالحريق مثلا، فهي قنابل موقوتة ممكن أن تسبب حرائق في المنازل والمباني، وقد يصل مداها إلى حدوث انفجارات، خاصة وأن بعض الألعاب النارية يمكن أن تنفجر من تلقاء نفسها لو تواجدت بجانب مصدر حراري وتسبب إصابات قد تصل الى الوفيات. اقرأ أيضا: ضبط 14 شخص بحوزتهم 4 مليون قطعة ألعاب نارية بالقاهرة