الأسرة هى نواة المجتمع وبنيته الأساسية، وقد شرع الله الضوابط التى تحكم هذه العلاقة القوية والتى أسماها «الميثاق الغليظ» بين الزوجين لتكوين أسرة مرتبطة قوية قائمة على المودة والاحترام، كما التزم القانون المصري بتلك الأسس السليمة لقوام هذا الكيان الهام الذى يقوم عليه المجتمع كله، ورغم أن هناك اسبابًا منطقية أو معتادة لطلب الطلاق أو الخلع، حيث أنها تستند إلى العقل مثل ضرب الزوج أو إهانة بالشتائم وغيرها لزوجته، لكن أحيانًا نجد العجب العجاب في طلب الزوجات للخلع، أسباب من وجهة نظرهن دفعتهن للجوء إلى المحكمة وتخريب بيت وأسرة وتشريد ابناء، والسبب فى غاية الغرابة والسذاجة، وكأن احد الطرفين يتعلل لإنهاء حياتهما الزوحية، والسطور الآتية تحمل تفاصيل بعض القضايا المثيرة التى شهدتها محاكم الأسرة. بداية تقول «رحمة.م» 26 سنة ربة منزل، من أمام محكمة أسرة القاهرة الجديدة: تقدمت بدعوى خلع ضد زوجي بعد زواج دام 30 يومًا فقط، المدة اللي بيقولوا عليها «شهر العسل»، اعتقدت انى سوف أعيش حياة زوجية سعيدة مليئة بالحب والسعادة، لكن فوجئت بزواجى من رجل لا يوجد في حياته إلا شيئين فقط، العمل معظم ساعات اليوم وفي المساء يمسك هاتفه ويلعب (بابجى) حتى يغمض عيناه للنوم، وهلمّ جرا. كانت خطبتنا عمرها قصير، والصدفة هى التى جمعت بيننا وسرعان ما نشأ الإعجاب، واتفق مع ابى على كل شيء وتم الزواج سريعا، خلال فترة خطبة لم يتعرف كل طرف على طباع وصفات الطرف الآخر، أنا شابة منطلقة احب الحياة والسفر والتنزه، أما هو شخص يحب قضاء وقته فى البيت أمام شاشة التليفزيون والهاتف المحمول، يشاهد الريلز (الفيديوهات القصيرة) ويلعب الالعاب الإلكترونية، لكن لم أدرك كل هذه الامور فى شخصيته إلا بعد الزواج بأسبوع؛ فبعد عودتنا من رحلة شهر العسل، ورجوعه إلى عمله تحول إلى إنسان غريب عنى تمامًا وكأنى أراه لأول مرة، يستيقظ مبكرًا ذاهبًا الى عمله ويعود يقضى باقى اليوم أمام شاشة الموبايل يلعب»بابجى»، وعندما أطلب منه الخروج أو نجلس سويًا أمام شاشة التلفزيون او نتحدث قليلا لم يعرني أي اهتمام خاصة وأننا عرسان جداد، يتعلل قائلا بتعبه طول اليوم فى العمل وأن الوقت الذى يقضيه في لعبته المفضلة تنسيه متاعب العمل!، وبسبب الصمت الذي ساد حياتي أحسست وكأنني أعيش في جزيرة منعزلة، متناسيًا أن معه زوجة، بدأت المشكلات تدب بيننا، وزادت الخلافات بعد إصرار زوجى على أسلوب حياته وانه لن يغير نفسه لأي سبب؛ فطلبت الطلاق لكنه تعنت ورفض، خاصة بعد علمه بأن أسرتى ترفض مبدأ الطلاق؛ لذا قررت إنهاء حياتى المملة مع زوج لا يفكر إلا فى رغباته الصبيانيه والاهتمام فقط بالألعاب الإلكترونية باللجوء إلى محكمة أسرة القاهرة الجديدة وإقامة دعوى خلع، ودعوى اخرى للحصول على قائمة منقولاتى، والآن نحن في مرحلة جلسات الصلح من الخبراء وتحويل الدعوى إلى المحكمة للبت فيها. فاتورة الإنترنت ومن مكتب المحامية آية هزاع المستشارة القانونية المتخصصة فى قضايا الاحوال الشخصية، روت لنا تفاصيل أغرب قضية خلع تقدمت بها منذ أيام قليلة قائلة: حضرت زوجة فى الاربعينيات من عمرها تبكي بدموع عينيها تطلب التقدم بدعوى خلع ضد زوجها، وقالت؛إن السبب أنه يرفض دفع اشتراك ال «Wi-Fi»، وراحت تروي حكايتها قائلة:نسرين زوجة له منذ اكثر من 14 عامًا، رزقهما الله بثلاثة ابناء فى مراحل تعليمية مختلفة، وانها تعمل فى وظيفة مرموقة بأحد البنوك وهو ايضا يعمل معها فى نفس البنك، يتقاضيان راتبًا متساويًا، اتفقا أن ينفقاه معًا ويتشاركان الحياة سويا، كانت حياتهما الزوجية تسير فى هدوء وفي اطار من الاحترام، لكن فجأة انقلبت حياتهما رأسًا على عقب بسبب فاتورة الانترنت المنزلي، فاندلعت الخلافات بينهما ولم تهدأ، موكلتي تصر على وجود الإنترنت لاعتماد أولادها عليه في دراستهم وأيضا عملها، ومن ناحية أخرى إصرار الزوج على عدم دفع الاشتراك الشهري وعلى زوجته أن تتحمل هى بمفردها دفع اشتراكه فأخذت المشكلات تزداد والعند يصل إلى اقصى درجاته، حتى انتهى بطلب الزوجة الطلاب، لكن زوجها اشترط أن تتنازل عن كل حقوقها مما أثار غضب الزوجة فتقدمت بدعوى خلع ضد زوجها، ومعها قضيتين آخرتين هما نفقة للصغار والتمكين من مسكن الزوحية لانه مسكن حضانة، وفى انتظار أن تتقدم بعدة دعاوى أخرى تباعًا لكن بعد أن تحصل على حقها فى الخلع. اقرأ أيضا: المحكمة تقضي بطلاق «مديرة الفندق الشهير» بسبب إهمال الزوج جنيه ذهب! أمام محكمة أسرة مدينة نصر كانت الدعوى المثيرة التى تروي تفاصيلها الزوجة «ريهام.ع» 34سنة ربة منزل قائلة فى دعواها التى حملت رقم 2508 لسنة 2024:زواجنا كان تقليديًا من خلال احد المعارف، ولكن المثير عندما علمت من زوجى انه تزوج ارضاءً لاسرته فحسب وحاول والده ارضائي فاشترى لى عند الزواج جنيه ذهب هدية الزواج وكان ذلك منذ اكثر من 10 سنوات، ورزقنا الله بابنى الكبير، وتوالت الهدايا بعدها قطع من الذهب كهديه للمولود، ومرت السنوات خلالها كانت الحياة جافة بيني وزوجى، كنت احاول جاهدة منحه كل حقوقه بما يرضى الله، وفجأة تحولت حياتنا إلى جحيم، وأصر زوجي على اخذ مصوغاتى الذهبيه لبيعها وتجديد سيارته لكنى رفضت فتعدى عليّ بالضرب والاهانة، فأصريت على طلب الطلاق. أما الزوج فقد حضر إلى المحكمة امام جلسة الصلح ليقول بأسى بالغ: زوجتى امرأة مفترية ظالمة، تدعى اتهامات كاذبة فى حقى لا تمت للحقيقة بصلة، فأنا لا اريد تجديد السيارة من أجل الرفاهية أو الانانية كما صورتني، فهى الشخص الاناني، لان الله قد رزقنا بابننا الثانى منذ اقل من عام، وشعرت بعده بأهمية تحسين حالتنا المادية وتوفير بعض المال للمستقبل، ففكرت فى العمل على السيارة بأحد مشروعات النقل الذكي واحتجت لبعض المال لتحسين شكل سيارتي ولم يكن امامى سوى المصوغات الذهبية لزوجتي «الشبكة» واخبرتها انى سوف اشتري لها ما اخذته وزيادة لكنها وضعتني فى صورة المستغل الذى يريد سرقة مصوغاتها والجنيه الذهب الذي أعطاه لها والدي يوم الزفاف، فتركت لى المنزل وفوجئت بها تتقدم بدعوى الخلع وتمكين من منزل الزوجية، رغبت فى قول الحقيقة فقط لكنها تصر على الخلع، فأحيلت الدعوى إلى المحكمة للنظر فيها بعد فشل كل محاولات الصلح التي قام بها مكتب التسوية. عمل سفلي! بدموع عينيها التى لم تتوقف وقلب ممزق من الألم وقفت الزوجة المسكينة «هدير» 41 سنة تعمل بإحدى الشركات الخاصة، امام محكمة أسرة الجيزة تروي مأساتها بأسى وهي تتقدم بدعوى خلع ضد زوجها بعد زواج دام لأكثر من 15عامًا وأثمر عن طفلين قالت: أشعر بوحدة رهيبة رغم زواجي منذ سنوات طويلة، فراغ يملآ قلبي وعقلى، والسبب زوجي، لقد تزوجنا بعد قصة حب كبيرة ورغم كل العوائق وقفت بجانبه ووافقت علي طلبه بإنجاب طفلين فقط حتى يكون لدينا فرصة لحياة افضل وصحة لنعيش حياتنا، خرجت للعمل لمساعدة زوجي وتمكنا معًا من عمل حياة جميلة، لكن للأسف ليس وكما يقولون «الحلو ميكملش»، فرغم توفيري لكل سبل الراحة والامان لزوجي حتى اهتمامي بنفسي ومظهرى لاجذب انتباهه واهتمامه دائمًا، خشية من خيانته لي لكنه فعلها بكل قسوة وجبروتوامام عيني؛ حيث راح يغمز بعينيه لنادلة فى أحد المطاعم كنا نحصل منه على طعام جاهز، جن جنونى لكني هدأت من نفسي حفاظا على كرامتي وعائلتي الصغيرة، لكن للاسف يصر زوجى على تدمير هذا البيت الذى طالما تعبت فيه. وأضافت هدير؛ دائما بعيد عني ولا يشاركنى الحديث، فهو إما فى عمله أوالسهر مع أصحابه، أو يقضي وقته فى البيت على «الهاتف المحمول»، صمته يثير أعصابي، حتى ابنائه لم يهتم لامرهم مثل كل أب، حتى جن جنوني فى أحد الايام عندما علمت بالصدفه انه يخونني مع امرأة اخرى، وعندما واجهته ادعى أغرب سبب، قال لي «أنه يشعر أن هناك أحد الأشخاص صنع له عمل سفلي حتى يدمر حياتنا ويجعله يكرهني، لدرجة أنه أصبح يراني امامه مثل «القردة»! تقول الزوجة «هدير» بأسي وحسرة:ادرك تمامًا ان زوجي كاذب وكلها ادعاءات وهمية ليبرر خيانته لي، وهذا ما دفعني لطلب الطلاق خلعا، لأنني أدركت انه لن يتغيروسوف اندم لو قضيت معه ما تبقى من عمري، لذا تقدمت بهذه الدعوى وبعدها سوف اتفرغ للحصول على منقولاتي ونفقة لصغاري.