قلبت أمرى بين صفحات هذا العام الذى تختنق أنفاسه اليوم فلم أجد سوى صفحات يملؤها الدم من قتلى وجرحى وأرض ودعت الحياة وصارت ترابا وترابا، وأنفس لمئات الآلاف من رجال ونساء وشيوخ وأطفال رضع وفى سن مبكرة قتلى لا يجدون ما يوارى أجسادهم فى المستشفيات التى احترقت ودمرت حتى يصير الجرحى يحملون آلامهم أمام العالم. إنه عام ضبابى حيث سقطت دول وانهارت فى لبنانوسوريا وانقسام فى اليمن ومحاولة الإعداد لاحتلال جزء من الصومال وانهيار السودان تماما ونزوح أهله فى البلاد المجاورة. الفائز الوحيد فى هذه الصفحات المظلمة صفحة مشرقة لإسرائيل التى تمد يدها لكل أرض تم تدميرها وانسحاب ونزوح أهلها إلى مكان آخر وها هى تأخذ الجولان كاملة وما بعدها من أراض خلت من سكانها بالإرهاب والآلة العسكرية بعد انهيار الجيش السورى وأيضا تملكت شمال غزة بالكامل وتسرع فى بناء المستوطنات ومنطقة عازلة ووضعت يدها على غاز غزة بالبحر المتوسط وتخلى مناطق كثيرة فى الضفة الغربية لمزيد من المستوطنات الإسرائيلية وكأنها تظلل خطوط طريقها التى رسمتها منذ قديم الأزل وفق العقيدة التوراتية الكاذبة والباطلة. ما أسعد برنارد لويس صاحب نظرية تقسيم دول الشرق الأوسط وكأن عجلة الزمان تعود بنا إلى الخلف لنشاهد انقسام أمتنا العربية بأيدينا قبل أن يكون بأيدى إسرائيل. عدم وجود جيش وطنى وليس عرقيا أو طائفيا دك أعناق الشعوب قبل أن تدك إسرائيل مسمار نعش الدول وها نحن أمام صراعات بين العرقيات فى سورياولبنانوالعراق، لهذا لا أستبعد أن تمد إسرائيل يدها إلى الأردن لتهجير الفلسطينيين من الضفة إليها وأنتظر أيضا امتداد الصراعات داخل العراق بأيدى الفصائل الطائفية المسلحة لتضع إسرائيل يدها هناك. ورغم الصفحات الدامية المدهشة فى المنطقة إلا أنه يوجد ضوء فى نهاية النفق المظلم اسمه مصر وشعبها وجيشها، فالوطنية هى الأساس والدفاع عن الأرض شرف حتى الشهادة وحرب أكتوبر رمز هذه المعانى، فبعد هزيمة 67 قام الشعب بدعم جيشه، وبالإرادة والإيمان بالله أعدنا أرضنا.. هل سيأتى يوم كهذا لتحرير الأمة العربية والإسلامية من عقائد الصهيونية «من النيل إلى الفرات»؟ أتمنى أن يكون عام 2025 بداية الأمل. ونحن فى تزامن بداية شهر رجب مع رأس السنة ندعو الله أن يصب علينا الخير والرزق والرحمة، حيث إنه شهر أصب.