أتمنى أن يسود السلام والأمن وتتبوأ مصر مكانتها التى تستحقها بين الأمم، لقد جعلنا الله أصل الحضارات وأقدمها وعلينا أن نعيد مجدنا القاهرة جميلة الجميلات فى نظرى ونظر كل من يعشقها ويعرف قيمتها التاريخية والحضارية منذ أنشئت،واحتفظت بطابعها،حتى شوهها هجوم الباعة الجائلين واحتلوا ميادينها وشوارعها وفرضوا سطوتهم وشكلوا قنبلة موقوتة هددت الطابع الأثري المتفرد للعاصمة. ما أسعدنى فى الأمر أن الدولة تبحث عن الحلول للقضاء على تلك الأزمة المستعصية في نفس الوقت تقوم بهمة بتطوير وإعادة القاهرة لسابق عصرها تحت عنوان إحياء القاهرة التاريخية، ما أعلنه الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة من تدخل الدولة لإنهاء مشكلة الباعة الجائلين التى تشوه الشوارع ونقلهم إلى السوق الحضارى فى العبور وتخصيص محلات لهم هناك ،وصار الأمر حقيقة بتسليم الدفعات الأولى لمجموعة كبيرة من المحلات،شئ مفرح ولكن يجب الإصرار عليه بمنع الباعة من العودة مرة أخرى للشوارع ولنا فى تجربة سوق الترجمان العبرة فقد هجروا فكرته ولازالوا يحتلون الشوارع المحيطة بل وسعوا نشاطهم لغيرها مما سبب الاختناق المرورى. الأمر قطعا ليس بالسهولة وقطعا ستكون هناك مشاكل ولكن كلى ثقة فى الدولة أن تفرض إرادتهاوتعيد للقاهرة نضارتها. وبقدر ما أسعدنى قرار نقل الباعة الجائلين بقدر ما فرحت أيضا بقرار الزميل العزيز أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام بمنع الإعلانات فى إذاعة القرآن الكريم، وللأمانة هناك العديد من الناس كان هذا مطلبهم الملح نظرا لقدسية ما تقدمه الإذاعة ويحتاج للوقار والاحترام التام، شوهت الإعلانات ما بين الفقرات أو ترتيل القرآن أو شرح الأحاديث،وكانت تستحق الوقف فورا ولكن كان تدبير الموارد المالية أمر صعب فتم الالتجاء للإعلانات ولكن اتضح انها تسىء للإذاعة الرائدة وتفردها، وما يسعد حقيقة هو التعاون بين الهيئات لتصحيح المسار وتدخل الفاضل المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للاعلام لدى وزارة المالية لتدبير وتوفير الدعم المالى الذى يغطى مطالب الإذاعة الكبيرة التى يتابعها ملايين فى كل أنحاء الدنيا. قرار منع الباعة وقرار منع إعلانات إذاعة القرآن يجب الإشادة بهما لانهما يصححان أوضاعاً غريبة ما كان يجب أن نشاهدها من الأصل.. نقل الباعة يحتاج قرارات تنفيذية صارمة ولا أشك أن المحافظ بما يملك من سلطات غير قادر على فعل ذلك، هو يستطيع وبقوة، صحيح أن هناك من سيقول إنها لقمة عيشهم ولكن كيف يستقيم هذا مع الفوضى التى يخلقونها فى الشوارع والميادين وأمام المحلات التجارية وكم من الخناقات قامت بهذا السبب، وكم من الكوارث والحرائق تسببوا فيها، نتمنى أن نرى القاهرة كما كنا نراها فى الصور التى تحكى تاريخها زمان، كانت من أنظف وأجمل مدن العالم فى الأزمان السابقة، التنفيذ يجب أن يتضمن توقيتات بالنقل ومواعيد محددة صارمة خاصة وأننا خضنا تجارب سابقة تم خلالها نقل الباعة من مناطق العتبة ووسط البلد ولكنها لم تنجح وعادوا لاحتلال الشوارع والميادين مرة أخرى. ■ ■ ■ ساعات قليلة ويهل علينا العام الجديد نتمناه مختلفا عن كل الأعوام التى عشناها، بحلوها ومرها، عاما نلتمس فيه العيش فى سلام، فى عالم تتلاطم فيه الصراعات، وتتأجج فيه نعرة القوة لتفرض منطقها، عام تتحقق فيه كل أحلامنا الخاصة والعامة، تنتصر فيه إرادتنا على مشاكلنا ونحقق ما نتمناه لبلدنا وأمتنا، أن يسود السلام والأمن وأن تتبوأ مصر مكانتها التى تستحقها بين الأمم، لقد جعلنا الله أصل الحضارات وأقدمها وعلينا أن نعيد مجدنا.