من الأخبار الجميلة التى قدمتها 2024 قبل رحيلها استعادة مصر لمجموعة من القطع الأثرية المصرية القديمة من أيرلندا بعد عام ونصف العام من جهود بذلتها الحكومة المصرية وكان الاتفاق النهائى على هامش زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لأيرلندا. استعادة آلاف القطع الأثرية خلال السنوات الماضية رسالة مهمة للجميع بأن مصر لا تتنازل عن حقها فى تراثها وآثارها. ويجب أن تحظى كل قطعة أثرية يتم استردادها بالاستقبال اللائق واللافت لانتباه كل مصرى بأهمية الحفاظ والاهتمام بهذا الإرث الرائع الذى تركه لنا أجدادنا المصريون القدماء. هذا الخبر يجعلنا نتفاءل بالحملة التى أطلقها الدكتور زاهى حواس للحصول على توقيع مليون مصرى لاستعادة رأس الملكة نفرتيتى من ألمانيا الموجود هناك منذ ما يقرب من 112 سنة، حيث تم اكتشاف التمثال فى ديسمبر 1912 بتل العمارنة حاليًا أو مدينة اخيتاتون قبل 3400 عام حيث كانت تعيش الملكة نفرتيتى مع زوجها الملك إخناتون.. نفرتيتى ومعناها فى اللغة المصرية القديمة «الجميلة أتت» خصص متحف برلين قاعة خاصة لعرض هذا العمل الفنى والتاريخى الرائع بمفرده ولكن نتمنى عودته لحضن الوطن. المبادرات الشعبية والأكاديمية والجهود الرسمية لاستعادة الآثار المصرية المهربة انعكاس لاهتمام الدولة المصرية فى الجمهورية الجديدة بالحضارة المصرية القديمة، وربط الاجيال الجديدة بحضارة أجدادهم أعظم حضارة عرفتها البشرية التى أنشأها شعب عظيم أحفاده يتعهدون باستمرار الحفاظ على حضارة الأجداد والسير على نهجهم وضرب مخططات خبيثة تستهدف السطو عليها ونسبها إليهم. ويكفينا أن نشاهد المشروعات الحديثة فى أنحاء البلاد وبخاصة فى العاصمة الإدارية الجديدة لنرى تأثير حضارتنا المصرية، ففى الحى الرئاسى صُممت بوابته على شكل قرص الشمس المجنح ومن خلفه أجنحة إيزيس، وبين البوابة والقصر الرئاسى ممر مستوحى من طريق الكباش بالأقصر وغيرها من الرموز المصرية القديمة. هويتنا المصرية القديمة هى ما يميزنا عن غيرنا وهى القوة التى تدفعنا لمواجهة التحديات، فالتاريخ خير معلم.