تتواصل المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية حول صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين في غزة مع تركيز متزايد على العقبات الكبيرة التي تقف في طريق التوصل إلى اتفاق شامل. أحد أكبر نقاط الخلاف التي تتجاذب الأطراف هو طلب حماس بإطلاق سراح الأسرى التي تصفهم دولة الاحتلال ب«الاسرى الثقيلين»، والذين يُعتبرون من أخطر الأسرى الفلسطينيين، مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين. بينما ترفض إسرائيل تقديم أي تنازل بشأن هؤلاء الأسرى، تبدو حماس مستعدة لتقديم جثث بعض المحتجزين وسط إصرار إسرائيلي بالأفراج عن أكبر عدد من المحتجزين الأحياء.، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية. «الأسرى الثقيلون» على الطاولة يبدو أن المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس قد بلغت مرحلة حاسمة، حيث تصر حركة حماس على تضمين أسماء وصفتهم دولة الاحتلال ب"الأسرى الثقيلين" في أي صفقة تبادل قادمة. وتعتبر دولة الاحتلال هؤلاء الأسرى من أخطر الشخصيات التي خططت للهجمات في الماضي، وتشمل القائمة الأسرى الفلسطينيين الذين يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد بين 35 و67 عاما، ومن بينهم أسماء بارزة مثل مروان البرغوثي، أحمد سعدات، وعبد الله البرغوثي. مروان البرغوثي: قائد حركة فتح الذي حكم عليه قضاء الاحتلال بخمسة أحكام مؤبدة بمزاعم تورطه في سلسلة هجمات أسفرت عن مقتل خمسة إسرائيليين. أحمد سعدات: أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الذي تتهمه دولة الاحتلال بأنه متورط في التخطيط لاغتيال الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي. عبد الله البرغوثي: عضو في حماس وقائد الجناح العسكري للمنظمة في الضفة الغربية، الذي الذي حكم عليه قضاء الاحتلال ب67 حكماً بالسجن المؤبد. وتثير هذه الأسماء جدلاً كبيراً، خصوصًا أن بعضهم يُعتبر رموزًا في الحقل السياسي الفلسطيني، ما يعكس تداخلًا بين الأبعاد الأمنية والسياسية في المفاوضات. عرض جثث المحتجزين في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل للحصول على أكبر عدد ممكن من المحتجزين الأحياء في المرحلة الأولى من الصفقة، تبرز معضلة أخرى تتعلق برغبة حماس في سد الفجوة عبر تقديم جثث بعض المحتجزين. تشير التقارير إلى أن الحركة مستعدة لإرسال جثث المحتجزين إلى إسرائيل مقابل إطلاق سراح الأسرى الثقيلين، وهو ما يعمق الخلاف بين الجانبين. هذه الخطوة من حماس تعد بمثابة مسألة رمزية وإنسانية معقدة، حيث أنها قد تؤدي إلى مزيد من التأزيم في العلاقات بين الأطراف، خاصة في ظل الضغوط الداخلية والخارجية التي تتعرض لها حماس. توترات متزايدة الضغط الدولي والإقليمي يزداد على الأطراف المتفاوضة، وسط محاولات حثيثة من مصر وقطر للوساطة والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، تؤكد مصادر إسرائيلية لصحيفة "يديعوت أحرنوت" أن حماس لم تُبدِ بعد استعدادها الكامل للموافقة على شروط الاتفاق، مما يزيد من تعقيد المفاوضات. وتستمر التوترات بين إسرائيل وحماس في التصاعد، حيث ترفض إسرائيل إبرام صفقة جزئية وتصر على ضمان عودة أكبر عدد من الأسرى الأحياء في أي صفقة، وهو ما يمثل حجر عثرة رئيسياً في مسار المفاوضات. ففيما يترقب العالم التوصل إلى اتفاق شامل بشأن صفقة الأسرى، تبقى العقبات القائمة، وخاصة مسألة "الأسرى الثقيلين" وجثث المحتجزين، أبرز التحديات التي تواجه هذه المفاوضات. وتظل الأسئلة الكبرى مطروحة: هل سيتمكن الطرفان من تجاوز هذه الخلافات العميقة؟ وما هو الثمن السياسي والإنساني الذي سيدفعه كل طرف للوصول إلى الحل؟