الفضة من المعادن الثمينة التى تمتاز بقيمتها الاقتصادية وجاذبيتها الاستثمارية على مر العصور، فلم تقتصر أهميتها على الاستخدامات الزخرفية أو النقدية فحسب، بل امتدت للعديد من الصناعات الحيوية، بدءًا من الإلكترونيات والطاقة الشمسية وصولاً للمجال الطبى. وبفضل تنوع استخداماتها وسهولة تداولها، أصبحت الفضة أحد أبرز الخيارات فى أسواق المعادن الثمينة، ما يجعل الاستثمار فيها خياراً جذاباً للراغبين فى حفظ مدخراتهم من تقلبات الأسواق. ◄ العملات والسبائك الفضية تفتح بابا للاستثمار ◄ الفضة الكسر فرصة لتحقيق مكسب أفضل رئيس شعبة صناعة الذهب والمعادن الثمينة بغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، إيهاب واصف، يقول إن تقلبات أسعار الذهب تؤثر مباشرة على سوق الفضة، حيث يسير كلٌ منهما فى خط موازٍ، ويوضح أن الفضة تتميز بكونها خياراً استثمارياً منخفض التكلفة مقارنة بالذهب، فهى لا تتطلب رأسمال كبيرا، لكن يجب العلم بأن العائد الاستثمارى يتناسب مع حجم الاستثمار فيها. ◄ ثقافة الاستثمار ويشير إلى أنه لا توجد ثقافة الاستثمار فى الفضة بين المستهلكين، وهو ما يجعل العديد منهم يجهل كيفية التعامل معها، مؤكدا أن السوق يوفر عدة أشكال من الفضة، من بينها العملات الفضية أو كما يعرف بالجنيه الفضة والسبائك الفضية التى تُعد الأكثر تداولاً بين المستثمرين والمشترين. ويتابع: الفضة بدأت فى دخول صناعات حيوية مختلفة إلى جانب الحُلى، حيث تستخدم الآن بكثرة فى الصناعات الإلكترونية وصناعة السيارات الكهربائية وغيرها، مما أدى لزيادة الطلب عليها بشكل كبير، ومع ذلك، فهى تظل متوافرة بكميات كبيرة. ◄ معادن منافسة وتحدث واصف عن انتشار المعادن المنافسة للفضة التى تؤثر على السوق، مثل التنجستين والتتانيوم التى تظهر بشكل متنوع فى الدبل الرجالى وبعض الأكسسوارات للنساء، بأسعار زهيدة وأشكال تجذب النظر، محذراً من أن هذه المعادن قد تكون خطيرة صحياً، فهى ليست معادن ثمينة، بل غالباً ما تتكون من الحديد المغطى بطبقات مطلية، مما يجعلها تتفاعل مع الجسم وقد تسبب أمراضًا خطيرة، قد تصل إلى السرطانات. وأشار إلى أن بعض أنواع الذهب الصينى المصنعة من معادن مستخرجة من القمامة تُطلى لتعطى اللون الذهبى داخل الأفران الحرارية، لكنها فى الحقيقة غير ثمينة وتحتوى على مواد كيميائية تتفاعل مع الجسم. وينصح واصف المستهلكين بالابتعاد عن هذه المعادن التى تفقد قيمتها للصفر فيما بعد، وإن كان فى الإمكان شراؤها، فالأفضل هو اللجوء إلى شراء الفضة التى تظل محتفظة بقيمتها الأساسية، وأوضح أن العديد من الدول تفرض حظراً على استخدام الذهب الصينى، لما يسببه من أضرار جسيمة على الصحة. ◄ السبائك الفضية من جانبه، يشير طاهر مرسى، خبير أسواق المال العالمية والمعادن الثمينة، إلى أن هناك تزايدا فى الإقبال على شراء سبائك الفضة مؤخرًا، ويعود ذلك بشكل رئيسى إلى الارتفاع الكبير فى أسعار الذهب. ومثل الذهب، تتوافر سبائك الفضة بجميع الأوزان القياسية المعروفة، بالإضافة إلى العملات والمشغولات الفضية الأخرى، لافتًا إلى أن العملات الفضية تُستخدم كمخزن لحفظ القيمة، وما يميزها هو سعرها المنخفض نسبيًا مقارنةً بالذهب، مما يسمح لشرائح واسعة من الأفراد بالادخار فى سبائك الفضة كبديل آمن عن سبائك الذهب. كما تتميز بسهولة تخزينها لفترات طويلة دون تعرضها للتلف، إضافةً إلى إمكانية بيعها فى أى وقت، مما يتيح تحقيق أرباح جيدة عند ارتفاع الأسعار. ◄ اقرأ أيضًا | جمارك مطار سفنكس الدولي تضبط تهريب كمية من السبائك الفضية ◄ احذروا الغش ويشير مرسى إلى أن السبائك والمشغولات الفضية، كأى سلعة أخرى، قد تتعرض للتلاعب والغش، ما يعرِّض المستثمرين لخسائر كبيرة، لذا من المهم توخى الحذر عند الشراء من خلال التعامل مع تجار موثوقين خاضعين لرقابة الدولة، ويجب التأكد من وجود الخاتم واسم الصانع، سواء كان شركة أو ورشة، وتوثيق البيانات كاملة فى فواتير الشراء مع ذكر التاريخ، وتوقيع وختم التاجر والمحلات. ويضيف أنه يُفضل شراء الأوزان الصغيرة من سبائك الفضة، حيث إن عمليات الغش غالبًا ما تستهدف الأوزان الكبيرة، سواء فى الذهب أو الفضة. ◄ تذبذب الأسعار فيما يرى مينا سمير، بائع مشغولات فضية، أن الفضة تُعد خيارًا استثمارًيا فقط عند شراء السبائك وليس المشغولات الفضية، حيث إن المشغولات تُستخدم للزينة، وعند البيع غالبًا ما يخسر المالك حوالى نصف القيمة المدفوعة، لكنها فى المقابل تعتبر أكسسوارًا طويل الأمد لا يتأثر بمرور الزمن. أما عن الأسعار، فيوضح مينا أن الفضة تتأثر بالذهب؛ فعندما يرتفع سعر الذهب يرتفع سعر الفضة، لكن بشكل أقل، والسبائك الفضية تشهد زيادات طفيفة فى السعر مقارنةً بالمشغولات، التى تميل لزيادة أكبر. كما يشرح مينا أن الفضة المستعملة أو كما تعرف بلغة السوق «الفضة الكسر» تكون أرخص من الجديدة، حيث تتراوح أسعار الفضيات الجديدة بين 80 و150 جنيهًا للجرام، بينما يبدأ سعر الفضة المستعملة من 50 إلى 65 جنيهًا، فضلا عن أنها تكون متاحة للاستخدام للزينة وعند البيع تكون نسبة المكسب مناسبة إلى حد ما.