الدولة الوطنية فى سوريا فى ذمة الله، خبر مؤجل ربما نسمعه فى غضون الشهور القليلة القادمة. واقع جغرافى ممزق مؤلم فى سوريا، الكيان الصهيونى يحتل 270 كيلومترًا فى الجنوب ويسيطر على المنطقة العازلة بطول 75 كيلومترًا من جبل الشيخ حتى الحدود الأردنية بعمق 20 كيلومترًا وأصبحت إسرائيل على حدود دمشق! دولة الاحتلال قامت فى ساعات معدودة بتدمير ممنهج لقدرات الجيش العربى السورى فدمرت 90٪ من قوات دفاعاته الجوية والبرية والبحرية وسلاح الطيران دون أن يطلق عليها طلقة واحدة، والمثير للحزن أن كثيرًا من السوريين يرقصون فى ساحة الأمويين ابتهاجًا بالتحرير!! ابتلع الصهاينة سوريا ولم تعلن أى من الفصائل المسلحة التى أسقطت نظام الأسد موقفها من الاحتلال الصهيونى لأراضى سوريا. فى الواقع السورى الجديد من الصعب وربما من المستحيل أن تحتفظ سوريا بحدودها الحالية وذلك فى ظل توسع المساحات التى سيطر عليها الأكراد. إشكالية أخرى تواجه الفصائل التى استولت على دمشق فهناك قاعدة أيديولوجية مسلّم بها وهى أن الأيديولوجيا تخرج من الإنسان بخروج الروح من الجسد، فهل تستطيع هذه الفصائل التى حاربت إلى جانب القاعدة وداعش أن تدير دولة؟! التعددية وألوان الطيف التى تشكل المشهد السورى كيف يتعامل معها «الشرع» زعيم هيئة تحرير الشام وهو الذى تخلص بالقوة من كل المنافسين له أثناء سيطرته على أدلب! لست متشائماً ولكن سيناريو «أفغنة» سوريا ليس ببعيد عن الواقع السورى فى ظل سعى الفصائل إلى إقامة جمهورية إسلامية تستبدل فيها طالبان بهيئة تحرير الشام. سيناريو التقسيم إلى دويلات سنية فى دمشق وحلب وعلوية على الساحل ودرزية فى الجنوب لن يكون مستغرباً، فقد تحدثت عنه خطة «أودد بيتون» ضابط المخابرات الإسرائيلى وواضع استراتيجيات حزب الليكود ونشرت عام 1982 فى مجلة «كيفونيم» الخاصة بالمنظمة الصهيونية، كما أشار لسيناريو التقسيم السورى كل من برنارد لويس ورالف بيتز فى كتابه «حدود الدم» عام 2006. الخلاصة أن الدول التى تسقط لا تقوم وتنهش ثرواتها كلاب الاستعمار فحافظوا على مصر.