أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسى تأكيد موقف مصر القوى والحاسم حينما أعلن فى قمة بغداد أنه لا سلام بدون دولة فلسطينية، وذلك تأكيداً لموقف مصر القومى الذى لا يتزعزع، وردا على جولة الرئيس الأمريكى الأخيرة فى المنطقة التى جمع فيها المنافع الجمة وتجاهل القضية القومية وهى قضية الشعب الفلسطيني، الذى يتعرض لجرائم وحشية، ويتعرض لآلة الحرب الإسرائيلية، التى لم تبق حجرا على حجر ولم ترحم طفلاً أو شيخاً وتشهد غزة تدميرا واسعاً يجعلها غير قابلة للحياة فى الوقت الذى كثفت فيه مصر جهودها لإدخال المساعادات الإنسانية، ذلك يفسر عدم ترتيب لقاء بين الرئيس ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسى بعد أن أصبح الرئيس الأمريكى على يقين أنه لا يستطيع زحزحة الموقف المصرى وأن أحلامه حول طرد أهل غزة من ديارهم قد تبددت على صخرة الرفض المصرى، الرئيس السيسى رفض لقاء الرئيس الأمريكى لأنه يعرف أجندة اللقاء، ولأن الرئيس السيسى لا ينوى تقديم تنازلات القناعات القومية المصرية، لذلك فإنه رفض لقاء الرئيس الأمريكى. وما إن انتهت جولة الرئيس الأمريكى فى منطقة الخليج حتى كان السيسى يعلن من بغداد أنه لا سلام دون دولة فلسطينية حتى لو وقعت إسرائيل اتفاقات تطبيع مع جميع الدول العربية، وذلك أقوى تأكيد وتلك هى أوضح عبارة، فمصر وإن ألمت بها مصاعب اقتصادية إلا أنها لن تبادل ذلك بمواقفها القومية، ويعلم الجميع أن ما ترفضه مصر لا تستطيع أى قوة تمريره مهما بلغت من سطوة، فمصر هى مفتاح الموقف العربى والثوابت المصرية ليست قابلة للتفاوض ولا للتنازلات. ذلك فى تقديرى هو أبلغ رد على الأحلام التى يرددها البعض معتقداً أن السياسة هى لعبة شطرنج يحركونها كيف يشاءون! كما فات البعض أن مصر الحضارة والتاريخ والثقل العربى لا تفرط ولا تساوم ولا تهتز أمام الصخب الذى يحاول أن يثيره البعض من أى مكان لأن تداعيات السياسات الإسرائيلية ستدخل المنطقة والعالم فى مواجهات لا تنتهي.